الدوحة-أخبار المال والأعمال-لم يخطر في بال الطالبين الفلسطينيين يافا عبد الرحيم وبشار شاور أن التطبيق Salamat-EE الذي شاركا بتطويره مع باقي أعضاء الفريق سيفوز بالجائزة الأولى في مسابقة الأكاديمية العربية للابتكار التي أقيمت في دولة قطر.
القصة كلها كانت بمثابة المفاجأة. والجهود التي بذلت طيلة الفترة السابقة وما زالت تبذل لتطوير الأفكار وبناء الأفراد لم تذهب سدى، وقد ساعدت الحديقة التكنولوجية الفلسطينية في جامعة بيرزيت "تكنو بارك" على ايصالهم للفوز. وفي فترة قصيرة جدًا تم بناء الفكرة لتطوير هذا التطبيق الذي يهتم بالسلامة الصحية والوقاية من الأمراض المعدية، حيث حصد المشروع المركز الأول بامتياز بعد أن تنافس مع 30 مشروعًا شارك فيها أكثر من 165 طالبًا وطالبة من 30 دولة مشاركة.
يقول د. عبد اللطيف أبو حجلة رئيس مجلس ادارة الحديقة التكنولوجية، إن فكرة الحديقة جاءت لتلبية هذه الغاية، وتنمية مهارات الطلبة والشباب الفلسطينيين وتحفيزهم على الابتكار. مشيرا إلى أن هذا المشروع هو واحد من عشرات المشاريع الأخرى التي تساعد الحديقة على ايصالها للعالم ضمن مساعيها لخلق ودعم جيل من العلماء الفلسطينيين الشباب المبدعين القادرين على الابتكار والاختراع والتميز محليا وعالميا.
ويستهدف تطبيق Salamat-EE المسافرين لتوعيتهم صحيًا، والوقاية من الأمراض المعدية خلال السفر والاحتفاظ بملف صحي لهم، ويستطيع المُسافر الحصول على المعلومات اللازمة عن الوقاية من الأمراض واللقاحات التي يحتاجها عند السفر لبلد مُعينة.
الطالبة يافا قالت إن الحديقة التكنولوجية كانت البيئة الملائمة التي وفرت لها العديد من الفرص من نقطة البداية من أجل المضي قدمًا في مشروعها الأول تطبيق "سيرتي" وهو المنصة الأولى في الوطن لتشبيك الطلاب الجامعيين وسوق العمل في مرحلة الدراسة، كما وفرت لها البيئة للتقدم في أكثر من مشروع وساهمت في تشبيك العلاقات بما يتيح لها المشاركة في العديد من المسابقات والتي تفتح مختلف الآفاق أمام المبدعين.
وعقد برنامج الأكاديمية العربية للابتكار، في واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا على مدار ثلاثة اسابيع بالتعاون مع واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا QSTP، بالشراكة مع الأكاديمية الأوروبية للابتكار.
ووصل تطبيق Salamat-EE المرتبة الأولى، بعد منافسة مع الفرق المنافسة. وساهمت الحديقة التكنولوجية في توفير الفرصة للمشاركة والتوجيهات اللازمة للفوز بالمرتبة الأولى وتسهيل المهمة على الطلاب المشاركين.
ويقول الطالب بشار شاور الذي ساهم مع يافا في تطوير التطبيق، إن الشباب الفلسطيني لديه الشغف والقدرة على المنافسة في هذا العالم، والابتكار وتقديم المميز، حتى في ظل الظروف السياسية الصعبة، مشيرًا إلى أهمية دور الحديقة التكنولوجية في تسهيل المهمة وتوفير الفرص وتأهيل ودعم الطلبة الفلسطينيين وخصوصًا في التكنولوجيا الحديثة التي تسعى الحديقة لدمجها وتفعيلها فلسطينيًا.
