رام الله-(الحياة الجديدة)- طالب باحثون وخبراء سياحيون بتشكيل لجنة تنسيقية وإدارية تقود النهوض بالقطاع السياحي ضمن "عنقود العاصمة القدس المحتلة"، يشارك فيها ممثلون عن جميع مقدمي الخدمات السياحة والثقافية، وتخدم أهداف العنقود، بما فيها الأهداف المتعلقة بالترويج للسياحة في المدينة، وترسيخ الهوية الفلسطينية فيها. والعمل على إنشاء قاعدة بيانات ترصد جميع معالم القطاعين السياحي والثقافي في المدينة، وترصد تطور السياحة بمكوناتها كافة، والعمل على تحديث البيانات المتعلقة بذلك دوريا.
جاء ذلك خلال اللقاء الرابع من سلسلة القاءات التشاورية حول السياسات والآليات الكفيلة بتفعيل عنقود القدس التنموي الذي ينظمه معهد أبحاث السياسات الاقتصادية الفلسطيني "ماس" والذي ناقش ورقة موقف المعهد: متطلبات النهوض بالقطاع السياحي والثقافي ضمن خطة عنقود العاصمة، التي عرض نتائجها ومحاورها الباحث اسلام ربيع، وعقّب عليها خبراء السياحة هاني أبو دية، رائد سعادة وجاك برسكيان، وبمشاركة ممثلين عن مؤسسات القطاعين العام والخاص، وذلك في قاعة المعهد برام الله، وعبر تقنية "زووم".
وطالب المشاركون بالعمل على تعزيز التعاون والتكامل الاقتصادي مع فلسطينيي الداخل، كون الداخل سوقا استهلاكيا كبيرا ومصدرا للتشغيل والاستثمار، وضرورة العمل على تشجيع الاستثمار في القطاع السياحي في القدس، وضرورة توفير التمويل اللازم للمشاريع السياحية بالمدينة.
وأكد المشاركون ضرورة خلق بيئة تحفيزية حاضنة للسياحة والثقافة، وتسليط الضوء على المكاسب الممكن تحقيقها من خلال العمل والاستثمار في هذا القطاع المهم والحيوي.
وشدد المشاركون على دعم أصحاب المنشآت السياحية بالمدينة، وبشكل خاص المشاريع المتناهية الصغر والصغيرة "بمن فيهم صغار التجار ومحلات الحرف اليدوية"، من خلال الدعم المادي المباشر، أو برامج التدريب وتطوير القدرات، وعلى استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لغرض تحقيق النمو وتعزيز التسويق وتحسين خدمات النزلاء "تحقيق القدرة التنافسية".
الفجوات في خطة عنقود السياحة والثقافة المقدسي:
ويلاحظ الباحث ربيع، أن خطة عنقود القدس لم تدمج كلا من القطاعين السياحي والثقافي ضمن العنقود نفسه، ولم تراعِ الترابط الكبير فيما بينهما، وبالتالي الخطة بحاجة إلى مراجعة شاملة، بحيث يتم الربط بين القطاعين، وتحديد الأهداف الاستراتيجية، والمشاريع المشتركة.
وأشار الى أن الخطة لم تقدم استراتيجيات محددة لكيفية تسويق وتحفيز السياحة في المدينة المقدسة، وبخاصة مع التحديات الكبيرة التي خلقتها جائحة كورونا، والتي أضرت، بشكل كبير، في هذا القطاع. الخطة هدفت إلى ترويج القدس كعاصمة فلسطين السياحية، إلا أنها لم تقدم مقترحات محددة حول آلية الترويج. تحتاج الشركات العاملة في السياحة في مدينة القدس إلى خلق ميزة تنافسية من أجل البقاء والمنافسة في السوق العالمية، وعمل عروض سياحية مميزة ومتنوعة يمكن تسويقها بنجاح على المستويين المحلي والدولي.
كما ولم تظهر الخطة، بشكل واضح، الميزة التنافسية لمدينة القدس، التي من شأنها أن تعمل على جذب الاستثمارات، فهناك حاجة إلى إظهار كافة أشكال الهوية الدينية والثقافية والتاريخية للمدينة، والفرص الاستثمارية المرتبطة بكل واحدة منها.
وقال: "على الرغم من اشتمال الخطة على أهداف محددة ومشاريع مقترحة لتحقيقها، فإنها لم تتضمن خططاً تنفيذية ومؤشرات قياس واضحة".
