رام الله-أخبار المال والأعمال-قال رئيس الوزراء محمد اشتية إن الإجراءات التي اتخذناها سابقا لمواجهة فيروس "كورونا" ستبقى على حالها في كافة المحافظات، لكن سيتم السماح بفتح المكتبات ومحال الغسيل والكوي ولوازم الكهرباء خلال أيام الجمع، ابتداء من الساعة العاشرة صباحا وحتى الخامسة مساء، على أن تغلق محلات السوبرماركت في اليوم نفسه.
وأضاف اشتية، في مؤتمر صحفي عقده مساء يوم الاثنين بمقر مجلس الوزراء بمدينة رام الله، حول آخر تطورات فيروس "كورونا" والإجراءات الاحترازية في فلسطين، أن جميع المصابين بالفيروس في فلسطين تتم معالجتهم مجانا، ولا يوجد أي حالة تحت التنفس الاصطناعي.
وأشار إلى أن معدل النمو الاقتصادي سيكون بالسالب بشكل كبير، وقطاع السياحة هو أكثر القطاعات تضررا في هذه الأزمة، مبينا أن قدرة الاقتصاد الفلسطيني على التعافي ستتحقق في فترة زمنية ليست طويلة.
وقال اشتية: نقدّر ما يجري في بيت لحم وسيتم تقييم الإجراءات فيها عقب الانتهاء من الأعياد المجيدة، مؤكدا "أننا سنقدم كل ما نستطيع لأهلنا في القدس، وأنه بالاتفاق مع الاتحاد الأوروبي سيتم تحويل مشاريع بقيمة 9.5 مليون يورو لصالح مستشفيات القدس لمساعدة أهلنا هناك لمواجهة فيروس كورونا".
ونوه إلى أنه سيتم تقديم مساعدات إلى 30 ألف عامل خلال شهر رمضان المبارك، بالتنسيق مع وزارتي العمل والتنمية الاجتماعية واتحاد نقابات العمال. وقال: "ستصلنا اليوم مساعدات طبية من الصين ورجال أعمال صينيين".
وطمأن رئيس الوزراء طلبة الجامعات، بأنه سيتم إنهاء الفصل الدراسي في وقته بآلية التعليم عن بعد.
وقال اشتية إن هذه الإجراءات المتوازنة تبقي عملنا كما هو مع بعض الاستثناءات طلبها القطاع الخاص وأقرتها لجنة الطوارئ الوطنية، وتسري من يوم الجمعة المقبل الموافق 04/17/2020 .
وأكد أهمية التبرع لصندوق "وقفة عز"، معربا عن شكره لمن تبرع وداعيا المقتدرين إلى ذلك.
وتابع: الإنسانية ستنتصر على هذا الوباء، لكن مثل كل الحروب هناك ضحايا، وفي الأزمات يبرز أسوأ ما في البشر ولكن يظهر أحسن ما فيهم، وشعبنا أظهر أحسن ما عنده من روح وطنية عالية وتضامن.
وفيما يلي نص بيان رئيس الوزراء الذي تلاه في المؤتمر الصحفي:
بتوجيه من السيد الرئيس، فإن مجلس الوزراء، ولجنة الطوارئ العليا، والأمن، ولجان الطوارئ التي يقودها المحافظون في محافظاتهم، تعمل جميعها بوتيرة متناغمة. شكرا لكل من يقوم بعمله، وأقدم تقارير يومية للسيد الرئيس حول سير عمل جميع اللجان:
1-يحل علينا في هذه الأيام عيد الفصح المجيد: كل عام وأنتم بخير، وشعبنا بخير، هذا العيد للأسف بلا قداديس ولا مسيرات.
2-الإنسانية سوف تنتصر على هذا الوباء ولكن مثل كل الحروب هناك ضحايا.
3-وفي الأزمات يبرز أسوء ما في البشر، لكن أيضا يظهر أحسن ما فيهم. شعبنا أظهر أحسن ما عنده من روح وطنية عالية وتضامن وتفقد الجيران والأهل.
4-يعاني اقتصادنا تحت التدابير التي اتخذناها لاحتواء هذا الخطر على العالم وعلى شعبنا.
5-إن معدل النمو الاقتصادي سيكون سالبا بشكل كبير، وسوف يدخل الاقتصاد العالمي في حالة من الركود والانكماش، وكذلك الاقتصاد الفلسطيني.