ووضع حجر الأساس للحديقة التكنولوجية الفلسطينية الهندية عام 2016 للمواءمة بين التعليم الأكاديمي والسوق المحلي والعالمي وتوفير فضاء ومرافق للأعمال المشتركة، ومركز للابتكار، ومركز للأبحاث والتطوير، إلى جانب تحفيز برامج الريادة، وبناء القدرات في مجالات التكنولوجيا والطاقة والبيئة وغيرها من المجالات المختلفة.
وستتضمن الحديقة التكنولوجية الفلسطينية، التي تقع على أرض مساحتها 20 دونماً خصصتها جامعة بيرزيت، عدة مبان تبدأ بالمبنى الفلسطيني الهندي الذي سيكون نقطة البداية في المشروع، وكذلك خدمات ومزودات للطاقة الشمسية، وخزان مياه، ومحطة لمعالجة مياه الصرف الصحي، ومساحات خضراء، وغيرها من الإضافات التي تلتزم بالبناء الأخضر المعاصر (الصديق للبيئة).
وتسعى الحديقة لإنشاء بنية تحتية قادرة على خلق بيئة اقتصادية أكاديمية تمكّن الشركات التكنولوجية على العمل بفعالية محليًا، وإقليميًا وعالميًا وبما يرتبط مع البرامج الأكاديمية التي تقدمها الجامعات الفلسطينية.
وإلى جانب Salamat-EE الذي فاز في قطر، صُنف مشروع "Stone EF" في ذات المسابقة لصاحبته الطالبة عرين ناصر الدين من جامعة بوليتكنك فلسطين من أفضل المشاريع المشاركة لدعمه للبيئة والتقليل من تلوث بشكل عام، كما أشادة بأهمية هذه البرامج للشباب لعدة أسباب أهمها إكتساب الخبرات من مناطق مختلفة، كما ساهم بتطوير فكرتها لمراعاة الظروف المحيطة بناءا على المنطقة الموجود بها وتحويلها لتكون موجودة فعليا على أرض الواقع، وشجعت عربن على التوجه للمزيد من مثل هذه البرامج لما له من دور في صقل وتنمية مهارات الطلاب.
وتواصل الحديقة حاليًا دعم وتطوير عدة مشاريع فلسطينية أخرى بعضها فاز بجوائز عالمية وما تزال الفرصة متاحة لمشاريع أخرى لتحقق نتائج إيجابية. ويقول الدكتور أبو حجلة إن مشروع الحديقة التكنولوجية الفلسطينية الهندية، لا يهدف فقط دعم المخترعين الشباب وتوفير البيئة المحفزة على الاختراع، بل يسعى ليكون المكان المناسب للبحث عن فرص النمو لشركاء الأعمال من خلال تطوير التعاون بين مختلف العاملين في القطاعات التكنولوجية والإبداعية للمساهمة من أجل تطوير الصناعة القائمة على المعرفة وعلى البحوث العلمية بالتعاون مع الشركاء في قطاع الأعمال.
وركّز برنامج الأكاديمية العربية في قطر على عدة مفاهيم تكنولوجية مثل تطبيقات الهواتف الذكية التي تسعى لتسهيل حياة الفرد، بالإضافة الى تكنولوجيا وانترنت الأشياء وبرامج الأعمال. كما وعمل على تشجيع تحويل أفكار الطلبة الابداعية إلى مشاريع فعلية يتم تطبيقها بعد دراسة وتطوير نموذج العمل التجاري الخاص بهم.
والجدير بالذكر أن الأكاديمية العربية للابتكار Arab Innovation Academy هي المبادرة الأولى من نوعها في العالم العربي التي تجمع طلاب من مختلف المناطق العربية، لزيادة الوعي حول ريادة الأعمال التكنولوجية، وتحفيز عملية إنشاء مشاريع تجارية جديدة وتدريب أكبر عدد من المواهب الشابة لإطلاق منتجات وخدمات تكنولوجية جديدة تكون ذات فائدة للسوق المحلية والإقليمية.