رام الله-أخبار المال والأعمال- وقّع بنك فلسطين ووزارة العمل الفلسطينية، بالشراكة مع الصندوق الفلسطيني للتشغيل، اليوم الأربعاء، مذكرة تفاهم لإطلاق برنامج قروض تمويل مشاريع صغيرة ومتناهية الصغر للأشخاص من ذوي الإعاقة، بدعم من سلطة النقد الفلسطينية ضمن برنامج صندوق "استدامة". وتبلغ قيمة المحفظة الإجمالية 1 مليون دولار أمريكي.
وجرى توقيع المذكرة في مقر المركز الرئيسي للإدارة العامة لبنك فلسطين في مدينة رام الله، بحضور كل من وزير العمل، رئيس مجلس إدارة الصندوق الفلسطيني للتشغيل نصري أبو جيش، ومحافظ سلطة النقد فراس ملحم، والمدير العام لبنك فلسطين محمود الشوا، والمدير التنفيذي للصندوق رامي مهداوي، والناطق الإعلامي باسم التحالف الفلسطيني لتشغيل الأشخاص ذوي الإعاقة عوض عبيات، وممثلين عن المؤسسات الشريكة، وحشد من الصحفيين والإعلاميين.
وسيتم تنفيذ مذكرة التفاهم ضمن برنامج تم تجهيزه متزامنًا مع حملة إعلامية لتشجيع الأشخاص ذوي الإعاقة على الاستفادة من برنامج التسهيلات الميسر بدون فوائد ولا عمولات، حيث ستساهم المذكرة في توفير التمويل اللازم لأصحاب المشاريع الصغيرة، والمنشآت متناهية الصغر من ذوي الإعاقة، بما يعزّز قدرتهم على إنشاء مشاريع جديدة مدرّة للدخل، إلى جانب تمكين أصحاب المشاريع القائمة من الاستمرار في دورة الإنتاج.
وزير العمل: المذكرة ستساهم في دعم فئة الأشخاص ذوي الإعاقة ودمجهم في المجتمع
وأكد الوزير أبو جيش أهمية هذه المذكرة التي ستساهم بشكل فعال في دعم فئة الأشخاص ذوي الإعاقة ودمجهم في المجتمع، من خلال تمويل مشاريعهم ليكونوا قادرين على تحقيق استقلالهم الاقتصاد، مشيرًا إلى أن صندوق التشغيل الذي يعتبر الذراع التنفيذي لسياسات وزارة العمل في مجال التشغيل، يسعى إلى دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في سوق العمل، حيث تبلغ نسبة إجمالي المستفيدين من ذوي الإعاقة 6% في مشاريع الصندوق المختلفة.
وأشار أبو جيش إلى أهمية تعاون جميع المؤسسات في القطاع الخاص والأهلي والحكومي لتقديم يد العون للأشخاص ذوي الإعاقة في فلسطين من خلال النهوض بواقعهم الاقتصادي الذي ينعكس إيجابًا على دورهم المجتمعي، وكذلك تخفيض معدلات البطالة، مثمنًا دور بنك فلسطين وسلطة النقد في دعم الأشخاص ذوي الإعاقة من خلال تخصيص مليون دولار للبدء في تنفيذ مشاريع صغيرة ومتناهية الصغر لهذه الفئة بالشراكة مع وزارة العمل، باعتبار ذلك جزءًا من المسؤولية المجتمعية التي تقع على عاتق القطاعين العام والخاص.
ملحم: تخصيص محفظة من صندوق استدامة لذوي الإعاقة يأتي في سياق الشمول المالي
بدوره، قال ملحم إن تخصيص هذه المحفظة من صندوق استدامة لذوي الإعاقة يأتي في سياق جهود سلطة النقد لتحقيق أهداف الشمول المالي في فلسطين، وذلك بالعمل على إيصال الخدمات المصرفية لكافة فئات المجتمع، سيما الأشخاص ذوي الإعاقة وحماية حقوقهم كمستهلكين للخدمات المصرفية أينما تواجدوا ودون تمييز، وتمكينهم من القيام بدورهم في المجتمع، مشيرًا إلى أن سلطة النقد تولي الأشخاص ذوي الإعاقة وتمكينهم من الاستفادة من الخدمات والمنتجات المصرفية اهتمامًا كبيرًا.
