رام الله-أخبار المال والأعمال- تخلل أعمال أسبوع فلسطين التكنولوجي إكسبوتك 2021 في عامه السابع عشر أعماله، يوم الخميس، والتي عقدت في رام الله وغزة بالتزامن، أربع جلسات رئيسية متخصصة.
ونظم "إكسبوتك 2021" اتحاد شركات أنظمة المعلومات الفلسطينية "بيتا"، والحاضنة الفلسطينية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات "بيكتي"، وبرعاية رئيسية من مجموعة الاتصالات الفلسطينية وبرعاية استراتيجية من بنك القدس.
وحملت الجلسة الأولى عنوان "دور التحول الرقمي وانعكاساته على القطاعين الخاص والعام"، وأدارها الرئيس التنفيذي لشركة "ألتميت" للحلول الرقمية سعيد زيدان، وتحدث فيها أمين عام مجلس الوزراء أمجد غانم، والرئيس التنفيذي لشركة بيسان سامية طوطح، ومحافظ سلطة النقد فراس ملحم، ورئيس بلدية رام الله موسى حديد.
وناقشت الجلسة أهمية التحول الرقمي الذي أصبح ضرورة تحتم علينا جميعًا العمل لتطبيقها واستغلالها، وما فرضته جائحة كورونا علينا بأن يكون التحوّل الرقمي جزءًا حقيقيًا من خلال ما نعمل به في قطاع تكنولوجيا المعلومات، وما نقدمه من خدمات فرضت ظلالها على مختلف مناحي حياتنا.
وأكد المتحدثون أنه لا يمكن أن يكون هناك تحوّل رقمي دون منظومة للدفع الرقمي والقوانين الناظمة المتعلقة بالعمل من خلال المحافظ الإلكترونية وغيرها.
ملحم: جائحة "كورونا" علّمتنا أن التحوّل الرقمي مهم جدًا
وقال ملحم، إن "جائحة كورونا علّمتنا أن التحوّل الرقمي مهم جدًا، رغم أننا بدأنا بالتحوّل الرقمي قبل الجائحة، في البداية لم نكن راضين عن الخدمات المصرفية القائمة، ولم تكن جميع البنوك حاضرة لتقديم الخدمات الالكترونية، لكن البنوك نفسها منذ بداية العام شهدت الكثير من استراتيجيات التحوّل الرقمي، والبنوك الأردنية حضّرت نفسها بشكل جيد في الأردن وستنقل تجربتها داخل فلسطين".
وأضاف أن سلطة النقد تطمح لتحقيق عدة أهداف في إطار التحوّل الرقمي وهي تطوير قطاع التكنولوجيا في فلسطين، والحد من استخدام الأموال النقدية "الكاش" في فلسطين، وصولا لخدمات مصرفية الكترونية خاصة في مجال البيع والتسويق الالكتروني، وفي مجال التحويلات الالكترونية، كما نحتاج إلى تحقيق هدف التحوّل الرقمي من خلال الحكومة الالكترونية، وهي مسؤولية جماعية ويقع على عاتقنا في سلطة النقد تحضير البنية التحتية، وتعزيز الابتكار والمبتكرين والتحوّل للاقتصاد الرقمي، فمنصات البيع الالكتروني في الجائحة زادت في فلسطين بالمئات ولكن عملية البيع الالكتروني ليست متكاملة إذ ما زال الدفع "بالكاش".
طوطح: فلسطين متأخرة بالتحوّل الرقمي
من جانبها، قالت طوطح إن القطاع الخاص ساهم كثيرا في الوصول للتحوّل الرقمي والتسويق، والتسوّق الرقمي متواصل والبنوك طوّرت خدماتها، لكن نواجه عوائق لعدم المضي قدمًا في التحوّل الرقمي أبرزها عدم وجود حوافز وغياب قوانين وأنظمة واضحة، والتكاليف الإضافية والباهظة للتحوّل الرقمي، وعدم رغبة الناس في استخدام الأدوات الالكترونية.
وقالت إن التكنولوجيا تنظّم عمليات التعامل مع الزبائن وهي تسهم بالحد من الاتصال المباشر بين الأفراد وتحد من المحسوبية وتوفّر السرعة في إتمام المعاملات الحكومية والخاصة، "نحن متأخرون بالتحول الرقمي في فلسطين ونحن آخر دولة في التحول الرقمي على مستوى الوطن العربي".
