طولكرم-أخبار المال والأعمال-افتتح رئيس الوزراء محمد اشتية مختبر هندسة السيارات في جامعة فلسطين التقنية خضوري، وتفقد مختبر التمديدات الكهربائية. معلناً عن تشكيل لجنة وزارية لدراسة احتياجات الجامعة، وتحديد دورها في الاستراتيجية الوطنية للحكومة لتأهيل طلبة التخصصات المهنية.
جاء ذلك خلال زيارته إلى الجامعة، يوم الثلاثاء، ضمن جولته في محافظة طولكرم، التي شملت عدة محطات منها عقد لقاء وطني مفتوح مع مؤسسات المحافظة وفعالياتها، في حرم الجامعة.
وأكد رئيس الوزراء، خلال اللقاء، أن أزمة الكهرباء التي تشهدها محافظة طولكرم ستحل قبل نهاية العام الجاري، ناقلا تحيات رئيس دولة فلسطين محمود عباس، الذي أثنى بدوره على أهمية الجامعة ومكانتها العلمية واحتضانها لمناسبات وطنية سابقة منها إطلاق حملة الرئيس الانتخابية عام 2005، و"منذ ذلك التاريخ نرى أن الجامعة قفزت قفزات نوعية في العلم والتطور".
وأضاف أن جولته اليوم في محافظة طولكرم التي بدأها من قرية جبارة وشارك سكان المنطقة في قطف الزيتون، ومراسم رفع العلم، وافتتاح المختبر في خضوري، هي في جوهرها ربط الزيتون بالعلم والوطن، التي تجسد تمسك الشعب الفلسطيني بأرضه وأحقيته التاريخية بها، وقال "جذورنا ضاربة بالأرض، أصغر زيتونة في فلسطين أكبر من إسرائيل".
وأشار اشتية إلى أن جامعة خضوري رغم الصعوبات التي تواجهها كونها تقع على خط التماس مع الاحتلال وانتهاكه لحرمة أراضيها، تشكل إشعاعا علميا، لربطها بين الجانب الأكاديمي والمهارات التقنية والمهنية؛ الأمر الذي يشكل أنموذجاً مشرفا للمؤسسات الحكومية، مؤكدا أهمية التعليم التقني في مواجهة البطالة في صفوف الخريجين، ضمن استراتيجية الحكومة في إعادة صياغة مخرجات العملية التعليمية لتتماشى مع احتياجات سوق العمل، وحاجة المجتمع الفلسطيني.
وأعلن أنه سيتم تشكيل لجنة فنية لدراسة وضع واحتياجات جامعة خضوري من كافة النواحي، خاصة فيما يخص أراضيها .
وأعرب اشتية عن أمله في أن تكون هذه الجامعة مفتوحة أمام شعبنا في غزة، وقال: "إن شاء الله نستكمل المصالحة، وإذا لم تستكمل سنذهب للانتخابات، فالاحتكام للشعب والانتخابات هو الحل الأمثل، فمنظور حركة حماس للمصالحة يحتكم إلى التقاسم الوظيفي، نحن نقول سلطة واحدة وشرعية واحدة ورجل أمن واحد ودولة واحدة، نحتكم إلى الشعب بانتخابات حرة ديمقراطية نبدأها بالبرلمان، ونحن جاهزون".
وتطرق اشتية إلى "صفقة القرن"، مشيرا أنها ولدت ميتة، وقال: "فكروا أن الفلسطيني يقايض المال بالحرية، وكل يوم نحن نثبت أن هذا الكلام ليس صحيحا، الفلسطيني يبحث عن الحرية والاستقلال والكرامة وعزة النفس ودولة فلسطينية ذات سيادة، نحن نعرف كل ما هو ليس في صفقة القرن فليس فيها حل الدولتين، أو حدود 67، أو القدس، أو اللاجئين، أو إزالة الاستيطان، وهذه تشكل جميعها عصب المستقبل الفلسطيني، لذلك الرئيس قبل سنة ونصف في مؤتمر في اسطنبول قال ستولد ميتة، فالشق الاقتصادي ولد ميت، والشق السياسي سيولد ميتا، ولم يجدوا شريكا فلسطينيا واحدا، وفي زيارة الرئيس للسعودية قال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، لن نقبل بأي شيء إلا الشيء الذي يقبل به الشعب الفلسطيني، إلى جانب موقف الأردن ومصر الذين قالوا نقبل بما يقبل به الرئيس محمود عباس".
وحيا اشتية صمود موظفي القطاع الحكومي بشقيه المدني والأمني خلال الأزمة الاقتصادية الأخيرة، التزاما بحقوق الأسرى والشهداء، إضافة لجهود مؤسسات محافظة طولكرم في تحقيق حالة السلم الأهلي والاستقرار فيها.
وقال:" أهنئ طولكرم على أهلها والسلم الأهلي فيها، وإنجاز حالة الأمن بجهد المؤسسة الأمنية وحرصها على توفير الأمن للمواطن، وعلينا أن نحمي المؤسسة الأمنية، ولذلك طولكرم لها احتياجات وندرك أن طولكرم مركب رئيسي في العنقود الزراعي، إلى جانب قلقيلية وجنين، وطوباس، وسلفيت، وفي غزة عنقود بحري وصناعي وزراعي، 15 سنة ونحن نسمع عن المنطقة الصناعية في جنين، توجت أول أمس بتوقيع 20 مليون دولار منحة من الألمان وسيبدأ العمل بها بعد 20 يوما".
