غزة-أخبار المال والأعمال- أصبح انقطاع التيار الكهربائي، حقيقة من حقائق الحياة في غزة التي مزقتها الحرب، ولكن بفضل بطاقات SIM المدمجة، لا يزال بإمكان الفلسطينيين الوصول إلى الإنترنت والحفاظ على قناة اتصال مع أحبائهم في الخارج.
يقول هاني الشاعر، وهو صحافي يعتمد على بطاقات eSIM لإجراء البث المباشر "لولاهم، لكنا معزولين عن العالم"، مضيفا "لا أحد يعرف ما الذي يحدث في غزة"، في الوقت الذي شهدت فيه المنطقة المحاصرة، الثلاثاء، الأحدث في سلسلة من انقطاع الاتصالات منذ بدء الحرب.
وأعلنت شركة الاتصالات الفلسطينية، اليوم الأربعاء، عودة تدريجية للاتصالات والإنترنت.
وحذرت هيومن رايتس ووتش من أن انقطاع الهاتف والإنترنت في غزة يمكن أن "يوفر غطاء للفظائع ويولد الإفلات من العقاب بينما يزيد من تقويض الجهود الإنسانية ويعرض الأرواح للخطر".
فكرة يسيرة
والفكرة وراء شريحة eSIM يسيرة، فهي نسخة برمجية من الرقائق التي تدخل بشكل تقليدي في الهواتف للاتصال بالشبكات الخلوية والإنترنت، وتدمج مباشرة في الجهاز، ويمكن تفعيلها باستخدام رمز الاستجابة السريعة، الذي يتلقاه سكان غزة من أفراد الأسرة الذين يعيشون في الخارج، ويتمكن سكان غزة بعد ذلك من الاتصال في وضع التجوال بشبكة أجنبية - في الأغلب ما تكون إسرائيلية أو مصرية في بعض الأحيان.
وقالت سمر لباد إن بطاقة eSIM كانت بمنزلة هبة من السماء، حيث فرت السيدة البالغة من العمر 38 عاما من منزلها في مدينة غزة باتجاه الجنوب، حيث يعيش عشرات الآلاف من النازحين الفلسطينيين في مخيمات مؤقتة، وهي الآن في رفح، وقد فقدت الاتصال بأسرتها لأكثر من أسبوع. ولكن بعد ذلك أرسل إليها شقيقها - الذي يعيش في بلجيكا - بطاقة eSIM.
وقالت "الاتصال ليس مستقرا، لكنه يفي بالغرض". "على الأقل يمكننا أن نبقى على اتصال لطمأنة بعضنا بعضا، حتى لو بشكل متقطع"، كما أن لها أحباء في خان يونس، مضيفة "أعرف أحوالهم من شخص يعيش معهم، وهاتفه متوافق مع شريحة eSIM الإلكترونية"، والخدمة متاحة فقط في المناطق القريبة من الحدود مع إسرائيل. بخلاف ذلك، سيتعين عليك الصعود إلى السطح لالتقاط الإشارة.
البحث عن الضحايا
وقال إبراهيم مخيمر، الذي يملك متجرا للهواتف المحمولة، إن زبائنه الرئيسين هم الصحافيون الذين يستخدمون شرائح الاتصال الإلكترونية لتزويد العالم الخارجي بوصف دقيق للوضع في غزة، مضيفا أنهم ينقلون بشكل حيوي، أن هناك نقصا في المواد الأساسية الضرورية للبقاء في المنطقة المحاصرة، مبينا أن من بين عملاء شريحة eSIM الخاصة به أيضا "أطباء وموظفون في الدفاع المدني يتطلعون إلى معرفة الموقع الدقيق للضربات من أجل مساعدة الناس".
ويستخدم الشرائح أيضا موظفو وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا) لتنظيم قوافل المساعدات، في حين أن البطاقات تساعد في تعويض انقطاع الاتصالات، إلا أن الوصول إلى الإنترنت مطلوب لتفعيلها في المقام الأول.
وقال الصحافي ياسر قديح، إن الأسعار تراوح بين "15 إلى 100 دولار، بحسب مدة صلاحيتها"، مبينا أن الصحافيين المحليين الذين يستخدمون شرائح eSIM الإلكترونية ينتهي بهم الأمر إلى العمل مراسلين للآخرين، مضيفا "يتواصل معنا عديد من المغتربين لمتابعة آخر الأخبار من غزة والحصول على معلومات تتعلق بأسرهم".