حديد: لا يمكن الحديث عن تكنولوجيا في المدن والريف يفتقر لها
بدوره، قال حديد: إن لم يكن التحوّل الرقمي شاملا على كافة المستويات يبقى منقوصًا، وهنا لا يمكن الحديث عن تكنولوجيا في المدن والريف يفتقر لها، نحتاج خطة حكومية بإطار زمني ووظيفي واضح.
وشدد على أنه لا بد من الوصول في عام 2023 إلى هذه المرحلة في كافة القطاعات، وإلا سنشهد فجوة بين كافة القطاعات العامة والخاصة والهيئات المحلية التي هي جزء من التحوّل الرقمي الذي يجب أن يحدث بشكل متسارع.
ورأى حديد أن التحدي الأكبر أمامنا ضرورة وجود المزيد من القوانين المنظمة، لأنه من الصعب الاستمرار بالعيش بذات الوضع والطريقة، ولا بد من الاستعجال في الإطار القانوني والعمل به.
وأشار إلى أن الإنسان يسعى إلى التمركز في المنطقة التي تقدم خدمات أفضل، لذلك علينا الاهتمام أكثر في الريف الفلسطيني، والانتباه جيدا إلى أن التحول الرقمي يجب أن يشمل كافة المناطق.
أما الجلسة الثانية فجاءت بعنوان "دور البنية التحتية للاتصالات في التحوّل الرقمي مع دخول شبكات الألياف الضوئية"، أدارها رئيس تحرير شبكة الرقيب الإعلامية طلعت علوي، وتحث فيها وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات إسحق سدر، والرئيس التنفيذي لمجموعة الاتصالات الفلسطينية عمار العكر، والرئيس التنفيذي لشركة أوريدو ضرغام مرعي.
سدر: نحن في اللمسات الأخيرة لإطلاق أول 12 خدمة حكومية الكترونية
وقال سدر: هذا الموضوع ليس بسهل لكن أهم عنصر نحتاجه هنا هو الإرادة، نحن الآن في اللمسات الأخيرة لإطلاق أول 12 خدمة الكترونية من أصل 1400 تعمل عليها الوزارة، تم برمجتها بشكل يدوي وما تبقى سيكون أسرع بالوقت، وفي نهاية الشهر سيكون إطلاق رسمي للخدمات الجاهزة.
وأضاف أن هذا النظام تم عمله بأيدي فلسطينية من مهندسين ومبرمجين، وبمبلغ لا يذكر بالنسبة لدول أخرى، في الوقت الذي لم نستخدم فيه نصف المبلغ الذي رصدته الحكومة، مشددًا على أنه ليس من الصواب جلد الذات كثيرا.
العكر: استثمرنا 120 مليون دولار في شبكة "الفايبر"
بدوره، قال العكر: إن موضوع الفاييبر يتم مناقشته منذ سنوات طويلة مع الوزارات المتعاقبة، ولم يسمح لنا في السابق بتقديم الخدمة إلا في المناطق الخضراء مثل روابي وضاحية الريحان.
وقال إن السبب الرئيسي في تأخر فلسطين في التطور الرقمي أن كل الدول أطلقت الجيل الثالث قبل فلسطين بعشر سنوات على الأقل، بسبب معيقات الاحتلال الإسرائيلي، ومعظم الأسباب كانت خارج إرادتنا جميعا.
وأشار إلى أن مجلس الإدارة أعطى الموافقة على 145 مليون دولار للاستثمار في شركات المجموعة منها 120 مليون دولار في شبكة الفايبر، وبدأنا بالتمديد للفايبر منذ 6 أسابيع حيث وصلنا إلى 1200 بناية، وسنصل إلى أرقام عالية قريبا في خطة الفايبر.
ودعا العكر، وزير الاتصالات، إلى العمل مع شركات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات من القطاع الخاص من أجل الانتهاء بسرعة من العمل في الـ1400 خدمة التي تعمل الوزارة عليها، ليتم إنجازها بسرعة وكفاءة من خلال عقود، ما يعزز عمل هذه الشركات وأيضًا يوصل فلسطين إلى مناطق متقدمة في عالم التكنولوجيا.