مقترحات تطوير عنقود السياحة والثقافة المدمج/ المشترك
وأوضح الباحث ربيع، أنه نظرا للارتباط الوثيق ما بين القطاعين الثقافي والسياحي، اقترح خبير التنمية بالعناقيد د. بيتر ويلسون في ورقته دمج كل من عنقودي السياحة والثقافة ضمن عنقود واحد، وذلك على عكس ما جاء في خطة عنقود القدس التنموي.
وأضاف: "كما يتطلب تحقيق أهداف خطة عنقود العاصمة، باتباع منهج التنمية بالعناقيد الذي يقترحه د. بيتر ويلسون، التعاون ما بين عناصر العنقود المختلفة مع الجهات ذات العلاقة".
وفي هذا السياق، يوصي ويلسون في ورقته بتشكيل لجنة تعمل كإطار تنسيقي للعنقود، تنظم اجتماعات دورية لممثلي كافة الجهات ذات العلاقة في كلا القطاعين السياحي والثقافي، وهو ما يجب التأكد من وجوده لإرساء العنقود المدمج/المشترك لكلا القطاعين.
خطة عنقود العاصمة للحفاظ على الموروث الثقافي للمدينة الصادرة عن وزارة شؤون القدس
هدفت خطة عنقود القدس التنموي إلى الحفاظ على الإرث الثقافي والحضاري في مدينة القدس، عبر تطوير القطاع الثقافي وتنميته، من خلال تحقيق الأهداف الاستراتيجية التالية: ترسيخ الهوية المقدسية الفلسطينية الثقافية. ترويج القدس عاصمة فلسطين الثقافية. حماية المباني الثقافية وترميمها وصيانتها. وضع الفنون والثقافة في القدس على سلم أولويات السياسات الفلسطينية الرسمية والعامة.
وأكد ربيع، أن الخطة العنقودية في مدينة القدس تستهدف حماية الموروث الخدمي والسياحي في المدينة، من خلال تعزيز قدرات المؤسسات السياحية على استقبال الأعداد المتزايدة من السائحين، والعمل على فتح آفاق استثمارية جديدة في قطاع السياحة، الأمر الذي من شأنه أن يساهم في تنمية قطاع السياحة ودوره في تعزيز اقتصاد المدينة المقدسة، والاقتصاد الفلسطيني بشكل عام.
ويعتبر العنقود، الاحتلال الإسرائيلي وسياسة التهويد والأسرلة التي يمارسها في مدينة القدس وباقي الأراضي الفلسطينية، التهديد الحقيقي لنجاح العنقود السياحي.
وعلى الرغم من ذلك، فإن ربيع أكد أن هناك العديد من الفرص التي يجب استغلالها للنهوض بالقطاع السياحي بالقدس، ومن أبرزها الاستثمار السياحي في المدينة، وإحياء الصناعات التراثية المقدسية، إذ لا يستطيع الاحتلال المنافسة في هذه النقطة. أيضاً تشكل مشاريع بناء فنادق ومراكز تجارية في القدس، فرصة ثمينة من شأنها أن تحقق عائداً استثمارياً كبيراً، فهناك العديد من المشاريع قيد إجراءات الترخيص، وبحاجة إلى تبنيها من قبل رجال الأعمال في المدينة.
وأشار الى أن الخطة حددت مجموعة من الأهداف الاستراتيجية لتنمية قطاع السياحة في مدينة القدس منها: تنظيم وتعزيز قدرات المؤسسات السياحية والأفراد على جذب السياحة الداخلية والخارجية. ترسيخ الهوية المقدسية الفلسطينية السياحية. ترويج القدس عاصمة فلسطين السياحية. حماية المباني التاريخية والسياحية وترميمها وصيانتها. ووضع السياحة في القدس على سلم أولويات السياسة الفلسطينية الرسمية.
ومن أجل تحقيق الأهداف الاستراتيجية، أشار الى أن الخطة اقترحت 23 مشروعا لقطاع السياحة بتكلفة تقدر بحوالي 184.4 مليون دولار تنفذ خلال ثلاث سنوات. وحددت التكلفة المقدّرة لكل مشروع والجهة التي ستنفذ المشروع أو ستقوم بتمويله، ودخلت 5 من المشاريع المقترحة فقط حيز التنفيذ، بعد حصولها على التمويل، والعمل جارٍ على تنفيذها بتكلفة بلغت 718 ألف دولار.