القاهرة (شينخوا) افتتحت الحكومة المصرية، يوم السبت، المعرض والمؤتمر الأول للذهب والمجوهرات "نيبو 2022"، بهدف تطوير قطاع الذهب وزيادة جودة وتنافسية منتجاته، والإسهام في توطين صناعة المشغولات الذهبية وزيادة صادراتها.
وتشارك في المعرض، الذي يقام تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، 30 شركة كبرى عاملة في مجالات صناعة وتجارة الذهب، إلى جانب عدد كبير من كبار المصممين المحليين والعالميين.
وأفاد بيان رسمي بأن وزراء التجارة والصناعة، والتموين والتجارة الداخلية، والتخطيط والتنمية الاقتصادية، والسياحة والآثار افتتحوا معرض "نيبو 2022"، الذي ينظمه الاتحاد العام للغرف التجارية برعاية حكومية، وستستمر فعالياته حتى يوم (الاثنين) المقبل.
وأكدت وزيرة التجارة والصناعة نيفين جامع، خلال افتتاح المعرض أن صناعة الذهب والمجوهرات المصرية تتمتع بميزات تنافسية عديدة، تؤهل السوق المصرية لتكون محورا إنتاجيا وتصديريا رئيسيا بالدول العربية والقارة الأفريقية.
وأوضحت جامع، أن تنظيم هذا المعرض يستهدف تنشيط هذا القطاع الهام وزيادة جودة وتنافسية المنتجات الوطنية في السوق المصرية، حيث يسهم المعرض في توطين صناعة المشغولات الذهبية في مصر وزيادة الصادرات وجذب الاستثمارات ونقل التكنولوجيا الحديثة.
وشددت على اهتمام الحكومة والقطاع الخاص بالارتقاء بقطاع صناعة وتجارة المشغولات الذهبية بما يسهم في توفير منتجات متميزة بالسوق المحلية وزيادة تنافسية صادرات المشغولات الذهبية المصرية للأسواق العالمية.
وأشارت إلى أن "مصر ليست حديثة العهد بصناعة الذهب والمجوهرات، حيث نشأت هذه الصناعة على أرض مصر منذ أكثر من سبعة آلاف سنة، وهو ما يظهر جليا في إبداع قدماء المصريين في تلك الصناعة في القطع المنتشرة ليس فقط في المتاحف المصرية لكن في متاحف العالم الكبرى أيضا، حيث حظيت مصر الفرعونية بنحو 125 منجما للذهب في البحر الأحمر والنوبة والصحراء الشرقية".
ولفتت إلى أن "الحكومة قامت بثورة تشريعية وإجرائية لإعادة إحياء تلك الصناعة، ونجحت في وضع مصر مرة أخرى في مصاف الدول الرائدة في هذا المجال".
وتنتج مصر، حاليا من خلال الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص، أكثر من 15.8 مليون طن من الذهب من مناجم السكرى، ومن المتوقع أن يتزايد الإنتاج مع مشروع المثلث الذهبى بالصحراء الشرقية، شرق القاهرة، وطرح 38 قطعة أرض بمساحة 12 ألف كيلو متر مربع أمام القطاع الخاص العالمى، بحسب البيان.
وأشارت جامع، إلى خطة مصر لتصبح مركزا لوجستيا عالميا للذهب، وتتضمن الخطة "إنشاء أول مصفاة للذهب على أرض مصر لتنقية خام الذهب واعتماد الختم الدولى 9999، بتكلفة 100 مليون دولار".
ولا تستهدف هذه المصفاة، التي يجري إنشاؤها حاليا، تنقية واعتماد خام الذهب الذي تنتجه المناجم المصرية فقط، إنما أيضا تنقية واعتماد الخام المستخرج فى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، كبديل لمصافى سويسرا وكندا.
