رام الله-أخبار المال والأعمال-عرض الباحث الرئيسي في معهد أبحاث السياسات الاقتصادية الفلسطيني (ماس) سمير عبد الله، يوم الأربعاء، نتائج دراسته حول "نقص وفجوات المهارات في القطاع السياحي الفلسطيني".
وتم إعداد هذه الدراسة ضمن مجموعة من الدراسات الخاصة بأولويات مؤسسات السلطة الوطنية التي يعدها المعهد في إطار برنامج التعاون مع الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي.
وفي عرضه للدراسة، بين الباحث أن الهدف من الدراسة هو التعرف على سمات عدم التطابق بين المهارات المطلوبة والمهارات المعروضة في القطاع السياحي.
وقال إن المسح الميداني الذي بين أن معظم وظائف القطاع السياحي الرئيسية في مستويي الوظائف العليا والوظائف الوسطى على وجه الخصوص يمكن تصنيفها كوظائف صعبة الإشغال، وتبين أن الشركات السياحية هي التي تتحمل العبء الأكبر في مواجهة هذه المشكلة في جهدها للحفاظ على تنافسيتها واستمراريتها في السوق. كما تبين أن قدرات منظومة إعداد عاملين مهرة في مجال الضيافة والفندقة في فلسطين محدودة كمياً ونوعياً، وأن فلسطين تفتقر لوجود مدربين متمرسين لتعليم المهارات المطلوبة.
وأوضح عبد الله أن التحليل الذي قام به يبين عدم وجود ارتباط بين المهارات الأكثر أهمية للشركات السياحية وبين مستوى وفرتها في السوق، ما يشير إلى قصور في العلاقة بين منظومة التعليم والتدريب وبين احتياجات سوق العمل، يضاف إلى ذلك أن العديد من الوظائف السياحية في مجال الضيافة والفندقة تعاني من النظرة السلبية تجاهها. وإذا أضيف إلى ذلك تدني مستويات أجور العاملين في القطاع، وعدم تطبيق نظام التوصيف المهني، الذي من شأنه تمييز خريجيه ممن درسوا المهنة وحصلوا على شهادات كفاءة بصورة نظامية عمن تعلموها خلال العمل فقط، فإن تلك النواقص تساهم في استمرار ضعف جاذبيه القطاع للأيدي العاملة الشابة. تشكل تلك السلبيات والعوائق الذاتية عقبات هامة أمام النهوض بالقطاع السياحي الفلسطيني وأمام تحوله إلى رافعة مهمة من روافع التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وخصوصا من حيث زيادة مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي والتشغيل، ولعبه دورا قياديا في مواجهة معضلة البطالة، وزيادة مصادر البلد من القطع الأجنبي.
وفي تعقيبها على الدراسة، أكدت مدير عام المهن السياحية في وزارة السياحة والآثار نداء العيسة أهمية القطاع السياحي عالميا، وأن فلسطين تشهد نموا حقيقيا في هذا القطاع بشهادة منظمة السياحة العالمية، وشددت على ضرورة زيادة وتطوير مؤسسات التعليم السياحي، والاشراف وزيادة الوعي للعاملين في القطاع السياحي، بالإضافة إلى الاهتمام في الاعلام السياحي، وتطوير المناهج الدراسية في الجانب السياحي.
من جانبه، شدد مدير عام المؤسسة الفلسطينية للتعليم من أجل التوظيف سارو نكشيان على أهمية المهارات المعرفية والحياتية بجانب المهارات التخصصية في العمل السياحي، والتأكيد على أهمية زيادة الوعي عند العاملين في القطاع السياحي بداية من الوظائف العليا وانتهاء بالباعة في الأسواق حول التعامل مع السياح.
وعقب الانتهاء من عرض النتائج، طرح المشاركون العديد من المداخلات والتعليقات حول موضوع الدراسة أكدوا فيها ضرورة توسيع نطاق تعليم المهارات السياحية في كافة المحافظات الفلسطينية، وتعليم اللغات التي تسهل التواصل مع السائحين وزيادة الاهتمام في الإعلام السياحي والأماكن السياحية وتقديم تسهيلات من الحكومة لهذا القطاع، إضافة إلى ضرورة تطوير الإحصاءات الرسمية حول القطاع لتشمل جميع مكوناته الرئيسية الستة: مكاتب السياحة، الفنادق، المطاعم، النقل السياحي، بيع التذكاريات والأدلّاء.