غزة-الحياة الجديدة-أعلنت شركة الاتصالات الفلسطينية، يوم السبت، تعطل الخدمة الهاتفية والانترنت عن 274 خطا في منطقة الرمال شارع أحمد عبد العزيز وسط مدينة غزة نتيجة لتعرض المقسم الرئيسي للنهب من قبل مسلحين مجهولين.
وقالت الشركة في بيان مقتضب: "لا يوجد أي موعد محدد لإعادة الخدمة للخطوط المتعطلة نظرا لعدم توفر المواد البديلة ونظرا لتعرض المستودع الرئيسي في بلدة الزوايدة للسرقة في وقت سابق".
ونفذ مسلحون قبل أسبوعين عملية سطو على المستودع الرئيسي لشركة الاتصالات في منطقة الزوايدة، وقاموا بنهب محتوياته التي تقدر بحوالي 15 مليون شيقل، ونقلوها إلى أماكن مجهولة.وقالت الشركة في حينها إن الذين أقدموا على سرقة جميع الكوابل النحاسية وكوابل الألياف الضوئية والخزائن والمقاسم الطرفية وغيرها من مواد ومعدات الشبكة الأساسية المستخدمة في صيانة شبكة الاتصالات في المحافظات الجنوبية، لم يكترثوا الى انّ فقدانها سيؤدي حتماً إلى توقف الشركة عن تركيب خطوط جديدة وصيانة الأعطال التي تتعرض لها، وانقطاع الخدمات عن المواطنين.
وقالت الشركة إن عدم السماح بإدخال معدات جديدة من قبل قوات الاحتلال سيؤدي إلى تفاقم المشكلة، مشيرة إلى أن الايدي التي امتدت إلى مستودع الشركة، إنما تسعى من فعلتها هذه إلى المس بمقومات الاقتصاد في المحافظات الجنوبية المحاصرة، ليضيف إلى كاهل المواطن المثقل عبئاً جديدا، دون مراعاة أهمية خدمة الاتصالات في الوقت الذي يعاني فيه أهلنا في القطاع من ويلات الحصار.
ووفقا لمراسل "الحياة الجديدة" فقد أقدم مسلحون على سرقة كوابل تقدر بحوالي 1500 مترا من على الأعمدة في مدينة الزهراء جنوب مدينة غزة.
مصدر مسؤول في شركة الاتصالات الفلسطينية أكد لمراسل "الحياة الجديدة" أن الشركة غير مخولة بتحديد أو إعلان الجهة المسؤولة عن عملية السرقة مضيفا: "هناك جهات مسؤولة في غزة وتم إبلاغها بالأمر وعليها إيجاد السارقين والمسؤولين عن الاعتداءات المتكررة بحق شركة الاتصالات".
وأوضح المصدر أن عمليات السرقة المتكررة لمقدّرات شركة الاتصالات في غزة أدت لمشاكل كبيرة وصلت لمرحلة أن يسعى الموظف لحماية نفسه من التهديدات والمخاطر الناجمة عن عمليات السرقة. قائلا: "المشكلة بدأت بالاعتداء على مخازن الشركة في الزوايدة وسط القطاع, وسرقة محتوياتها, ليتطور الأمر ويصبح أكثر خطورة ووضوحا وتأثيرا بسرقة مقسم كامل بمنطقة الرمال وسط مدينة غزة".
وأضاف المصدر: "نحن في شركة الاتصالات نعاني أصلا من إصلاح الأعطال نتيجة لعدم وجود مواد بديلة عن التي تمت سرقتها بسبب منع الاحتلال إدخال مواد بديلة"، مؤكدا أن المواطن هو المتضرر الأكبر نتيجة لهذه السرقات.
وحول تفاصيل ما حدث في مقسم الرمال وسط مدينة غزة، قال المصدر: "ظهرت لدينا في مركز التحكم انذارات متتالية وعقبها بلاغات من مشتركين انقطعت عنهم الخدمة, وتوجهت طواقم الشركة إلى المقسم فلم تجد غير الغطاء الحديدي وقد سرقت كافة محتوياته".
وبما يتعلق بمحتويات المقسم المنهوب، أوضح المصدر أنها تعتبر النقطة الأساسية التي يتم التوزيع منها وتحتوي على بطاريات ووحدات تجميع وكارتات لتقديم الخدمة وشاحن، منوها إلى "أهمية هذا المقسم باعتباره حلقة الوصل بين الأحياء والمقسم الرئيسي".
وكشف المصدر عن سرقة كوابل موجودة على الأعمدة تتبع لشركة الاتصالات أيضا في مدينة الزهراء جنوب مدينة غزة.
وحذر المصدر من تعرض خدمة الشركة للانهيار والإغلاق بما يمس عملها بشكل كامل مضيفا: "ليس لدينا إمكانية لتصنيع الكوابل ولا طريقة ثانية للحصول عليها في ظل منع الاحتلال إدخال مواد بديلة ونتيجة هذه الاعتداءات على الشركة معروفة فقد لا نستطيع تقديم الخدمة مستقبلا ومخاطرها على المشتركين كبيرة".