رام الله-أخبار المال والأعمال- أكد رئيس الوزراء محمد اشتية ونظيره الأردني بشر الخصاونة، عمق العلاقة الأخوية المتجذرة في التاريخ والجغرافيا التي تربط الأردن وفلسطين وشعبيهما الشقيقين.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك عقد عقب اختتام أعمال اللجنة العليا المشتركة بين البلدين، اليوم الخميس في رام الله.
وقال رئيس الوزراء "نحن والأردن فريق واحد من أجل مصلحة البلدين ونحن شركاء ونقف في خندق واحد من أجل إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطين بعاصمتها القدس ومن أجل المصلحة الأردنية والحفاظ على الأمن الأردني الذي هو جزء أساسي في مصلحة وأمن فلسطين".
وتابع رئيس الوزراء: "تلقينا كل الدعم والتأييد من دولة رئيس الوزراء، ونحن نشترك مع الأردن في الحفاظ على القدس ونحيي الجهد الذي يقوم به جلالة الملك في رعاية المقدسات ومدينة القدس ورعاية الشأن الفلسطيني، ونعلم علم اليقين ان فلسطين بند ثابت على جدول أعمال جلالة الملك حيثما حل".
وأضاف: "نعمل بشكل مشترك لرفع حجم التبادل التجاري بين البلدين، وقد عملت لطواقم الفنية بوتيرة عالية وتكلل جهدها اليوم بتوقيع 9 مذكرات تفاهم واتفاقيات تشمل الشق الاقتصادي واللوجستي والقضايا المتعلقة بالبنية التحتية والمواصلات والزراعة وتكنولوجيا المعلومات".
وقال اشتية: "طموحنا أن يرتفع الميزان التجاري الفلسطيني والأردني الى أعلى سقف، وأن نعمل سويا لإزالة العقبات بين البلدين، فالأسواق الفلسطينية مفتوحة ورجال الأعمال الأردنيين مرحب بهم، والمنتج الأردني مرحب به، مثلما أن هناك ترحيب بالمنتج الفلسطيني في الأردن، الأمر الذي سيصب في صلب استراتيجية الحكومة الفلسطينية بتوجيهات سيادة الرئيس محمود عباس للانفكاك من العلاقة التي يفرضها علينا الاحتلال، والذهاب نحو العمق العربي سواء في القضايا التجارية والبنية التحتية والاستيراد والتصدير والاستثمار وفي القضايا كافة".
وأضاف رئيس الوزراء: "أتقدم بجزيل الشكر والتقدير للوفد الوزاري الأردني على ما بذله من جهد كبير للتوصل إلى هذه الاتفاقيات التي وقعناها اليوم، هناك شركة تسويق فلسطينية اردنية لتسويق المنتوج الزراعي، فنحن لا نتنافس في المنتوج وإنما نكمل بعضنا البعض، وقد تكون هذه الشركة تجربة رائدة في أننا نتجه سوية نحو الأسواق العربية والدولية".
وقدم اشتية الشكر لموقف الأردن فيما يتعلق بوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا"، قائلا: "الحفاظ على الوكالة أمر مهم لأنها تشكل الذاكرة التراكمية للشعب الفلسطيني".
وتحدث اشتية عن الجهد المشترك مع الأردن للحد من تفشي فيروس كورونا وقال: "نحن وأنتم نواجه جائحة كورونا وبالتالي الإجراءات التي تقوم بها الأردن محل تقدير بالنسبة لنا، ونحن نتعاون ليس في الشأن الاقتصادي والتجاري ولكن في الشأن الصحي، وكل قضايا التعاون التي ننشدها".
من جانبه، قال رئيس الوزراء الأردني: "تشرفت بترؤس اللجنة العليا المشتركة معكم، وانقل لكم تحيات جلالة الملك عبد الله الثاني للسيد الرئيس محمود عباس الذي تربطنا به علاقة وثيقة ووطيدة نستظل بظلالها كحكومة ومؤسسات تنفيذية وكشعبين شقيقين".
وأضاف الخصاونة: "لقد أعدت التشديد والتأكيد على دعم الأردن الثابت والدائم والمستقر للحقوق الفلسطينية الثابتة وأولها حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة الكاملة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية في إطار حل الدولتين الذي نؤمن به ويدعمه العالم بأسره".
