أريحا-أخبار المال والأعمال- على أطراف مدينة أريحا قرب نهر الأردن، تتربع مساحات من الأراضي الزراعية ومجموعة المنشآت الصناعية شبه القديمة على مساحة 8 آلاف دونم، تقدم خدمات خيرية للطلبة اللاجئين والأيتام والمسنين والمعوزين، من الألبان، والدواجن، والأسماك، ومنتجات النخل، والنحل، عرفت بجمعية "المشروع الإنشائي العربي" لدعم وتلبية حاجة الأسر الفلسطينية، وحماية الأرض من الاستيطان.
في أربعينيات القرن الماضي، أقيمت الجمعية- صاحبة أول مصنع ألبان في فلسطين- كمركز للتدريب الزراعي والصناعي وايواء الطلبة الأيتام والمعوزين، وتحسين حالة المزارعين في الأغوار، في خطوة متقدمة لتعزيز صمود المزارعين، بقرار من جامعة الدول العربية.
وتقدم الجمعية مساحات واسعة للمواطنين للاستثمار في القطاع الزراعي، حيث تضم أراضيها 40% من مزارع النخيل في فلسطين، سواء للجمعية أو المؤجرة للمستثمرين، غير أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تحرم اليوم المواطنين من الاستثمار في بعض أراضيها البالغة 2500 دونم بحجة خضوعها للسيطرة الإسرائيلية.
ويقول مدير عام الجمعية عمر بشارات، لوكالة الأنباء الرسمية "وفا" إن الجمعية تتحمل اليوم مسؤولية مضاعفة لزيادة الإنتاج الزراعي بكافة أشكاله، ودعم الأسر الفلسطينية بشكل غير مباشر، كونها جمعية خيرية تسعى إلى توسيع نفوذ فلسطين الزراعي وتشجيع المستثمرين والمزارعين للعمل فيها، وتدريب وتأهيل طلبة الجامعات ليكونوا أكفاء في سوق العمل، وتقديم الخدمات الخيرية لبعض المؤسسات، منها بيت الأجداد التابع لوزارة التنمية الاجتماعية في أريحا، حيث تزودهم بالحليب ومشتقاته على مدار العام.
ويضيف أن الجمعية أسسها الراحل المقدسي موسى العلمي، حيث كانت تصدر في بداياتها منتجات الألبان الى مناطق مختلفة في الوطن العربي الى ان توقف ذلك خلال عام 1968.
ويعمل في الجمعية اليوم نحو 70 موظفا وعاملا ضمن قطاعات مختلفة، ونحو 1000 عامل موسمي في مزارع النخيل، فيما يجري العمل على قدم وساق لتوسيع مزرعة الألبان وزيادة عدد الأبقار للإنتاج، وإضافة منتجات وقطاعات أخرى بدعم من المجتمع المحلي والأهلي والحكومة.
وتوفر جمعية المشروع الإنشائي العربي، 71 طنا من الحليب في اليوم الواحد في مصنعها الأول في فلسطين من بين 14 مصنعا و30 معملا لإنتاج وتسويق الألبان حسب سجلات وزارة الاقتصاد الوطني.
واكد بشارات أن الجمعية تعمل ضمن خطة تعاونية طموحة لتطوير أراضيها في الأغوار واستغلالها بالشكل الأمثل، مع الطلبة الخريجين المزارعين بما يعود على الكل بالنفع، رغم مجريات الاحداث في الأغوار، وتعمل لسد بعض احتياجات الأسر في ظل ظروف كورونا وارتفاع الأسعار استجابة لطلبات الحكومة.
ويعمل القائمون على الجمعية على استقبال طلبة الجامعات في التخصصات الزراعية والصناعية، وتدريبهم كل في مجاله لدمجهم بسوق العمل بالطرق الممكنة.
إلى ذلك، يقول مسؤول إنتاج الألبان في الجمعية عاطف البطاط، إن هذه الجمعية تستهدف توظيف الأيدي العامة والخريجين، وتعمل بشكل موسع مع المزارعين في أراضيهم لتحسين حالة وزيادة الإنتاجية.
ويضيف، كانت أول من أدخلت ماكينات البسترة على فلسطين، ويعمل قطاع الالبان بالجمعية في حال تطور دائم لإنتاج 5 مشتقات من الحليب بكميات تغطي حاجة السوق، ضمن معايير بالالتزام بالإرشادات والمعايير الفلسطينية.
ويسعى القائمون على الجمعية إلى إحداث نفوذ اقتصادي وطني فلسطيني في الأغوار، من خلال بث الحياة في تلك الأراضي، وحل مشكلة البطالة، إيمانا بقرار اللجنة الاقتصادية التابعة لجامعة الدول العربية في دورة تموز سنة 1945 ومشروع الجمعية الذي تبناه مجلس الجامعة بموجب قراره في تشرين الثاني سنة 1945.