رام الله-أخبار المال والأعمال-أشارت نتائج البيانات المالية للبنك الوطني عن العام 2018 الى بلوغ أصوله 2.21 مليار دولار مقارنة مع ما سجلته نهاية العام 2017 حيث كانت قد بلغت 1.08 مليار دولار، وبلغت ودائع عملاء البنك 1.72 مليار دولار بعد أن سجلت 808.8 مليون دولار نهاية العام 2017. وأشارت البيانات المالية للبنك للعام 2018 كذلك الى تسجيل محفظة التسهيلات والتمويلات الائتمانية 1.3 مليار دولار مقارنة مع ما حققته نهاية العام 2017 حيث بلغت حينها 653.8 مليون دولار.
وفيما يخص ربحية المصرف، بلغت صافي أرباح البنك الوطني للعام المنصرم 19.25 مليون دولار، 9.4 مليون دولار منها لمساهمي البنك. وبلغت صافي ايرادات الفوائد والعمولات 76.07 مليون دولار بعد ان كانت 33.87 مليون دولار نهاية العام 2017، الأمر الذي انعكس بدوره على اجمالي الدخل للمصرف حيث بلغ 85.6 مليون دولار مقارنة بما سجله نهاية العام 2017 حيث بلغ حينها 37.4 مليون دولار.
وعزا رئيس مجلس إدارة البنك الوطني طلال ناصر الدين هذا الأداء الى نجاح صفقة الاستحواذ على حصة مسيطرة في البنك الاسلامي الفلسطيني في الربع الأول من العام الماضي ليقود ائتلاف مساهمين ويسيطر على 45% من أسهم البنك في صفقة بلغت قيمتها ما يقارب 70 مليون دولار والتي تعتد الأكبر في تاريخ بورصة فلسطين، مشيرا الى ان الصفقة شكلت نقلة نوعية للبنك الوطني والتي انعكست بدورها على مجمل بنود الميزانية لتتضاعف ويصبح البنك الوطني بذلك ثاني أكبر بنك فلسطيني. مضيفا ان البنك أصبح لديه تنوعا في المنتجات المصرفية ليقدم الخدمات المصرفية التقليدية والتي تتوافق مع أحكام الشريعة الاسلامية، بالإضافة الى ان البنك الوطني الآن أصبح يقدم خدماته في شطري الوطن، خاصة وأن البنك الاسلامي الفلسطيني من أكبر البنوك العاملة في قطاع غزة.
واستطرد ناصر الدين الحديث عن انجازات البنك للعام 2018، مشيرا الى تركيز البنك على الاستثمار بالتكنولوجيا الرقمية وادخال التطويرات والتحسينات الى قنواته الالكترونية سواء صرافاته الآلية أو خدمتي الاونلاين والموبايل البنكي، بالإضافة الى اطلاقه لأول مركز خدمات مصرفية رقمي من نوعه في فلسطين والشرق الأوسط والذي يقدم باقة من الخدمات للعملاء بواسطة القنوات الالكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي دون الحاجة الى زيارة الفروع. وأوضح ناصر الدين ان المركز استطاع خلال 6 شهور التخفيف عن الفروع حيث تم الاجابة عن أكثر من 10 آلاف استفسار خلال هذه الفترة.
ونوه ناصر الدين الى أن افتتاح المركز وايجاد حلول مبتكرة للاستحواذ على حصة مسيطرة في البنك الاسلامي الفلسطيني دفعت مجلة International Finance العالمية الى تقدير البنك الوطني بمنحه جائزة البنك الأكثر ابتكارًا وريادة في فلسطين عن العام 2018.
وتحدث ناصر الدين عن تمكن البنك من توقيع اتفاقيتين بما مجموعه 11 مليون دولار مع جهتين دوليتين عريقتين للاستثمار في فلسطين، وهما البنك الاوروبي لإعادة الاعمار والتنمية (EBRD) وصندوق سند العالمي، واللتين تركزان على دعم تمويل قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر، ليتمكن البنك من اجتياز فحوصات نافية للجهالة استمرت على مدار عدة أشهر، مما يعتبر شهادة للبنك الوطني انه يطبق معايير عالمية في العمل.
وفيما يخص المنتجات، أكد ناصر الدين مواصلة البنك الوطني تقديمه لمنتجات مصرفية متخصصة ميزت عدة قطاعات من المجتمع الفلسطيني، مثل قطاع المرأة والمعلمين منوها الى توسيع البنك في العام 2018 مجموعة منتجاته ليطور مجموعة حسابات توفير الوطني الموجهة لكافة شرائح المجتمع الفلسطيني والتي تشجع على مبدأ الادخار وتؤكد في رسالتها على أهميته للفرد والاقتصاد الوطني.
وفيما يخص النوع الاجتماعي، اوضح ناصر الدين توجه البنك الوطني في العام 2018 إلى منظمة الأمم المتحدة للمرأة UN Women، والتي قامت بالتعاون مع منظمة العمل الدولي لتنفيذ التدقيق التشاركي من منظور النوع الاجتماعي على البنك سواء في بيئته الداخلية أو الخارجية، والذي أظهرت نتائجه تطبيق البنك الوطني لمعايير عالمية في تمكين المرأة الفلسطينية في منتجاته وخدماته والتزامه بمعايير متفق عليها عالميا بهذا الخصوص. وهذه شهادة نفخر بها من مؤسسة عالمية مختصة بهذا الشأن وسنستمر بتوجهاتنا وسنعمل على تبني التوصيات التي وردت في التقرير من أجل ضمان تطبيق توجهاتنا بالطرق المثلى.
وعلى صعيد التوسع والانتشار، افتتح البنك الوطني في العام 2018 فرعين جديدين في مدينة طولكرم وبلدة سنجل، لتلبية الحاجات المالية الملحة للمدن الفلسطينية الكبيرة وسكانها، بالإضافة الى إدخال الخدمات المصرفية إلى البلدات والقرى غير المخدومة مصرفيا تعزيزا للشمول المالي لسكانها. مشيرًا الى انه ومع نهاية العام 2018 أصبح البنك الوطني يعمل من خلال شبكة فروع تضم 26 فرعا ومكتبا منتشرا في الضفة الغربية.
وتطرق ناصر الدين الى المسؤولية الاجتماعية للبنك الوطني للعام 2018، مشيرًا الى ان البنك الوطني قدم أكثر من 4% من صافي ارباحه كمساهمات اجتماعية لقطاعات مختلفة، حيث بلغت مجموع تبرعاته 775.4 الاف دولار. وشكلت قطاعات التعليم والتنمية وتمكين المرأة نصيب الأسد من مجموع مساهماته الاجتماعية للعام المنصرم.