6-قطاع السياحة هو أكبر الضحايا لهذا الأزمة.
7-لكن لأن هذه الأزمة العالمية لم تدمر المنشآت كما في الحروب العادية فإن انعاش الاقتصاد ممكن، ولكن يحتاج إلى وقت. وفي اقتصاد صغير الحجم مثل الاقتصاد الفلسطيني، فإن قدرتنا على التعافي سوف تتحقق خلال فترة زمنية أقصاها 12 شهرا.
8-ومثلما تأثرت بعض القطاعات سلبا، فإن قطاعات أخرى انتعشت مثل التجارة وصناعة الأدوية والمعدات الصحية، وغيرها.
9-جميع المصابين بوباء كورونا في فلسطين تتم معالجتهم مجانا، بنفس الشكل الذي تعطى فيه جميع التطعيمات لأولادنا وبناتنا.
10-الإجراءات التي اتخذناها سابقا تبقى على حالها في كل المحافظات، مع الإشارة إلى ما يلي:
11-استمرار السماح بدخول البضائع ما بين المحافظات بسهولة ويسر
12-الاهتمام باستمرار الأعمال الزراعية والثروة الحيوانية على أكمل وجه.
13-سيتم السماح بفتح المكتبات ومتاجر القرطاسية ومحلات الغسيل والكوي والخياطة ومحلات اللوازم الكهربائية واللوازم الصحية، أيام الجمع من الساعة العاشرة وحتى الخامسة، على أن تغلق محلات بيع الأغذية والسوبرماركت في ذات اليوم.
14-بعض المصانع التي تثبت أنها قادرة على الحفاظ على سلامة عمالها وموظفيها والالتزام بذلك، وترتيب شأن تنقلهم والتباعد في ما بينهم أثناء العمل، سوف يسمح لها بالعمل وبتصريح من المحافظ وتزكية من وزارة الاقتصاد، على أن تتمتع بكامل إجراءات السلامة الصحية ويكون العمّال من داخل المحافظة ووفق معايير توافق عليها وزارة الاقتصاد والصحة.
15-أحيي أهل محافظة بيت لحم على التزامهم الذي آتي أكله بعدم زيادة الحالات فيها أو انتقال العدوى منها لمحافظات أخر، سنقيم الإجراءات في محافظة بيت لحم عقب الأعياد المجيدة. كما أحيي أهلنا في شمال غرب وشرق القدس وكل المناطق المصابة.
16-نقل البضائع والمواد الغذائية عبر الجسور متاح، وكذلك وعبر الموانئ ومن داخل الخط الأخضر وبين المحافظات، كله مفتوح خصوصا للمنتجات الزراعية.
17-العمل على خطة إنعاش اقتصادي للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة والمتناهية الصغر، عبر صندوق بقيمة مبدئية تبلغ 300 مليون دولار، بما يخلق حوافز لبعض القطاعات الأكثر تضررا من خلال برامج بنكية ميسرة وبتعزيز من الصناديق العربية والإسلامية.
18-سوف نقدم مساعدات إلى 30 ألف عامل فقدوا وظائفهم خلال شهر رمضان بالتنسيق ما بين وزارة العمل والاتحاد العام لنقابات عمّال فلسطين، ووزارة التنمية الاجتماعية.
19-أرجو عدم الإساءة للعمال، هؤلاء أولادنا وهم يكدحون من أجل لقمة عيش أبنائهم، ولكن آمل منهم الالتزام وعدم تغليب العمل على الحياة، حياتهم وحياة الآخرين.
20-هناك 19 ألف عامل يبيتون في إسرائيل، يجري العمل مع الجانب الآخر على ترتيب فحوصات لهم هناك، أو عند عودتهم، على أن يكونوا في مجموعات وعبر معابر محددة لكي نتمكن من إجراء الفحوصات اللازمة لهم حفاظا على سلامتهم وسلامة مجتمعهم.
21-نراهن على وعي والتزام العمّال بالإجراءات التي أعلنا عنها، وسنعمل على تنظيم الأمر، لذا طلبنا عقد اجتماع ما بين وزراء الصحة والعمل والشؤون المدنية مع الجانب الإسرائيلي.
