غزة- وفا- زكريا المدهون- يخشى النازحون من شمال وشرق قطاع غزة الذين هربوا من العدوان الاسرائيلي، من انتشار فيروس "كورونا" في صفوفهم في ظل عدم توافر مواد التنظيف والتعقيم ومستلزمات مواجهة الوباء، من قبل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا".
ويقول نازحون التقتهم "وفا" في إحدى مدارس "أونروا" في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة: "إنهم يعيشون أوضاعا إنسانية صعبة للغاية ولم تقدم الوكالة لهم أية مساعدات".
"الأونروا" وعلى لسان مستشارها الاعلامي عدنان أبو حسنة، أكدت أنها تقدم خدماتها للنازحين الى مدارسها في حدود امكانياتها المتاحة."
أبو حسنة قال لـ "وفا": "إن هناك مدارس غير معدة حتى الآن لاستقبال اللاجئين"، مشيرا الى أن "الأونروا" تحاول توفير المستلزمات لهذه المدارس قدر إمكانياتها.
ولجأ الى مدارس "الأونروا" منذ بداية العدوان الاسرائيلي قبل تسعة أيام، 43.330 شخصاً موزعين على 53 مدرسة.
النازحة غدير سحويل من بلدة بيت حانون الحدودية أقصى شمال قطاع غزة، هربت مع أفراد عائلتها المكونة من 50 فردا سيرا على الأقدام الى مدارس "الأونروا" في مخيم الشاطئ للاجئين.
"عندما اشتد قصف الطائرات بجوار منزلنا هربنا جميعا للنجاة بأنفسنا"، مشيرة الى اصابة طفلها غسان (9 سنوات) أصيب بشظايا في ساقه اليسرى.
اضطر والد غسان الى حمله على كتفيه والسير به مسافة 8 كيلو مترات الى مدينة غزة لعدم توفر وسائل المواصلات، منوهة الى أنهم لم يجلبوا أي شيء من منزلهم.
غدير نجت من القصف لكنها تخشى على عائلتها من الإصابة بفيروس "كورونا"، نظرا لعدم توفر مواد النظافة والتعقيم، والفرشات والأغطية، خاصة وأنهم ينامون على "البلاط"، كما يفتقرون للمياه الصالحة للشرب.
حال غدير لا يختلف كثيرا عن حال نورا النعيزي التي هربت برفقة أسرتها من حي الشجاعية شرق مدينة غزة، مشيرة الى قيام طائرات ومدفعية الاحتلال بقصف المربع الذي يقطنوه على الأطراف الشرقية للحي، وأن منزلهم تضرر بشكل بليغ، وأدى لإصابة أطفالها بحالة هستيرية وصراخ وبكاء.
واتهمت غدير "الأونروا" بعدم تقديم أية مساعدات لهم حتى اليوم، وأنهم ينامون على المقاعد الدراسية والبلاط، مطالبة بتوفير سبل العيش الكريم لهم ومواد الوقاية والتنظيف والتعقيم.
"الأونروا" وعلى لسان أبو حسنة، أكدت أنها تحاول توفير الخدمات الصحية، الاحتياجات الأساسية مثل مياه الشرب، والكهرباء والمولدات عند انقطاع التيار الكهربائي، ومعدات الوقاية الشخصية للمساعدة في احتواء "كورونا"، وساحات مدرسية مغطاه بالشوادر (مظللة) قدر المستطاع.
ومنذ بداية العدوان الاسرائيلي استشهد 213 مواطنا بينهم 61 طفلا، و36 سيدة، اضافة لتدمير مئات المنازل والأبراج السكنية.
الطفل محمد الرواغ (14 عاماً) من أبراج الندى شمال قطاع غزة، لم يرتدِ ملابس العيد التي اشتراها ولم يأخذ "العيدية"، حيث ترك منزله في أول أيام عيد الفطر وهرب برفقة أسرته الى مدارس "الأونروا" غرب مدينة غزة.
يقول الرواغ: "ليلة العيد قصفت قوات الاحتلال بشكل عنيف منطقتنا وصار شهداء وجرحى وهربنا بسيارة الى مخيم الشاطئ".
وكانت اسرائيل شنت ثلاثة حروب على قطاع غزة في أعوام 2008 و2012 و2014، أدت الى ارتقاء آلاف الشهداء والجرحى وتدمير آلاف المنازل والمنشآت الصناعية.
من جهته، أكد مسؤول لجنة الاشراف في المدرسة أشرف الكفارنة، أن النازحين يعيشون أوضاعا سيئة في مدارس "الأونروا" حيث لا تتوفر لهم فرشات وأغطية للنوم ومواد تنظيف وتعقيم للوقاية من "كورونا".
وأضاف الكفارنة وهو من سكان بلدة بيت حانون، هربت أسرتي المكونة من 7 أفراد سيرا على الأقدام الى مخيم الشاطئ بحثاً عن مكان آمن، لافتا الى أن ثلاث أسر مكونة من 20 شخصاً تعيش في فصل دراسي واحد.
وتقدم اللجنة الشعبية للاجئين في مخيم الشاطئ مساعدات عاجلة للنازحين وفق امكانياتها كما يقول مسؤول لجنتها الاجتماعية محمود الشرافي.
وقال الشرافي: "منذ البداية شكلنا في كل مدرسة للنازحين لجنة لمتابعة احتياجاتهم وأوضاعهم عن قرب"، مشيرا الى أنهم يقدمون للنازحين المياه الصالحة للشرب والطعام والعصائر والمعقمات ومواد التنظيف.
ودعا "الأونروا" الى تقديم مساعدات عاجلة للنازحين وخاصة من مواد تعقيم ونظافة شخصية خوفا من انتشار "كورونا" بينهم.