رام الله-وفا-وقعت الوكالة الفلسطينية للتعاون الدولي "بيكا"، واتحاد جمعيات رجال الأعمال، الأحد، مذكرة تعاون لتعزيز فرص الاستثمار الخارجي في فلسطين، والاستثمارات الفلسطينية في الخارج، خاصة في الدول التي تنشط فيها الوكالة.
وتنص المذكرة، التي وقعها مدير عام الوكالة عماد الزهيري، ورئيس اتحاد جمعيات رجال الاعمال اسامة عمرو، على دعم جهود الجمعية في بناء علاقات التعاون التجاري والاستثماري على المستوى الدولي، واشراك الجمعية في انشطة الوكالة ذات الصبغة الاقتصادية والتنموية، والعمل على تنفيذ برامج تنموي في اطار تعاون جنوب – جنوب بما يخدم أنشطة الجمعية، ودعم جهود الجمعية في جذب الاستثمارات الى فلسطين وتعزيز استثمار رجال الاعمال الفلسطينيين في الخارج مع التركيز على الدول التي تضم جاليات فلسطينية، ومشاركة الجمعية في جهودها لإنشاء مجالس اعمال مشتركة مع نظيراتها في الدول الاخرى، وتفعيل الاتفاقيات الفلسطينية مع الدول الاخرى خدمة لأهداف الجمعية.
وبموجب المذكرة تلتزم الوكالة بتسهيل توفير المعلومات والبيانات والاحصائيات اللازمة لخدمة اهداف الجمعية، كما اتفق الجانبان على تأسيس مجموعة عمل مشتركة لتنفيذ بنود المذكرة وتحديد الفرص والاماكن المستهدفة.
وسبق توقيع المذكرة اجتماع بين كادر الوكالة وعدد من رجال الاعمال اعضاء الجمعية، اطلعهم خلاله الزهيري، على دور الوكالة واهدافها والبرامج التي تعمل على تنفيذها، والاقليم الاكثر استهدافا بهذه البرامج.
وقال الزهيري ان احد اهم اهداف الوكالة تعزيز فرص الاستثمار لرجال الاعمال الفلسطينيين المهتمين بالاستثمار في الخارج، مؤكدا ان "هناك امكانيات لا يستهان بها للاستثمار، خصوصا في اميركا اللاتينية، وافريقيا، واوروبا".
وأضاف ان الوكالة تقوم بتنفيذ العديد من البرامج على المستوى الدولي، وتلتقي العديد من الاطراف ذات العلاقة بالشأن التنموي والاقتصادي، "وجمعية رجال الاعمال هي خير من نتعاون معه في هذا المجال".
وقال الزهيري ان لدى الوكالة العديد من الشراكات الدولية، ابرزها شراكة جنوب – جنوب، التي تجمع العديد من الدول والاقاليم جنوب البحر الابيض المتوسط، واميركيا اللاتينية واسيا، "والمطلوب تحديد الاولويات، والاماكن المستهدفة، وموائمة الاحتياجات مع الفرص المتاحة".
وشدد على استقلالية الوكالة، ماليا واداريا ومن الناحية العملياتية، "ما يعني اننا لا نواجه اية اشكالات تعيقنا عن القيام بمهامنا، ولدينا كل الامكانيات التي يمكن ان تخدم رجال الاعمال".
واضاف: نحن ملتزمون بوضع قاعدة بياناتنا تحت تصرف الجمعية، لكن من المهم أيضا ان يحدد رجال الاعمال ما الذي يردونه، والدول التي يستهدفونها".
ودعا الزهيري رجال الاعمال الى الاستفادة من البرامج التي تتيحها المنظمات الاقليمية، العربية والاسلامية، كالبنك الاسلامي للتنمية وجامعة الدول العربية، "فهناك مشارع ضخمة لهذه المنظمات في العديد من الدول يمكن الاستفادة منها، اضافة الى البرامج الخاصة الموجهة لفلسطين".
من جهته، قال عمرو ان هناك الكثير من رجال الأعمال الفلسطينيين لديهم الرغبة والقدرة على التوسع، سواء بشراكات او بشكل مستقل، "والوكالة يمكن ان تلعب دور مهم في ذلك، ونحن نعول عليها في اختراق اسواق جديدة، سواء بالتصدير او الاستثمار".
وقال "هدفنا خلق المزيد من فرص العمل، وفي هذا تلتقي اهدافنا مع اهداف الوكالة، وسنعمل بشكل وثيق وقريب، ونتطلع لان تكون مذكرة التفاهم مجرد بداية نأمل ان تقود الى تعاون على اعلى مستوى".
واضاف: جمعية رجال الاعمال في خدمة اهداف الوكالة، بالمقابل، نجد في الوكالة طرف نستند اليه"، مؤكدا اهمية البدء ببناء العلاقات بين رجال الاعمال الفلسطينيين من جهة ومجتمعات الاعمال في الدول التي تنشط بها الوكالة.
كما اكد على اهمية التعاون بين الوكالة والجمعية في تغيير "الجوانب السلبية في صورة فلسطين والمؤسسات الفلسطينية الرسمية في الخارج والتي تحجب عنا استثمارات هائلة دون وجه حق، وهذا يجب ان يكون على راس اولوياتنا خلال العام 2019".
واستعرض عمرو جهود الجمعية في تعزيز العلاقات مع مجتمعات الاعمال في الدول الاخرى، وخصوصا مع رجال الاعمال الفلسطينيين في الشتات، لافتا في هذا السياق الى ان الجمعية بصدد تشكيل مجلس استشاري يضم شخصيات فلسطينية من الداخل والشتات.
وانشئت الوكالة في العام 2016 بمرسوم رئاسي، كأداة دبلوماسية عامة لوزارة الخارجية من خلال تنفيذ السياسة الوطنية في مجال التعاون الدولي، ودعم وتكريس التعاون والتضامن مع الدول الشقيقة والصديقة والداعمة والمنظمات الإقليمية والدولية من خلال التنمية والتعاون الدولي، وتقديم المساعدة الإنمائية والتعاون الفني القائم على المهارات البشرية للدول ذات الاحتياج من خلال الاستعانة بالخبراء الفلسطينيين في الوطن والمهجر، والقيام بدور المنسق والداعم في الوصول إلى مناطق جغرافية متنوعة لتحقيق مصالح دولة فلسطين والشعب الفلسطيني، وتعزيز الهوية الفلسطينية في الخارج، بما في ذلك بين المغتربين، وذلك من خلال الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وغيرها، وتنمية التعاون الثنائي والثلاثي والمتعدد الأطراف في الدول المستهدفة، بما يشمل التعاون بين دول الجنوب وبين دول الشمال والجنوب.
ونفذت الوكالة العديد من البرامج والمشاريع، في القطاعات الصحية والزراعية والتعليمية، اضافة الى تقديم مساعدات فنية لدول واجهت كوارث طبيعية، وتتركز هذه البرامج خصوصا في افريقيا واميركا اللاتينية.
وبهدف تنفيذ برامجها، وقعت الوكالة العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم مع منظمات فلسطينية متخصصة، كنقابتي: المهندسين، والاطباء، وهي تستعين أيضا بالخبرات الفلسطينية في دول الشتات، وخصوصا في لبنان.