22-وهنا أود طمأنتكم، بأنه أصبح بإمكاننا توسيع دائرة الفحوصات ما يمكننا من السيطرة على الحالات بشكل أكبر، سوف تصلنا اليوم مساعدات طبية من الصين الصديقة ورجال أعمال صينيين (منها مسحات الفحص التي عانينا من نقصها سابقا)، نشكر هذه المساعدات ونقدرها.
23-سوف تصرف الحكومة عبر وزارة التنمية الاجتماعية مساعدات لـ116 ألف أسرة إضافية، منها 81 ألف في قطاع غزة والباقي في الضفة الغربية وهي بقيمة 137 مليون شيقل.
24-بدأنا العمل بموازنة طوارئ متقشفة، فيها عجز 1.4 مليار دولار، سوف نحاول تغطية بعض هذا العجز بمختلف الطرق، سواء كان بتخفيض النفقات أو الاقتراض من البنوك أو طلب مساعدات أكثر خاصة من الدول التي تساعدنا بانتظام ولكن نعلم أن جميع العالم متأثر بهذا الوباء. كما طلبنا من من الجانب الإسرائيلي تسوية بعض الحسابات الضريبية بيننا، حول الأموال المستحقة لنا.
25-طلبنا من سلطة النقد معالجة موضوع الشيكات المرتجعة، ضمن الآليات التي تحفظ الحقوق، وأن لا تكون الإجراءات الحالية أداة للتهرب من الالتزامات.
26-ما ذكرناه اليوم هو إجراءات متوازنة تبقي عملنا كما هو مع بعض الاستثناءات طلبها القطاع الخاص وأقرتها لجنة الطوارئ الوطنية، وتسري من يوم الجمعة القادم الموافق 04/17/2020
27-نقدم كل ما نستطيع لأهلنا في القدس، وقد تجاوب الاتحاد الأوروبي مع طلبنا بتحويل مشاريع حكومية بقيمة 9.5 مليون يورو إلى مستشفيات القدس لتتمكن من خدمة أبنائنا في ظل انتشار هذا الوباء، وتتبع هذه الدفعة دفعة أخرى بقيمة 16 مليون يورو.
28-عملنا على تعزيز الحديقة المنزلية، حيث يتم الآن توزيع مليون و200 ألف شتلة من وزارة الزراعة بالشراكة مع المجتمع الأهلي وأصحاب المشاتل.
29-يسعدني إبلاغكم أن طلبة الجامعات سوف ينهون الفصل الدراسي في وقته بآلية التعليم عن بعد والترتيب للفصل الصيفي جاري الآن، وتدرس وزارة التربية والتعليم آلية احتساب وتسيير الفصل الدراسي الحالي في المدارس.
30-خلال أيام يحل علينا يوم الأسير، أكرر المطالبة بالإفراج عن الأسرى كبار السن والمرضى والنساء والأطفال. تجنبا لهذه المأساة التي يعيشها العالم، وأدعوكم للمساهمة بحملة تضامن واسعة مع الأسرى دوليا ومحليا.
31-تبرعكم لصندوق وقفة عز مهم، أشكر من تبرع وأدعو المقتدرين إلى ذلك.
32-نتابع أوضاع فلسطينيي الشتات، ونترحم على أرواح الذين قضوا بسبب إصابتهم بالفيروس وحرموا من أن يدفنوا تحت تراب فلسطين.
33-الجهد الكبير الذي تبذله الأجهزة الأمنية لسد الثغرات بمختلف المناطق، جهد مقدر ويستحق الثناء، وكذلك جهود الطواقم الطبية والتمريضية الذين نوجه لهم كل الشكر والتحية.
34-نراقب برنامج الحكومة الإسرائيلية القادمة والمتعلق بضم أجزاء من الضفة الغربية، ونحذر من العواقب الخطيرة لمثل هذا التوجه، إذ ستدمر أي مسار سياسي مستقبلي وستنهي الاتفاقيات الموقعة.
35- أشكر أهلنا على الالتزام العالي حيث تصل نسبة الالتزام في المدن إلى أكثر من 90%، وبنسبة أقل بعض الشيء في القرى والمخيمات.
36-اصبروا معنا الربع ساعة الأخيرة، صبركم هو الأهم لأن حياة أولادكم مهمة وحياتكم مهمة، وأنا أدرك التنازع بين الإجراءات الاقتصادية والإجراءات الصحية. ما نريده هو الاستمرار في التوازن بين صحة الناس وقدرتها على أن لا تنام جائعة. وعليه فإن إجراءاتنا مستمرة.