كما تتضمن الخطة "إنشاء مدينة الذهب على مساحة 150 فدانا بالعاصمة الإدارية الجديدة، والتي تتضمن 400 ورشة فنية لإنتاج الذهب، و150 ورشة أخرى تعليمية".
وستشمل المدينة، أيضا مدرسة صناعية تعليمية، لتتكامل مع المدرسة الفنية للذهب والحلي "إيجيبت جولد للتكنولوجيا التطبيقية"، التي أنشئت بمدينة العبور بمحافظة القليوبية شمال القاهرة، والتي تعمل بالنظام المزدوج.
كذلك تستهدف مصر، خلال المرحلة المقبلة اتخاذ عددا من الإجراءات تتضمن "حماية حقوق الملكية الفكرية بدعم تسجيل تصميمات قدماء المصريين دوليا، وكذا التصميمات الحديثة التي نجح العديد من المصممين المصريين في فتح أسواق عالمية لها".
وتشمل الخطة، إدراج قطاع الذهب والمجوهرات في برنامج المعارض الرسمية الخارجية، بالإضافة إلى دعم إنشاء المزيد من المدارس التكنولوجية للذهب والمجوهرات لنقل التكنولوجيا الحديثة لهذه الصناعة الواعدة.
وأكدت الوزيرة المصرية، أن الحكومة لا تستهدف من هذه الإجراءات مجرد تصدير الذهب بل تعظيم القيمة المضافة من خلال التصنيع بأياد مصرية.
ونوهت بأن حجم السوق العالمية للحلى والمجوهرات يتجاوز 228 مليار دولار سنويا، ومن المتوقع أن يتخطى 307 مليارات دولار خلال عام 2026، وهو ما يتطلب تضافر جهود الحكومة والقطاع الخاص لزيادة نصيب مصر من هذه السوق الضخمة.
وتجاوزت صادرات مصر من الذهب قبل ظهور جائحة فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) 2.9 مليار دولار، وذلك إلى 37 دولة، من بينها 15 دولة لم يسبق التصدير إليها.
لكن هذه الصادرات تراجعت خلال العام 2021 إلى مليار و108 ملايين دولار.
بدوره، قال وزير التموين والتجارة الداخلية على المصيلحي خلال مؤتمر صحفي إن "مصر دخلت مرحلة جديدة في تطوير صناعة المعادن الثمينة والمجوهرات".
وأشار إلى أن هناك تعاونا بين كافة الجهات المنتجة للذهب بداية من المناجم حتى المصانع، وأكد أن الحكومة تشجع تصدير المشغولات الثمينة.
من جهته، أشاد رفيق عباسي رئيس شعبة المشغولات الذهبية باتحاد الصناعات بالنسخة الأولى من معرض "نيبو 2022".
وقال عباسي لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن المعرض تم تنظيمه بطريقة احترافية، وسيتم إقامته بشكل سنوي في نفس الموعد.
وأوضح أن "نيبو 2022" يظهر لتجار التجزئة إنتاج المصانع المصرية من الذهب والمجوهرات، بما يعد وسيلة لتنشيط صناعة الذهب في مصر.
وتابع أن المعرض يستهدف أيضا جذب التجار من الدول المحيطة، لزيادة صادرات المشغولات الذهبية بدلا من تصدير خام الذهب.
وأشار عباسي، إلى أن صناعة الذهب لا تواجه تحديات حقيقية في مصر ، لكنه نوه بتراجع المبيعات في السوق المصرية بسبب تأثر دخول المواطنين بأزمة كورونا.
وتابع "لذلك نريد زيادة التصدير حتى نعوض النقص في أعداد المشترين للذهب في مصر خاصة أن الإقبال على شراء الذهب خلال الفترة الأخيرة أقل من المتوسط بالنسبة للطبقة المتوسطة المصرية".
وختم أن هناك اهتماما كبيرا من الدولة المصرية بصناعة الذهب والمشغولات الذهبية، ونحن متقدمين جدا في هذه الصناعة، ولدينا أحدث التكنولوجيا.