القاهرة (رويترز) - قال وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتز يوم الاثنين إن إسرائيل ستبدأ تصدير الغاز إلى مصر ”خلال أشهر قليلة“، في خطوة رئيسية ضمن خطط إسرائيل الرامية لبيع إنتاجها المتزايد من الغاز في الخارج وتعزيز علاقاتها الدبلوماسية.
ولم يحدد شتاينتز مستوى مستهدفا للصادرات الأولية، لكنه قال إن الشحنات ستتضاعف بعد دخول حقل لوثيان الضخم في شرق المتوسط حيز التشغيل الكامل في نوفمبر تشرين الثاني.
وقال وزير الطاقة إن من المتوقع أن تصل صادرات الغاز الإسرائيلية لمصر إلى سبعة مليارات متر مكعب سنويا على مدى عشر سنوات، مضيفا أن من المنتظر استخدام نصف الصادرات تقريبا في السوق المحلية المصرية، على أن يتم تسييل النصف الآخر لإعادة تصديره.
اكتشفت إسرائيل كميات هائلة من الغاز منذ أوائل العقد الأول من الألفية الثالثة، ووقعت صفقات لتصديره إلى مصر والأردن. ومن المتوقع أن يزيد إنتاجها، الذي يبلغ حاليا نحو 10.5 مليار متر مكعب، إلى أكثر من مثليه في 2020، ليرتفع إلى 27 مليار متر مكعب في 2021.
وفي مقابلة على هامش منتدى إقليمي للغاز في القاهرة، قال شتاينتز إن إسرائيل ومصر ناقشتا كيفية تمديد التعاون بشأن الغاز الطبيعي، بما في ذلك الصادرات.
وأضاف أن إسرائيل تأمل بتوقيع اتفاق لبناء خط أنابيب شرق المتوسط ”خلال أسابيع قليلة“. ويبلغ طول خط الأنابيب 2000 كيلومتر وسيمتد من إسرائيل وقبرص إلى اليونان وإيطاليا.
وقال شتاينتز، وهو أول وزير طاقة إسرائيلي يزور مصر منذ انتفاضة 2011 ”تصدير إسرائيل للغاز الطبيعي إلى العالم العربي وكذلك إلى أوروبا أمر كان يبدو حلما أو خيالا منذ عشر سنوات أو 15 عاما فقط“.
وستأتي صادرات الغاز من إسرائيل إلى مصر بموجب اتفاق تاريخي لتصدير الغاز الطبيعي بقيمة 15 مليار دولار أُعلن عنه في فبراير شباط 2018. وفي سبتمبر أيلول، اشترت شركات إسرائيلية ومصرية حصة نسبتها 39 بالمئة في خط أنابيب شرق المتوسط، لتمهد الطريق أمام بدء تنفيذ الصفقة.
وقال الشركاء في حقلي الغاز البحريين تمار ولوثيان إنهم سيوردون نحو 64 مليار متر مكعب من الغاز إلى شركة دولفينوس القابضة المصرية الخاصة على مدى عشر سنوات في إطار الصفقة.
وأثارت الصفقة جدلا في مصر، التي كانت تصدر الغاز لإسرائيل حتى سنوات قليلة مضت.
وتأمل مصر بالاستفادة من موقعها الاستراتيجي الذي يربط بين آسيا وأفريقيا وبنيتها التحتية المطورة بشكل جيد لتصبح مركزا رئيسيا لتجارة وتوزيع الغاز في المنطقة وخارجها.
وحققت مصر سلسلة من الاكتشافات الكبرى في السنوات الأخيرة، ومن بينها حقل ظُهر أكبر حقول الغاز في البحر المتوسط، لكنها تحتاج أيضا إلى تلبية الطلب المحلي المتزايد سريعا.