البطالة المرتفعة في غزة تجبر الشباب على قبول أجور زهيدة

Publishing Date
صورة توضيحية لشابين من غزة يدخنان الأرجيلة على أسطح أحد المنازل-تصوير وكالات

غزة-(الأيام)- لم يجد المئات من الشباب والفتية من خيار أمامهم إلّا الرضوخ والقبول بأجور زهيدة، يعرضها عليهم أرباب العمل في مختلف القطاعات بقطاع غزة، ولساعات طويلة تزيد بكثير عمّا ينص عليه قانون العمل، كما هو الحال مع الشاب محمد معروف الذي اضطر للعمل لدى صاحب بقالة مقابل 15 شيكلاً يومياً، تبدأ من الساعة السادسة والنصف صباحاً وحتى السابعة مساءً.
وعزا معروف قبوله بالعمل مقابل هذا المبلغ الزهيد إلى غياب البدائل، وحاجته الماسة للأموال لمساعدة والده في الإنفاق على أسرته.
ورغم ظروف العمل الصعبة والأجر الزهيد، إلا أن الحصول على فرصة العمل لم تكن سهلة بالنسبة لمعروف الذي انتظر شهوراً ليحظى بها.
ولم يكن الشاب إبراهيم العطار الذي يعمل لدى أحد معارض الملبوسات في مخيم جباليا أفضل حالاً، حيث يتقاضى أجراً لا يتجاوز المبلغ الذي يتقاضاه معروف مقابل عمله يومياً، لأكثر من 13 ساعة تمتد من الساعة السابعة صباحاً وحتى التاسعة ليلاً.
واشتكى العطار (19 عاماً) من إصابته بالعديد من الأمراض في ظهره وأعصابه؛ نتيجة وقوفه لساعات طويلة وقضائه وقتاً طويلاً في العمل.
وأضاف العطار لصحيفة "الأيام" المحلية: إنه حاول أكثر من مرة الاستنكاف عن العمل لدى صاحب المعرض، "لكنه سرعان ما كان يعود إليه؛ لعدم وجود خيار آخر أمامه وكذلك بسبب إلحاح والده".
وعلى الرغم من صعوبة ظروف عمل العطار ومعروف، إلا أنهما أفضل حالاً من ظروف عمل الشاب محمود زايد، الذي يعمل في محل لبيع الأعلاف بظروف شاقة وصعبة تتمثل في نقل أكياس العلف زنة 50 كيلوغراماً مقابل أجر مادي أقل من عشرين شيكلاً يومياً، لفترة تزيد على 12 ساعة.
ولم تتوقف معاناة زايد على التعب والإرهاق الجسدي، بل في عدم تمتعه بحقوقه الأخرى كفترة الراحة والإجازات، وغيرهما، رغم عمله لأكثر من ثلاث سنوات في نفس المكان.
وأضاف: إنه حاول بلا جدوى مع صاحب العمل لرفع أجره اليومي أو على الأقل احتساب أيام الإجازات له.
وتأتي معاناة هؤلاء الشباب والعمال في وقت أقرت فيه الحكومة الحد الأدنى الجديد للأجور، والذي يبلغ 1880 شيكلاً، اعتباراً من مطلع العام القادم.
ويأمل الشاب مجدي خليل، الذي يعمل لدى أحد مقاولي رصف الشوارع بأجر زهيد، أن يتم تطبيق القانون الجديد فوراً على أصحاب الشركات الرسمية على الأقل، والتي ترسى عليها المناقصات لحمايته من الاستغلال.
وقال خليل، في نهاية الثلاثينيات من عمره: إنه يعمل في أشغال شاقة في رصف وتبليط الشوارع مقابل 35 شيكلاً يومياً فقط، تبدأ من الساعة السادسة صباحاً وحتى غروب الشمس.
وبحسب الجهاز المركزي للإحصاء، بلغ عدد العاطلين عن العمل في قطاع غزة خلال سنة 2020 نحو 211 ألف مواطن، بمعدل 46% من نسبة القوى العاملة في القطاع.
ويستغل المشغلون هذا العدد الكبير من العاطلين عن العمل، وحاجتهم للحصول على فرصة عمل، في تخفيض الأجور وزيادة ساعات العمل لتحقيق أرباح كبيرة، كما يقول العاملون لديهم.
وتساءل خليل عن دور نقابات العمال ودائرة التفتيش في وزارة العمل، والمؤسسات الحقوقية، في حمايته وحماية نظرائه العاملين من الاستغلال، والتأكد من تطبيق الحد الأدنى من قانون العمل الذي ينص على العمل لساعات أقل بكثير مما يعمل به هو ونظراؤه العمال.