غزة-أخبار المال والأععال- قالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي سيندي مكين، يوم الأحد، إن الوضع الإنساني في غزة كارثي، وإن دخول 20 شاحنة مساعدات حتى الآن لا يمثل شيئا، مؤكدة أن وكالات الإغاثة تحتاج إلى وصول آمن ومستدام إلى القطاع.
وفي حديثها لشبكة (إيه.بي.سي) التلفزيونية، قالت مكين إن البرنامج التابع للأمم المتحدة يبذل قصارى جهده لضمان وصول المساعدات إلى من يحتاجون إليها، لكن غزة منطقة حرب وقد "تحدث أمور" لا نتوقعها.
وإضافة إلى نقص الغذاء والدواء والوقود، قالت الأمم المتحدة إن حالات الإصابة بالجدري المائي والجرب والإسهال تتزايد في ظل الظروف الصحية السيئة التي يعيشها قطاع غزة.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن أحد أسباب ارتفاع حالات الإصابة هو أن الأشخاص اضطروا إلى الاعتماد على المياه القذرة بسبب نقص مياه الشرب.
ولم يذكر مكتب الأمم المتحدة أي أرقام محددة، لكنه أضاف أن عدد الحالات سيرتفع إذا لم يتم إعادة تزويد مرافق المياه والصرف الصحي بسرعة بالكهرباء أو الوقود لاستئناف عملياتها.
وفرضت إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، "حصارا كاملا" على غزة، حيث حرمت القطاع الساحلي المكتظ بالسكان والمطل على البحر المتوسط من الأغذية والوقود والأدوية والمياه وغيرها من الإمدادات الأساسية، منذ بدء عدوانها في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الجاري.
في غضون ذلك، وصلت إلى مطار العريش الدولي المصري بمحافظة شمال سيناء ظهر يوم الأحد 3 طائرات تحمل مساعدات إنسانية قادمة من دولتي قطر والهند، وذلك تمهيدا لنقلها إلى قطاع غزة عبر معبر رفح البري.
وصرح رئيس الهلال الأحمر المصري بشمال سيناء خالد زايد، أن هذه المساعدات البالغة 128 طنا جاءت على متن ثلاث طائرات، اثنتان منها من دولة قطر تحمل 90 طن مساعدات، وطائرة من الهند تحمل 38 طنا.
ووصل سفير الهند بالقاهرة إلى مطار العريش الدولي حيث تفقد المساعدات الإنسانية الهندية التي وصلت إلى مطار العريش.
وتعد هذه المساعدات هي الـ13 التي تصل إلى مطار العريش حيث سبق وصول مساعدات إنسانية قادمة من الأردن وتركيا والإمارات وقطر ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونسيف) وفنزويلا والبرازيل وباكستان. كما أرسلت مصر مساعدات إنسانية وطبية تقدر بحوالي ألفي طن.
ومن جهة أخرى، أكد مسؤول في معبر رفح لوكالة فرانس برس الأحد أن ست شاحنات نقلت وقودا إلى قطاع غزة كان مخزنا في المعبر الحدودي.
وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) ومصدر مصري لوكالة فرانس برس إن الشاحنات دخلت القطاع لتشغيل مولدات الكهرباء في المستشفيات.
وجاء دخول الوقود إلى القطاع بعد تحذيرات الأمم المتحدة من نفاده من المستشفيات وغيرها من المرافق الحيوية.
وكانت خمس وكالات تابعة للأمم المتحدة قد حذّرت أيضا، السبت، من أن الوضع الإنساني في قطاع غزة بات "كارثيا"، مؤكدة أن المستشفيات "تضيق" بالجرحى وأن الأطفال "يموتون بوتيرة مقلقة".
وقالت الوكالات الخمس وهي منظمة الصحة العالمية وبرنامج الأغذية العالمي وصندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية وصندوق الأمم المتحدة للسكان في بيان إن "الوضع الإنساني في غزة كان بائسا" قبل بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الجاري.
واضافت "إنه اليوم كارثي"، داعية المجتمع الدولي الى "القيام بالمزيد" لمساعدة المواطنين الفلسطينيين في قطاع غزة.
والسبت، دخلت أول قافلة مساعدات إنسانية الى القطاع المحاصر منذ العام 2007 تضم عشرين شاحنة آتية من مصر عبر معبر رفح. لكن هذا الرقم محدود جدا بالنسبة الى الأمم المتحدة التي تريد دخول مئة شاحنة يوميا لإغاثة 2,4 مليون نسمة هم سكان غزة المحرومون من كل شيء.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش خلال "قمة السلام" في القاهرة إن "سكان غزة يحتاجون الى أكثر بكثير. من الضروري إيصال المساعدة بكميات كبيرة".
وأكدت الوكالات الأممية الخمس أن "الأطفال يموتون بوتيرة مقلقة، محرومين من حقهم في الحماية والغذاء والمياه والعناية الطبية".
وتابعت أن "المستشفيات تضيق بالجرحى. المدنيون يواجهون مشقة أكبر في الوصول إلى المواد الغذائية الأساسية".
وأسفر العدوان على غزة حتى الآن عن سقوط أكثر من 4650 شهيدا وآلاف الجرحى، والمفقدودين تحت الأنقاض، غالبيتهم من النساء والأطفال.