وأضاف أن "طولكرم تعاني من أزمة الكهرباء، في ظل البحث عن الانفكاك من الاحتلال، فإن أهم عنصر أساسي هو الكهرباء".
وقال: "طلبنا في زيارتنا لمصر تزويد غزة بالكهرباء، ومن الأردن رفعنا استيرادنا من التيار من 25 ميجا إلى 160 ميجا"، وحث الجامعة والأوقاف والتربية والتعليم وأي مؤسسة عامة على تركيب خلايا شمسية لتوليد التيار الكهربائي، مطمئنا أهالي المحافظة أن أزمة الكهرباء في المحافظة لن تتعدى شهر كانون أول المقبل.
وقال اشتية: "إسرائيل هي دولة عنصرية محتلة تحتل أرضنا وتصادرها وتبني مستعمرات وجدارا يعزل الفلسطيني عن الفلسطيني، وتقلع أشجار الزيتون وتحرقها، إلا أن شعبنا صامد وسيبقى على مدار الزمن".
بدوره، أشاد محافظ طولكرم عصام أبو بكر بدور الجامعة ومكانتها التي تشكل ثقلا علميا مهما في محافظة طولكرم خاصة، وفي الوطن عامة، مضيفا أن استضافة المحافظة لرئيس الوزراء تشكل تجسيدا لسياسة الحكومة في تعزيز صمود الشعب الفلسطيني ومقدراته.
واستعرض أبو بكر مقدرات المحافظة ومميزاتها الاقتصادية والطبيعية، وصمودها أمام معوقات الاحتلال وممارساته، متطرقا إلى أهم المشاريع التي نفذتها المحافظة بالشراكة مع مؤسسات المجتمع كافة، والنماذج الاقتصادية المهمة التي برزت في المحافظة ودورها في دعم الاقتصاد الوطني.
كما أشاد أبو بكر بدور المؤسسة الأمنية التي تعمل بشكل متكامل تحت ضغط عدم كفاية الأفراد، رغم أنها استطاعت فرض النظام والقانون في المحافظة كأساس للعيش الكريم والمقاوم، مشيرا إلى أن اتساع المجتمع وحاجاته تستدعي زيادة أعداد منتسبي المؤسسة الأمنية.
من ناحيته، رحب رئيس جامعة فلسطين التقنية خضوري نور الدين أبو الرب برئيس الوزراء والمرافقين من أعضاء الحكومة وممثلي المؤسسات الأهلية والرسمية والأمنية، مشيرا إلى أن المختبر الذي افتتح اليوم يشكل تجسيدا لتوجهات الجامعة التقنية، وسعيها نحو التطور والارتقاء في منظومة التعليم التقني على المستويين المحلي والدولي.
وأضاف أبو الرب أن الجامعة تعمل، وضمن توجهات الدولة في التأسيس لنظام تعليم عالٍ تقني ومهني، يلبي حاجة الوطن، من خلال استقطاب كوادر علمية وأكاديمية شابة، وتنفيذ العديد من المشاريع الريادية والعلمية النوعية على مستوى الوطن، بالإضافة إلى إطلاق العديد من البرامج التي تعمل على تحفيز الطلبة على القدرة على التفكير والإبداع والابتكار والإنتاج، بهدف تخريج جيل قادر على الإنتاج والمنافسة والحد من البطالة.
وأشار إلى أن الجامعة تعمل بكل جد على إعادة الاعتبار لكينونتها الحكومية من خلال الاستمرار في توحيد أراضيها في الحرم الرئيس في طولكرم وفرعيها في العروب ورام الله، والبحث عن مصادر تمويلية لتأهيل ما تم استعادته من أراضي الجامعة، وإقرار نظام خاص بها، والمضي قدما في تأسيس مجلس لأمنائها، وتحقيق استقلالها المالي.
وتم خلال اللقاء عرض ريبورتاج مصور حول الجامعة وبرامجها الأكاديمية وتوجهاتها التقنية.
وشارك في اللقاء، وزراء الحكم المحلي مجدي الصالح، والتربية والتعليم مروان عورتاني والزراعة رياض العطاري، إضافة لقائد المنطقة جمال أبو العز، وقادة الأجهزة الأمنية والمؤسسات الرسمية والشعبية وممثلي البلديات والغرفة التجارية، وأمين سر حركة "فتح" وأعضاء الإقليم، ولجان العمل، والجمعيات النسوية، وطلبة جامعة خضوري وهيئاتها التدريسية.
كما افتتح رئيس الوزراء مشروع الطاقة الشمسية في مقر الأمن الوطني، ونصب الجندي المجهول عند مدخل مخيم طولكرم، واطلع على مشروع محطة ترحيل النفايات عند مدخل مخيم نور شمس، كما افتتح مشروع ترميم وإحياء البلدة القديمة في بلدة عنبتا.
واختتم رئيس الوزراء جولته بزيارة الى بلدة كفر اللبد، التقى خلالها بفعاليات البلدة، مطلعا على احتياجاتها، واعدًا بالعمل على تلبيتها وفق الإمكانيات المتاحة.