القدس-أخبار المال والأعمال-افتتح في بلدة العيزرية جنوب شرق القدس المحتلة، يوم الخميس، مركز تدريب مهني القدس، الذي يهدف إلى رفد القطاعات الاقتصادية المقدسية بالأيدي العاملة المتخصصة، وتوفير الحماية الاجتماعية للشباب من خلال تأهيلهم بالمهارات اللازمة.
وأكد وزير العمل نصري أبو جيش ممثلا عن رئيس الوزراء، دعم الحكومة اللامحدود للقدس وأهلها، الذين يتعرضون لأبشع أنواع الاعتداءات والانتهاكات التي تمارسها دولة الاحتلال بحقهم، سعيا لتغيير الوجه العمراني والتاريخي والديمغرافي للمدينة، مؤكدا أن جميع هذه المحاولات فشلت أمام إرادة أبنائها.
وأضاف أن الحكومة منذ استلامها لمهامها تولي أهمية لتعزيز صمود أبناء شعبنا في المدينة المقدسة ومؤسساتها الوطنية، وستقف في وجه المؤامرات التي تحيكها إسرائيل وأميركا من أجل تصفية مشروعنا الوطني، خاصة قضيتي القدس واللاجئين، من خلال ما تسمى "صفقة القرن".
وأشار أبو جيش إلى أن افتتاح المركز يهدف إلى تعزيز صمود المواطن المقدسي في هذه المنطقة والمناطق المجاورة، مضيفا أن اختيار التخصصات المهنية فيه جرى بالتنسيق مع غرفة وتجارة صناعة القدس وبلدية العيزرية، حيث بدأ بتقديم خدمات التدريب في 8 تخصصات، تمنح درجة الدبلوم المهني المتخصص، على أن يتم مستقبلا زيادتها وفقا لاحتياجات سوق العمل.
وتابع: "افتتاح المركز يأتي انسجاما مع رؤية الحكومة، في العمل على تعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية من خلال تخفيض معدلات البطالة والحد من نسب الفقر، ما يستوجب معالجة الاختلال الحاصل ما بين مخرجات التعليم والاحتياجات الحقيقية لسوق العمل، من خلال مواءمة التخصصات ومهارات الخريجين مع التغييرات الحاصلة في مكونات الاقتصاد وتطور المهن بما ينسجم مع مهارات القرن الواحد والعشرين، ومهارات المستقبل، وربطها برؤية الحكومة والمتمثلة بالتنمية من خلال العناقيد، التي شرعت بتنفيذها على أرض الواقع، في إطار خطة شاملة متكاملة للانفكاك الاقتصادي عن الاحتلال، والتي ستشكل الأيدي العاملة والكفاءات الوطنية عاملا حاسما في نجاح خطط الحكومة لتأخذ على عاتقها مهمة البناء والتغيير".
وقال إن الحكومة تدرك أهمية قطاع التعليم والتدريب المهني والتقني، متطلعا لتوفير العمالة المؤهلة المدربة القادرة على التعامل مع التكنولوجيات الحديثة، والحفاظ على التوازن بين مخرجات التعليم والتدريب المهني والتقني والاحتياجات الفعلية لسوق العمل المحلي والعربي والعالمي.
وأكد وزير العمل أن الوزارة تعمل على تطوير التدريب المهني كما ونوعا، من خلال زيادة عدد المراكز واستحداث تخصصات جديدة تتواءم واحتياجات سوق العمل، كذلك تشغيل المراكز القائمة بطاقتها القصوى، سعيا لرفع عدد المنتفعين من خلال برامج مسائية تخدم فئات عمرية مختلفة وبرامج رفع كفاءة للعاملين في المؤسسات، لتحقيق أداء أفضل وإنتاجية أعلى، كذلك تولي اهتماما بتحديث المناهج، بهدف تخريج أفراد مهرة قادرين على المنافسة في أسواق العمل المختلفة.
بدوره، أشاد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير عدنان الحسيني، بصمود المقدسيين أمام الانتهاكات المتواصلة جراء ممارسات الاحتلال، مؤكدا أهمية تعزيز صمود الشباب الفلسطيني في محافظة القدس.
وأشار إلى أن افتتاح المركز من شأنه تحقيق ذلك من خلال توفير التخصصات التي يحتاجها سوق العمل في فلسطين، ما يساهم في بناء اقتصاد دولتنا الفلسطينية.
من جانبه، قال رئيس المجلس الاقتصادي الفلسطيني للتنمية والإعمار "بكدار" محمد أبو عوض، إن افتتاح المركز يأتي استمرارا لنهج الحكومة الحالية ومساعيها في تطوير التعليم المهني والتقني، لما له من أثر على التنمية الاقتصادية والاجتماعية في فلسطين.
وأشار إلى وجود 20 مدرسة مهنية في فلسطين، و32 كلية تقنية، لسد الفجوة في احتياجات السوق من المهن، ورفده بالشباب المؤهلين وخفض معدلات البطالة، لا سيما بين الخريجين.
من ناحيته، تحدث رئيس بلدية العيزرية عصام فرعون، عن أن حجر الأساس للمركز وضع عام 2012 واستمر العمل به رغم وما واجهه من معيقات بسبب الاحتلال.
وتمنى فرعون أن يعمل المركز على تأهيل الشباب لإيجاد فرص عمل ، مثمنا دور المؤسسات الداعمة والمشاركة في افتتاحه.
وحضر حفل الافتتاح مستشار البنك الاسلامي للتنمية هاني أبو ذياب، ونائب محافظ محافظة القدس عبد الله صيام، ووكيل وزارة العمل سامر سلامة، ومدير عام الإدارة العامة للتدريب المهني نضال عايش، ومدير مديرية عمل القدس وليد البايض، ومدير مركز تدريب مهني القدس– العيزرية محمود عيسى، وعدد من موظفي وزارة العمل، ومدراء المؤسسات الحكومية والخاصة، وتخلله فقرات فنية تراثية، وتكريم للمؤسسات والشخصيات المساهمة فيه.