القدس-أخبار المال والأعمال-أكد رئيس مجلس إدارة شركة كهرباء محافظة القدس ومديرها العام هشام العمري، أنه مع نهاية العام الجاري سيصل الانتاج مع الشركاء من الكهرباء إلى ما يقارب 20 ميغا واط، من خلال مشاريع الطاقة الشمسية التي تنفذها الشركة في مناطق امتيازها، مشدد على التزام الشركة بمواصلة الاستثمار في قطاع الطاقة البديلة لتحقيق الأمن الكهربائي للمواطن.
وأوضح العمري في بيان صحفي، أن هذا الانجاز من شأنه أن ينعكس إيجابا على مستوى الخدمات الكهربائية التي تقدمها الشركة لمشتركيها، معتبرا هذه الخطوة "بمثابة إنجاز هام لفلسطين على صعيد القطاع الطاقي"؛ كونها ستساهم في تعزيز الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي والتنموي، خصوصا مع تزايد الطلب على هذه السلعة الهامة وتنوع استخداماتها في ظل ارتفاع معدلات النمو السكاني والعمراني.
وشدد على ضرورة البحث عن مصادر جديدة للطاقة مع مختلف الأطراف المعنية بهذا القطاع عبر الاستثمار في مشاريع الطاقة الشمسية، لإنتاج الكهرباء، نظرا للظروف السياسية الاستثنائية التي نعيشها في ظل تحكم الجانب الإسرائيلي، بالموارد والمصادر الطبيعية، بما فيها قطاع الطاقة، إضافة إلى محدودية المصادر، وزيادة التنافس عليها مع ارتفاع الطلب على الكهرباء.
وأوضح "أنه بالرغم التحديات والمعوقات التي تجابه قطاع الطاقة الفلسطيني بشكل عام، بما فيها الطاقة المتجددة، إلا أن هناك إصرارا من القطاعين العام والخاص على المضي قدما باتجاه تطوير هذا القطاع الحيوي، واللحاق بركب الدول الأخرى التي قطعت شوطا طويلا في مجال الطاقة الشمسية، لما له من تأثير إيجابي على مختلف الجوانب الحياتية". مضيفا "ان هذا الاصرار دفع الجهات الرسمية البدء في البحث عن مصادر بديلة للطاقة وتنويع مصادرها، وهو ما تحاول الحكومة الحالية أن تترجمه على أرض الواقع، والدفع قدما بهذا الاتجاه عبر توقيع الاتفاقيات مع دول عدة في هذا المجال، والتي كان آخرها توقيع الحكومة الفلسطينية برئاسة محمد اشتيه مع نظيره الأردني، مذكرات تفاهم في مجالات عدة، خاصة في مجال الطاقة المتجددة، إضافة إلى المبادرات الأخرى، كالتي أطلقها صندوق الاستثمار الفلسطيني، بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم ضمن برنامج تركيب أنظمة الطاقة الشمسية على أسطح 500 مدرسة حكومية كمرحلة أولى في مختلف محافظات الوطن، وتوقيع شركة كهرباء محافظة القدس مؤخرا اتفاقية لشراء الطاقة الكهربائية من محطة الطاقة الشمسية التي سيتم افتتاحها قبل نهاية العام الجاري في بيت ساحور بمحافظة بيت لحم، بقدرة 950 كيلوواط، بتمويل خاص من رجل أعمال فلسطيني، وغيرها من مشاريع الطاقة الشمسية الاخرى التي تعكف كهرباء القدس على تنفيذها".
وأشار إلى "أنه في خضم هذه المبادرات سواء كانت من الحكومة أو القطاع الخاص، إلا أن هذه المشاريع والمبادرات ما زالت تصطدم بالعراقيل، في ظل التشريعات والقوانين الفلسطينية الحالية التي لا تشجع شركات توزيع الكهرباء على السير قدما بهذه المشاريع، وهو ما يستنزف مقدرات الشركات، وللأسف لم تقم حتى اليوم الجهات المعنية الحكومية بأي دراسة حقيقية ومراجعة للأنظمة المؤقتة الحالية التي تتعلق بالطاقة".
وأردف العمري: تنويع مصادر الطاقة سواء كان ذلك على الصعيد الحكومي أو الخاص هي خطوة في الاتجاه الصحيح للنهوض بقطاع الطاقة الفلسطيني، وهو ما يستوجب على الحكومة إعادة النظر في التشريعات والقوانين المتعلقة بالقطاع الطاقي، وتشجيع هذه المشاريع الحيوية في مختلف محافظات الوطن، والتي من شأنها أن تعزز مشاريع الطاقة في فلسطين، بما فيها مشاريع الطاقة الشمسية، لسد العجز في الطاقة، وذلك من أجل تقليل الاعتماد على استيراد التيار الكهربائي من المزود الإسرائيلي، بما يحقق الأمن الكهربائي للمواطن الفلسطيني، وتحسين جودة خدمات الكهرباء في فلسطين، وهو ما زال أحد أهم تطلعات شركة كهرباء القدس التي ترنو للوصول إليه".