وتابع الخصاونة: "أؤكد مرة أخرى على الدور المركزي الذي يؤديه صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني الوصي على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، وعلى الاستمرار بأداء هذا الدور في إطار الرعاية والوصاية الهاشمية لتثبيت الوضع التاريخي القائم في الحرم القدسي الشريف والمسجد الأقصى المبارك، ومواجهة كافة المحاولات التي تستهدف تغيير هذا الوضع التاريخي القائم".
وقال: "العلاقة بين الشعبين الشقيقين عضوية وتجمعنا أوثق العرى، ويجمعنا الهدف المركزي بإقامة الدولة الفلسطينية وفق حل الدولتين، وتوطيد التعاون، وعلى رأسه رفع الميزان التجاري، الذي لا يلبي بوضعه اليوم طموح الطرفين."
وقال الخصاونة: "ناقشت اجتماعات اللجنة المشتركة زيادة التعاون في مختلف المجالات لا سيما الحديثة منها مثل الطاقة وتكنولوجيا المعلومات والاقتصاد الرقمي، والتي تبني على الاتفاقيات القائمة ومن ضمنها اتفاقية التجارة الحرة".
وتابع: "اليوم قمنا بتوقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم ووضعت الية لمتابعة هذه الاتفاقيات، لأننا نريد أن نسير بمنهجية مختلفة".
وشكر رئيس الوزراء الأردني الطواقم من البلدين على العمل والتناغم الإيجابي من أجل إنجاز الاتفاقيات، املا ان تكون مخرجات اللجنة مدعاة لفخر قيادتي البلدين.
وكان رئيسا الوزراء اشتية والخصاونة قد ترأسا اجتماعا ضم أعضاء اللجنة من الوزراء من الجانبين الفلسطيني والأردني، تم فيه استعراض نتائج المباحثات التي جرت خلال اليومين الماضيين. وبرعاية رئيسي الوزراء تم في ختام أعمالها توقيع 9 اتفاقيات ومذكرات تفاهم بين البلدين في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والتنموية من قبل مختلف الوزارات والهيئات من الجانبين، وهي: مذكرة التفاهم في مجال التنمية الاجتماعية، والبرنامج التنفيذي للتعاون الثقافي، والبرنامج التنفيذي للتعاون التربوي، ومذكرة تفاهم للتعاون في مجال المناطق الحرة، ومذكرة التفاهم الخاصة بالربط الالكتروني، والبرنامج التنفيذي لبروتوكول التعاون في المجال الشبابي، وبرنامج تعاون مشترك بين وكالة الانباء الاردنية (بترا) ووكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، ومشروع البرنامج التنفيذي لتفعيل بروتوكول التعاون الفني بين وزارة الاستثمار الاردنية وهيئة تشجيع الاستثمار الفلسطينية، والبرنامج التنفيذي لمذكرة التفاهم للاعتراف المتبادل بشهادات المطابقة وعلامات الجودة.
وكان رئيس الوزراء محمد اشتية، قد استقبل نظيره الأردني بشر الخصاونة، الذي يقوم بزيارة رسمية على رأس وفد وزاري.
وأقيمت للخصاونة مراسم الاستقبال الرسمية في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، ثم انتقل رئيسا الوزراء لترؤس اجتماعات اللجنة العليا الأردنية الفلسطينية المشتركة، التي تبحث تعزيز التعاون الثنائي بين الجانبين في مختلف المجالات الاقتصادية.
ويضم الوفد الأردني، إضافة إلى الخصاونة، وزير النقل وجيه عزايزة، ووزير الدولة لشؤون رئاسة الوزراء إبراهيم الجازي، ووزير الزراعة خالد حنيفات، ووزير الطاقة والثروة المعدنية صالح الخرابشة، ووزير الاقتصاد الرقمي والريادة أحمد الهناندة، ووزير الصناعة والتجارة والتموين، رئيس اللجنة التحضيرية للجنة العليا المشتركة يوسف الشمالي، وأمين عام وزارة الصناعة والتجارة دانا الزعبي، وسفير الأردن لدى دولة فلسطين محمد أبو وندي.