النقب-أخبار المال والأعمال- انطلقت في تمام الساعة 11:30 من صباح اليوم الإثنين، أول رحلة سفر جوي لفلسطينيين من الضفة الغربية عبر مطار "رامون" في النقب إلى قبرص، بحسب ما أعلنت سلطة الموانئ والمطارات الإسرائيلية.
وشاركت مجموعة سياحية من الضفة مكونة من أطباء وصيادلة وعائلاتهم في تدشين الرحلة الأولى من مطار "رامون"، وصولًا إلى مطار "لارنكا" في قبرص، حيث من المفترض أن يقضوا عدة أيام ومن المتوقع العودة إلى الضفة يوم الجمعة المقبل.
ووفقا لشركة الطيران الإسرائيلية "أركيع"، فإن الرحلة معدة للسياحة، وهي في إطار تجربة كجزء من مشروع واسع النطاق، علما أنه شارك في الرحلة السياحية فلسطينيون وإسرائيليون.
وقال ما يسمى "منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق الفلسطينية" غسان عليان، إن "سفر الفلسطينيين من الضفة عبر مطار إسرائيلي أمر تاريخي وغير مسبوق، وكان حلما وأصبح حقيقة"، حسب تعبيره.
إلى ذلك، تم تأجيل فتح خط الطيران السياحي للفلسطينيين من الضفة عبر مطار "رامون" إلى تركيا إلى موعد آخر، وذلك بسبب تأخر التجهيزات، حيث يجري الاستعداد لتسيير رحلتين أسبوعيا من مطار "رامون" إلى إسطنبول وأنطاليا.
وستقوم شركتا الطيران "بيغاسوس" و"أطلس" التركيتان بتشغيل الرحلات على متن طائرة "إيرباص A321" التي يمكن أن تحمل على متنها 220 راكبا، على أن تنطلق الرحلات مرتين في الأسبوع.
إلى جانب ذلك، أعلنت سلطة المطارات أنه سيتم تدشين رحلات جوية للإسرائيليين إلى وجهات مختلفة في أوروبا لأول مرة من مطار "رامون"، حيث من المتوقع أن تبدأ الرحلات إلى أوروبا خلال الأيام المقبلة.
يذكر أن إسرائيل دشنت مطار "رامون" بالعام 2019، لكن الإسرائيليين لا يرغبون بالسفر عبره لبعده عن مركز البلاد، إذ يبعد نحو 340 كيلو مترا عن منطقة مركز البلاد وتل أبيب.
وتبلغ مساحة المطار، الذي بلغت تكلفة بنائه 500 مليون دولار، نحو 14 ألف دونم، وهو الثاني من حيث المساحة في إسرائيل بعد مطار بن غوريون في اللد.
وفي سياق متصل، أكد الناطق باسم وزارة النقل والمواصلات الفلسطينية موسى رحّال، أن الوزارة واضحة في موقفها اتجاه السفر عبر مطار رامون ونصائحها للمواطنين بعدم استخدامه كونه مصلحة اقتصادية إسرائيلية فقط، بالإضافة إلى مس بالسيادة الفلسطينية.
وأضاف رحال في مقابلة إذاعية: "لا يمكن المقارنة بين السفر عبر مطار اللد ومطار رامون، كون مطار اللد هو مطار فلسطيني تم تأسيسه من عشرات السنوات ليخدم الشعب الفلسطيني وهذا حق لهم".
وأشار أن الاتفاقيات الدولية تمنح الفلسطينيين الحق في السفر عبر مطار خاص بهم مثل مطار القدس الدولي الذي تم تدميره ولم يسمح الاحتلال بإعادة تشغيله، إضافة إلى السماح بإنشاء مطار خاص شرق الضفة الغربية بإدارة فلسطينية.
وأكد رحال أن هناك حوار مع الأردن لتخفيف الإجراءات على المواطنين الفلسطينيين للسفر بما يضمن تقليل التكاليف والوقت خلال السفر، خاصة بعد الاتفاق على فتح المعبر 24 ساعة مع بداية شهر تشرين الثاني بحيث يكون السفر أيسر على المواطنين.
من جانب آخر، يرى مراقبون أن اقتصار أول رحلة عبر مطار "رامون" على 24 فلسطينيا من الأطباء والصيادلة وعائلاتهم دلالة على فشل المحاولات الإسرائيلية للترويج للمطار.