واشنطن-أخبار المال والأعمال- يستعد مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، للإعلان عن زيادة جديدة بمقدار ربع نقطة مئوية لسعر الإقراض القياسي، اليوم الأربعاء، لمواجهة التضخم، مع إبقاء الخيار مفتوحا لمزيد من هذه التحركات في الأشهر المقبلة.
وأوقف بنك الاحتياطي الفيدرالي الشهر الماضي، حملته العنيفة لتشديد السياسة النقدية بعد عشر زيادات متتالية في أسعار الفائدة لمنح صانعي السياسة مزيدا من الوقت لتقييم صحة أكبر اقتصاد في العالم.
وبحسب "أ ف ب"، فإن أعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) التي تحدد معدل الفائدة، أشاروا في اجتماع حزيران/ يونيو إلى أنهم قد يرون رفع أسعار الفائدة مرتين إضافيتين هذا العام.
وكتب ريان سويت، كبير الاقتصاديين الأميركيين في أكسفورد إيكونوميكس، في مذكرة للعملاء "التوقعات هي أن تقوم لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية برفع النطاق المستهدف لسعر الأموال الفيدرالية بمقدار 25 نقطة أساس، لكن مع الحفاظ على الانحياز نحو زيادات إضافية في أسعار الفائدة، إذا لزم الأمر".
ورفع سعر الفائدة الأربعاء، هو الـ11 منذ أن أطلق البنك المركزي الأميركي دورة تشديد السياسة النقدية في آذار/ مارس العام الماضي، من شأنه أن يرفع سعر الإقراض القياسي لبنك الاحتياطي الفيدرالي إلى نطاق بين 5.25 و5.5 في المائة "أعلى مستوى له في 22 عاما".
ويرى متداولو العقود الآجلة احتمالا يقترب من 99 في المائة من أن الاحتياطي الفيدرالي سيمضي في زيادة ربع نقطة مئوية، وفقا لبيانات CME.
تخطي أيلول/ سبتمبر؟
ومنذ قرار حزيران/ يونيو لوقف رفع أسعار الفائدة، استمر التضخم في الانخفاض، على الرغم من أنه لا يزال أعلى من الهدف طويل الأجل للاحتياطي الفيدرالي البالغ 2 في المائة.
وفي الوقت نفسه، ظلت البطالة قريبة من أدنى مستوياتها التاريخية، في حين تم تعديل النمو الاقتصادي للربع الأول بالزيادة بشكل حاد على أساس بيانات إنفاق المستهلكين المرنة.
وزادت الأخبار الاقتصادية الإيجابية فرص ما يسمى بـ "الهبوط الناعم"، حيث ينجح الاحتياطي الفيدرالي في خفض التضخم عن طريق رفع أسعار الفائدة، مع تجنب الركود وارتفاع معدلات البطالة.
وبالنظر إلى شبه الإجماع على التوقعات برفع الأسعار الأربعاء، سيراقب المحللون والتجار عن كثب رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول بحثا عن إشارات عما قد يفعله البنك المركزي بعد ذلك.
وقال إدوارد مويا كبير محللي السوق الأميركيين في OANDA "من المحتمل أن يشيروا إلى أنهم يريدون رؤية تأثير دورة التضييق الحالية وأنهم سيتخطون على الأرجح رفع أسعار الفائدة في أيلول/ سبتمبر"، مضيفا "من المرجح أن يكونوا واضحين في الإشارة إلى أن المزيد من التشديد يمكن أن يحدث بشكل جيد للغاية".
ووافق ريان سويت على ذلك قائلا "الاحتمالات هي أن يشير باول إلى رفع أسعار الفائدة بشكل إضافي ليس بعيدا عن الطاولة ، لكن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيتخذ نهجا أكثر حذرا، حيث ينقل أنه سيتخطى ارتفاعا في أيلول/ سبتمبر".
مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي يتراجعون عن الزيادات
ودعم العديد من أعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة علناـ ارتفاعات إضافية هذا العام، خاصة إذا أثبتت بيانات التضخم الإيجابية لشهر حزيران/ يونيو أنها لمرة واحدة.
وقال جيروم باول في جلسة استماع بالكونجرس الشهر الماضي "بالنظر إلى المدى الذي وصلنا إليه، قد يكون من المنطقي رفع أسعار الفائدة ولكن القيام بذلك بوتيرة أكثر اعتدالا"، لكنه قال أمام مؤتمر في البرتغال بعد عدة أيام قليلة "لن آخذ كما تعلمون، الانتقال إلى اجتماعات متتالية من على الطاولة على الإطلاق".
وقال كريستوفر والير محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي في مؤتمر بمنتصف تموز/ يوليو الجاري "أرى زيادتين إضافيتين بمقدار 25 نقطة أساس في النطاق المستهدف خلال الاجتماعات الأربعة المتبقية هذا العام حسب الضرورة لمواصلة تحرك التضخم نحو هدفنا".
في حين أن الأسواق لديها أسعار أكثر أو أقل في الارتفاع اليوم، إلا أنها أقل ثقة بشأن فرص ارتفاع آخر في الاجتماع المقبل في أيلول/ سبتمبر، ويحدد تجار العقود الآجلة حاليا احتمالا يزيد قليلا على 20 في المائة بأن ترفع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة أسعار الفائدة أكثر في أيلول/ سبتمبر.