رام الله-أ ف ب-زار وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، اليوم الخميس، مستوطنة "بساغوت" الإسرائيلية في الضفة الغربية، بينما سيتوجه لاحقا إلى مرتفعات الجولان المحتلة، في جولة غير مسبوقة لدبلوماسي رفيع من واشنطن.
وزار بومبيو ظهر الخميس مصنعا للنبيذ في مستوطنة "بساغوت" بالقرب من مدينة رام الله في الضفة الغربية المحتلة فأصبح أول وزير خارجية أميركي يزور مستوطنة إسرائيلية.
وتوقف في المستوطنة في طريقه الى مرتفعات الجولان السورية المحتلة بينما أعلن في بيان أن الولايات المتحدة ستصنّف الصادرات من مستوطنات الضفة الغربية المحتلة على أنها "صناعة إسرائيلية".
وبعد لقائه حليفه المقرب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو قال بومبيو في مؤتمر صحافي مشترك عقده في مدينة القدس "اليوم سأحظى بفرصة لزيارة مرتفعات الجولان".
والعام الماضي، اتخذت إدارة الرئيس دونالد ترامب قرارًا مثيرًا للجدل بالاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان السوري التي احتلته اسرائيل عام 1967.
وأضاف بومبيو أن "مجرد الاعتراف (بهذه المنطقة) كجزء من إسرائيل ... كان قرارًا اتخذه الرئيس ترامب وهو مهم تاريخيًا وببساطة اعتراف بالواقع".
ووصف مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي اتخذ موقفا مؤيدا بشدة لإسرائيل، حركة المقاطعة المؤيدة للفلسطينيين بأنها "سرطان" ستصنفها واشنطن بأنها معادية للسامية.
كما أعلن بومبيو عن سياسة جديدة مؤيدة بشدة لإسرائيل، وأكد أنه من الآن فصاعدًا، فأن واشنطن ستعتبر الحملة العالمية ضد إسرائيل التي يطلق عليها "بي دي إس" (وهي حملة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات على الدولة العبرية) "معادية للسامية".
وقال إن واشنطن ستتخذ خطوات على الفور لتحديد المنظمات التي تشارك في "سلوك المقاطعة البغيض وسحب دعم الحكومة الأمريكية لمثل هذه الجماعات".
وتعتبر إسرائيل حركة المقاطعة تهديدًا استراتيجيًا وتتهمها منذ فترة طويلة بمعاداة السامية، ويسمح قانون صدر في عام 2017 لإسرائيل بحظر الأجانب الذين لهم صلات بحركة المقاطعة.
ورفضت حركة المقاطعة الخميس إعلان بومبيو وقالت في بيان لها "نرفض وبشكلٍ مبدئي ومتّسق جميع أشكال العنصرية، بما في ذلك العنصرية ضد اليهود.".
وأكدت "إن تحالف ترامب-نتانياهو المتطرف في عنصريته وعدائه للشعب الفلسطيني يخلط عمدًا بين رفض نظام الاحتلال والاستعمار و(الفصل العنصري...) الإسرائيلي ضدّ الفلسطينيين والدعوة لمقاطعته من جهة والعنصرية المعادية لليهود كيهود من جهة أخرى".
ورأت أن ذلك يهدف إلى إسكات الدعوات المناصرة للحقوق الفلسطينية بموجب القانون الدولي.
وشددت "أدانت عشرات المنظّمات اليهودية التقدمية، وكذلك مئات المثقفين اليهود البارزين عالمياً، هذا التعريف الزائف والمخادع لمعاداة السامية".
نبيذ بومبيو
وزار بومبيو الخميس مستوطنة بساغوت بالقرب من مدينة رام الله في سابقة هي الاولى من نوعها لدبلوماسي اميركي.
وزار على وجه الخصوص مصنعا للنبيذ فيها، أطلق أحد اصحابه على نبيذه "بومبيو".
ووصل بومبيو إلى مكاتب المصنع التي تقع في المنطقة الصناعية في مستوطنة "شاعر بنيامين"، تحت حراسة عسكرية مشددة وفقا لشهود عيان ومسؤولون في الخارجية الأميركية.
وتندرج زيارة بومبيو إلى إسرائيل ضمن جولة أوروبية وشرق أوسطية قادته إلى باريس وتركيا وجورجيا، في ما يمكن ان تعتبر جولته الأخيرة وهو في منصبه.
ولن يجتمع بومبيو مع أي من القادة الفلسطينين، الذين رفضوا بشدة موقف ترامب من الصراع المستمر منذ عقود، بما في ذلك اعتراف واشنطن بالقدس الشرقية المحتلة عاصمة لإسرائيل.
واستنكر الفلسطينيون بغضب الزيارة لمصنع نبيذ بساغوت بالقرب من رام الله.
وتظاهر عشرات الفلسطينيين، حمل بعضهم العلم الفلسطيني مقابل مستوطنة بساغوت، وألقوا الحجارة باتجاه الجنود الإسرائيليين الذين كانوا يتمركزون عند مدخل المستوطنة، كما أشعلوا الإطارات. وتنامى التخطيط وبناء المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية في ظل حكومات نتنياهو المتعاقبة وخاصة منذ تولي ترامب منصبه في عام 2017.
وقبل عام بالتحديد، صرّح بومبيو بأنّ الولايات المتحدة لا تعتبر المستوطنات اليهودية على الأراضي الفلسطينية المحتلة غير قانونية.
والأربعاء، دعا وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني من القدس الإسرائيليين والفلسطينيين إلى العودة إلى محادثات السلام الهادفة إلى حل للنزاع بين الجانبين.
وقال الزياني، في أول زيارة يقوم بها مسؤول بحريني إلى القدس، "أدعو الطرفين إلى الالتفاف حول طاولة المفاوضات من أجل الوصول إلى حل الدولتين القابل للحياة".