غزة-(الأيام)- شهدت تجارة الأجهزة الكهربائية والمنزلية المستخدمة، أو ما يطلق عليها محلياً اسم "مخراز"، رواجاً كبيراً في قطاع غزة خلال السنوات القليلة الماضية، وباتت المحال المتخصصة ببيع هذا النوع من السلع منتشرة بصورة كبيرة في كافة أرجاء القطاع.
وأسهم انتظام عمل معبر كرم أبو سالم، ووصول آلاف الاجهزة الكهربائية المستخدمة للقطاع، في رواج هذا النوع من التجارة، اذ باتت تلك الاجهزة وجهة الغزيين المفضلة، ومعظم المواطنين يفضلون شراءها عن الجديدة، نظراً لانخفاض أسعارها.
ويقول منار قشطة أحد تجار الأجهزة المستعملة في محافظة رفح، جنوب قطاع غزة، إن الاجهزة التي تصل القطاع باتت تختلف عن السابق، من حيث الجودة والحداثة، فمعظمها أجهزة حديثة لم يمض على تصنيعها سوى وقت قصير، وهي ضمن ماركات وشركات عالمية معروفة، ومعظمها يتمتع بجودة عالية جداً.
وأوضح قشطة لـ"الأيام"، أن التجار يشترون الأجهزة في صفقات كبيرة، وبمجرد وصولها للقطاع يتم تصنيفها لدرجات، فهناك الدرجة الاولى وهي أجهزة شبه جديدة، وجودتها مرتفعة، ثم تأتي الدرجة الثانية، والثالثة، ولكل درجة مواصفاتها وسعرها.
لكنه أوضح أن أسعار الأجهزة المستعملة تقل عن الجديد ما بين 50-60%، لذلك هناك اقبال متزايد عليها، وثمة مواطنون جهزوا منازلهم بالكامل من المحال التي تبيع هذا النوع من السلع، وبعضها تبيع بنظام القسط للموظفين، أو المواطنين القادرين على سداد الدفعات الشهرية.
ونوه إلى أن هذه التجارة تضم قائمة طويلة من الاجهزة الكهربائية والمنزلية، في مقدمتها الثلاجات بأنواعها وأحجامها المختلفة، إضافة لأجهزة التكييف، وبوتجاز، وغسالات، اضافة للأفران الكهربائية، والمدافئ، وأجهزة الحاسوب المحمول "لابتوب"، ومعدات وأجهزة انترنت، وأنواع أخرى.
ولفت إلى أن زيادة الاقبال على شراء أجهزة المستعملة دفع العديد من المستثمرين، والباحثين عن المشروعات الصغيرة، لفتح محال متعددة الأحجام والقدرات، بحيث بات في كل شارع أو حي محل أو أكثر متخصص ببيع هذا النوع من السلع، وهذا خلق نوعاً من المنافسة، وجعل هناك تنوعاً في السلع المعروضة، ما يعود بالإيجاب على المستهلك.
وتشاهد أرتال من الشاحنات وهي تغادر بوابة معبر كرم ابو سالم جنوب شرق محافظة رفح، وهي تحمل مئات الأجهزة الكهربائية والمنزلية المستخدمة في طريقها لمتاجر ومخازن في القطاع.
وأكد مواطنون أنهم يفضلون شراء الأجهزة الكهربائية والمنزلية المستخدمة، وهي متوفرة بكثرة، وذات جودة عالية، وأسعار معقولة، إذ قال المواطن عبد العزيز حسنين، إنه توجه إلى محال بيع الأدوات الكهربائية لشراء ثلاجة جديدة، بدلاً من ثلاجته التي تعطلت، لكنه فوجئ بأن أسعار الجديد تبدأ عند 2500 شيكل، وقد تصل الى 4500 شيكل للثلاجة الواحدة، وهذا أكبر من امكاناته، ما دفعه للتوجه لمحال بيع الأجهزة المستعملة، وفوجىء بثلاجات من كافة الأنواع، والأشكال، والأحجام، ما أدخله في حيرة من أمره، وقد اضطر لاستشارة خبير، حتى اشترى ثلاجة مقابل 1000 شيكل، ومن خلال الاستخدام اكتشف أنها لا تقل كفاءة عن الجديد.