مرعي: لا يوجد أعداد كافية من المبرمجين والمهندسين
من جهته، قال مرعي: ليس لدى فلسطين موارد طبيعية عديدة وما لدينا فقط الإنسان الفلسطيني الذي يحتاج إلى الاستثمار به بشكل أكبر.
وأضاف أن التكنولوجيا التي نعمل بها هي مرتبطة بقرارات الاحتلال، وما يسمح لنا بالعمل فيه أو إدخاله، نحن كلنا في خندق واحد في هذا الموضوع، هنالك بوادر إنفراج بإمكانية البدء في الجيل الرابع، لكن لا بد أن تصب الجهود في البنية التحتية لعناصر التكنولوجيا.
وأشار إلى أنه لا يوجد ترابط بين حاجات السوق وما تخرّجه الجامعات، لا يوجد أعداد كافية من المبرمجين والمهندسين في المجالات المطلوبة، السوق يمكنه استيعاب أكثر مما موجود بكثير، والمضمون في التدريس لا يوحي بجهوزية الخريجين للعمل بشكل احترافي، لكن دائما نؤكد أن الشباب لديهم طاقات وابداع.
انعكاسات التحوّل الرقمي على القطاع المصرفي والخدمات الإلكترونية
وحملت الجلسة الثالثة عنوان "إنعكاسات التحول الرقمي على القطاع المصرفي والخدمات الإلكترونية للبنوك والمحافظ الإلكترونية"، وأدارها الصحفي محمد عبد الله خبيصة، وتحدث فيها الرئيس التنفيذي لشركة Jawwal Pay إبراهيم خماش، والرئيس التنفيذي لشركة PalPay معاوية القواسمي، ومدير دائرة التخطيط الاستراتيجي والتحوّل الرقمي في بنك القدس زيد جراب، والمدير التنفيذي لمجموعة الاستقرار المالي في سلطة النقد إياد زيتاوي.
وأكد المتحدثون في الجلسة أهمية تخفيض استخدام النقد "الكاش" في السوق الفلسطينية، والانتقال إلى التطبيقات واستخدام أجهزة الهواتف الذكية وغيره عبر المحافظ الإلكترونية، حيث لا يضطر المواطن انتظار الوقت الكثير في البنك من أجل الخدمة، وهذا أيضًا يفتح الباب للإبداع.
وشددت الجلسة على ضرورة حل مشاكل السوق المصرفي عبر خلق أدوات جديدة، خاصة أن المصارف تقود عملية تشجيع العمليات، وضرورة تحرّك البنوك نحو التكنولوجيا الرقمية لأن المواطن من سيبدأ باختيار ما يحتاجه من خدمات من البنوك، وضرورة إيجاد حلول مصرفية تحاكي شريحة المواطنين في المناطق الريفية.
وشددوا على ضرورة التوعية المصرفية، يما يمكّن المواطن من العمل من البيت والبيع "أون لاين"، والحصول على المال عبر التحويل للمحافظ الإلكترونية، ما يعزّز الاقتصاد الوطني بشكل أكبر.
أما الجلسة الرابعة والأخيرة بعنوان "نماذج ملهمة من القطاع الخاص والأكاديمي نحو التحول الرقمي"، أدارتها د. صفاء ناصر الدين، وتحدث فيها البروفيسور حسام حايك رئيس مختبرات lnbd، وأدهم غزالي الشريك المؤسس في شركة إيمجري، ومايكل يونان الرئيس التنفيذي ورئيس شركة Good Shepherd Engineering، ولؤي أمين القطو مدير عام شركة الأمين تك، وأشرف بدر المدير الإقليمي لـINCUBE في فلسطين.
ونظم "إكسبوتك 2021" برعاية رئيسية من مجموعة الاتصالات الفلسطينية، والراعي الاستراتيجي بنك القدس، وراعي الإبداع والابتكار شركة BCI، والراعي التكنولوجي شركة الاتصالات الفلسطينية (بالتل)، والراعي الإعلامي تلفزيون فلسطين، والراعي الإعلامي الاقتصادي موقع أخبار المال والأعمال BNews ودنيا الوطن، والراعي الإذاعي راية أف أم، وراعي البث المباشر تلفزيون الفجر الجديد، وراعي التسجيل الالكتروني incube وiconect، والجهات المانحة: الوكالة الألمانية للتعاون الدولي GIZ، وبالشراكة مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.