رام الله-أخبار المال والأعمال-نظمت دائرة شؤون المغتربين في منظمة التحرير الفلسطينية، مساء الأحد، بمدينة رام الله، حفل استقبال لرجال الأعمال القادمين لفلسطين من أوروبا، ضمن لجنة رجال الأعمال الفلسطينيين في أوروبا التي جرى تشكيلها مؤخرا لدعم الاستثمار داخل فلسطين.
حضر حفل الاستقبال أعضاء من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وعدد من الوزراء، ورجال أعمال من داخل الوطن.
وقال رئيس دائرة شؤون المغتربين في المنظمة نبيل شعث، إن تعاون رجال الأعمال في الخارج مع نظرائهم في الوطن ومع الوزارات الحكومية المتخصصة، سيخلق إطارا لحماية وطننا وسينتج انتعاشا اقتصاديا للمستثمرين.
وأضاف: "لقاء اليوم هو منطلق للعمل بين رجال الأعمال المغتربين ورجال الأعمال في الوطن، خاصة في ظل سعينا للوصول إلى استقلال اقتصادي عبر الخروج من اتفاق باريس يعتمد على العلاقة مع العالم"
وتابع شعث: "لجنة رجال الأعمال الفلسطينيين في أوروبا تشكلت في بوخارست قبل شهر ونصف في اجتماع للجاليات الفلسطينية بأوروبا عقد في رومانيا، وأهم ما نتج عنه لجنتي رجال الأعمال والأطباء، بعد أن تم تعميم فكرة أن الأطباء المتواجدين في ألمانيا يرسلون كل 3 أشهر فرقا لتدريب نظرائهم في الوطن".
وبين أن رجال الأعمال سيتعاونون لعمل مؤسسات اقتصادية ومشاريع مشتركة، مضيفا: "نعمل جميعا من أجل بناء هذا الوطن لوضع أعمدة لاقتصاد قادر على الحياة وقادر على دعم دولة فلسطينية مستقلة، فالأفكار التي خرجت من بوخارست عديدة وغنية، وأبرزها فكرة صناديق الاستثمار وشركات الاستثمار وتنشيط السوق الداخلية الفلسطينية، للسماح لصغار المساهمين لشراء أسهم يتم تداولها في سوق مالي نشط، والتعاون بين الداخل والخارج لإنشاء هذه الصناديق الاستثمارية التي تفتح الباب أمام المستثمرين الصغار لتطوير أنفسهم".
وأردف: "بحسب صندوق النقد الدولي فقد أرسل المغتربون الفلسطينيون إلى فلسطين 2.8 مليار دولار العام الماضي من أصل 8 مليار دولار أرسلت من المغتربين للأردن وفلسطين ولبنان، ولكن جزءا كبيرا من هذه الأموال يبقى على شكل أموال بنكية والآخر يذهب في العقارات"، مؤكدا أن لأبناء شعبنا المغتربين دورا كبيرا في دعم الاقتصاد الوطني الفلسطيني.
من جانبه، قال وزير الاقتصاد الوطني خالد العسيلي، إن رجال الأعمال شكلوا على الدوام الدرع الحامي لوطنهم، واستفادوا من الفرص الاستثمارية الموجودة في فلسطين لتحقيق أرباح مالية لأعمالهم أيضا.
وعرض العسيلي قصص نجاح كبيرة سجلها رجال أعمال من الخارج استثمروا داخل فلسطين، "فكل من يريد أن يستثمر في فلسطين سيحقق أرباحا ويعمل شراكات تسهم في تحقيق عائدات اقتصادية، وستقوم الحكومة بتسهيل عملهم قدر الإمكان".
وأضاف أن" 88% من الشركات العاملة في فلسطين وزعت أرباحا بمعدل 300 مليون دولار، وكان معدل الربح للسهم الواحد 6.9% في السوق المالي، و"هذا الرقم لم يتحقق في أٌقوى الأسواق في العالم، وفلسطين أرض بكر والاستثمار فيها مُجدٍ جدا".
وأكد أن "فلسطين بحاجة للمزيد من الاستثمارات، وسياسة الحكومة أنه لا بد من الانفكاك عن اقتصاد الاحتلال وهذه قرارات للمجلسين الوطني والمركزي، وهي السياسة التي نتبعها في الحكومة بالانفكاك عبر تشجيع المنتج الوطني، ونزول حصة الاستيراد من إسرائيل شهريا نتيجة للتكنولوجيا المستعملة وثقة المستهلك بالمنتجات الوطنية".
وأوضح العسيلي أن "الطريقة الثانية للانفكاك هي خلق علاقات مباشرة مع الشركات في الخارج وليس الشراء عبر وسطاء إسرائيليين، فنحن أصبحنا نتعامل بشكل مباشر مع المصدر الأجنبي، وسجلت نسبة في زيادة الاستيراد المباشر بنسبة 16% في الأشهر الأخيرة".
وأشار إلى أن شركات فلسطينية وصلت إلى العالمية، من بينها شركة سنيورة التي تعتبر المصدر الثاني عربيا للخليج العربي بعد شركة مصرية، و"نحن نعمل حاليا لإقرار أول قانون شركات عصري إصلاحي في المنطقة، وبقية القوانين الاقتصادية يجري إعادة دراستها وإدخال تعديلات عليها، كذلك يجري إعداد مجموعة الخطط والمشاريع لطرحها على المستثمرين القادمين إلى فلسطين".
من ناحيته، قال رجل الأعمال الفلسطيني المتواجد في بوخارست خليل جنحو، "نشكر منظمة التحرير على حفل الاستقبال، وفخورون بأن نكون أعضاء في هذه اللجنة"، موضحا أن "اللجنة حصلت من الزيارة على رؤوس أقلام ممتازة وبناءة بالنسبة للتطور الاقتصادي الذي سيكون في المنطقة، والأساليب التي نتبعها للاستثمار في الداخل"، مضيفا: "نسعى من خلال هذه المشاريع إلى تثبيت المواطن الفلسطيني على أرض الوطن،
وجرى تكريم أعضاء اللجنة القادمين إلى فلسطين، وهم: رئيس الاتحاد العام للجاليات الفلسطينية في أوروبا علي القاضي، ونزيه الخليل وبسام حجازي لمساهمتهم في دعم مؤتمر بوخارست.