وتقدم المحافظ بالشكر الجزيل لكل من وزارة العمل على مبادرتها في توقيع هذه المذكرة وعلى جهودها الملموسة في خدمة جميع فئات أبناء شعبنا، ولبنك فلسطين على تعاونه الدائم في إنجاح الوصول لمختلف فئات المجتمع وتقديم الخدمات المصرفية لهم، وللتحالف الفلسطيني لتشغيل ذوي الإعاقة على اهتمامه بهذه الفئة، وسعيه لتوفير فرص عمل ملائمة لهم، والعمل على دمجهم في المجتمع وحل مشكلاتهم.
الشوا: بنك فلسطين سيواصل جهوده في دعم ذوي الإعاقة
من جهته، رحب الشوا بتوقيع هذه المذكرة، قائلاً: "بكل فخر يسعدنا في بنك فلسطين أن نكون جزءًا من هذه الاتفاقية للمرة الثانية، والتي من شأنها أن تساهم في خدمة أهداف مجتمعية نبيلة بالشراكة مع وزارة العمل، وسلطة النقد الفلسطينية، بهدف تعزيز المشاركة الاجتماعية والاقتصادية للأشخاص ذوي الإعاقة، والعمل على شمولهم في إطار عمليات التنمية المستدامة، والتي تصب في استراتيجية البنك وضمن رؤيته وأهدافه".
وأضاف الشوا أن إطلاق هذه المحفظة المالية مع كافة الشركاء، لتمويل مشاريع صغيرة ومتناهية الصغر للأشخاص من ذوي الإعاقة دون أية فوائد أو عمولات، يأتي في سياق حرص البنك وإيمانه بضرورة الوقوف دومًا إلى جانب هذه الشريحة من مجتمعنا، وتقديم كل الدعم والإسناد لها، بما يكفل تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة، والشمول المالي في فلسطين.
وأكد الشوا أن بنك فلسطين سيواصل جهوده في دعم ذوي الإعاقة، وتوفير كافة الإمكانيات أمام هذه الفئة وتعزيزها مجتمعيًا، وتذليل العقبات أمامها لتلبية كافة احتياجاتها المصرفية والمالية، ما يسهم في خلق فرص عمل، والحد من البطالة الفقر، بالإضافة إلى تطوير منتجات ومشروعات تراعي النوع الاجتماعي، وخلق منافذ خاصة بالنساء.
عبيات: تجربة بنك فلسطين ناجحة وأثبتت أن ذوي الإعاقة قادرون على المشاركة في العملية التنموية
من جانبه، ثمن عبيات جهود بنك فلسطين وكافة الشركاء في إطلاق هذا البرنامج لدعم ذوي الإعاقة وتمكينهم، لاسيما وأن هذه المبادرة الكريمة تتعامل بمسؤولية مع قضايا ذوي الإعاقة، مشيرًا أن تجربة بنك فلسطين في هذا الإطار كانت تجربة ناجحة وأثبتت أن ذوي الإعاقة كانوا قادرين على الإنتاج والمشاركة في العملية التنموية، داعيًا الحكومة كافة المصارف ومؤسسات القطاع الخاص إلى تمكين هذه الفئة والاستثمار في قدراتها وتنميتها.
وأكدت صفية العلي إحدى المستفيدات من برنامج "فلسطينية" لدى بنك فلسطين وهي إحدى أعضاء التحالف الفلسطيني لتشغيل الأشخاص ذوي الإعاقة، أهمية المشاريع التي نفذها البنك عبر هذا البرنامج، والتي ساهمت بشكل كبير في تلبية احتياجات ومتطلبات ذوي الإعاقة وعززت مكانتهم من تحقيق نجاحات مبهرة في مجالات التوظيف، وغيرها من المجالات بما فيها استدامة مشاريعهم.