مواطنة تصنع كتبا تفاعلية للأطفال لإبعادهم عن "الموبايل"

Publishing Date
المواطنة غالية أحمد من مدينة طولكرم تعمل على صناعة كتب تفاعلية للأطفال-تصوير "شينخوا"

طولكرم (شينخوا) تقضي المواطنة غالية أحمد من مدينة طولكرم ساعات طويلة يوميا في إعداد كتب تفاعلية للأطفال باستخدام الورق المقوى والملابس في محاولة لإبعادهم عن الهواتف المحمولة.

وتهدف غالية (38 عامًا)، وهي أم لثلاثة أطفال، من وراء خطوتها التي تعد الأولى من نوعها في الأراضي الفلسطينية، إلى إبعاد الأطفال صغار السن عن استخدام الهواتف المحمولة لساعات طويلة يوميا، مما يؤثر سلبا على سلوكهم.

وتقول السيدة الفلسطينية التي تعمل صيدلانية لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن الفكرة راودتها قبل عامين عندما طلبت منها ابنتها شراء كتاب تفاعلي مثل الكتاب الذي شاهدته على التلفزيون.

وتضيف غالية بينما كانت تصنع بعض الكتب داخل منزلها الذي يتمتع بالهدوء من أجل التركيز "بحثت عن كتاب تفاعلي في معظم مكتبات الضفة الغربية، لكن لم أجد أي كتاب لذلك قررت أن أصنعه بنفسي".

وفي البداية، استخدمت غالية الورق المقوى والنسيج متعدد الألوان لعمل كتاب تفاعلي من عشر صفحات يحتوي على شخصيات للحيوانات الأليفة وبعض الرسوم الكرتونية المفضلة للفتاة الصغيرة.

1


وتؤكد ربة المنزل أنها كانت في غاية السعادة لتمكنها من تحقيق حلم ابنتها بالحصول على الكتاب الذي أحدث تغييرا في شخصيتها وجعلها أكثر تفاعلا مع الأطفال الآخرين ومنعها من استخدام الهاتف المحمول.

لكن هذا النجاح لم يقتصر على طفلتها فقط وسرعان ما انتشر الخبر بين الأقارب والزملاء الذين طلبوا منها إنتاج مثل هذه الكتب لهم أيضا، وقبلت غالية التحدي لكن لم يكن ذلك سهلا عليها خاصة وأن الأطفال يختلفون فيما بينهم في الصفات والسمات الشخصية.

وتوضح السيدة الثلاثينية "يجب أولا فهم شخصيات الأطفال ودراسة ميولهم قبل تأليف الكتب الخاصة بهم"، مشيرة إلى أنها احتاجت لإثبات الفكرة للمجتمع ونشر أهميتها للأطفال لإبعادهم عن الأجهزة الإلكترونية التي تضرهم جسديا ونفسيا.

ومن أجل صنع كتب تفاعلية فريدة لكل طفل، اعتادت غالية الدردشة مع الأمهات لتتعرف على الجوانب الإيجابية والسلبية لكل واحدة منهن.

إضافة إلى ذلك، تقول إن جودة ومحتوى الكتب يختلف باختلاف أعمار الأطفال، فهي تبدأ من الكتب الأكثر سهولة في القراءة إلى الكتب التفاعلية التي تترك أثرها على شخصية الطفل.

وتتابع "أصنع كتبا للأطفال بدءا من سن 11 شهرا، حيث تتميز هذه الكتب باحتوائها على ثلاثة ألوان فقط وهي الأبيض والأسود والأحمر، لأن الطفل في هذا العمر عادة ما يكون غير قادر على تمييز الألوان".

أما من عمر عام وما فوق فتبدأ بإدخال الألوان في الكتب بما يتناسب مع تطور الجهاز العصبي للطفل ولاحقا تقوم بإعداد كتب تعتمد على البصر واللمس والتفاعل لتعليم الأطفال المهارات الأساسية.

ويبدو أن الأثر الإيجابي للكتاب التفاعلي على الأطفال شجع غالية على تحويل مبادرتها إلى مشروع استثماري، حيث تقوم بتصنيع الكتب التفاعلية وتسويقها عبر مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بها.

ولا تقتصر صناعة الكتب التفاعلية عند غالية على الأطفال العاديين، حيث تقوم بعمل كتب للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة مثل متلازمة داون أو مشاكل النطق والسمع والبصر.

وتقول إن "الكتب تأتي بناء على دراسات علمية ومنهجية ونفسية بعد التشاور مع المختصين لاحتوائها على أنشطة تتناسب مع الحالة النفسية لهؤلاء الأطفال".

وتطمح غالية في إنشاء ورشة عمل خاصة بها وتوظيف العديد من النساء لإنتاج أكبر عدد ممكن من الكتب وتصديرها إلى الدول العربية.

والكتب التفاعلية التي تصنعها باهظة الثمن وتتراوح تكلفة كل منها من 45 إلى 100 دولار أمريكي ورغم ذلك تمكنت من بيع وتصدير عدد منها إلى الأردن والإمارات العربية المتحدة والكويت والولايات المتحدة وقطاع غزة.

2