غزة-الأيام-جذبت الأشكال المميزة لمجموعة من الأحذية المعروضة على إحدى البسطات في سوق رفح الأسبوعية، طفلتي المواطن إبراهيم أبو حمد، فاشترى لكل منهما حذاء مقابل 10 شواكل للواحد.
ويؤكد أبو حمد أن الحذاءين تعرضا للتلف والتمزق بعد يومين فقط من شرائهما، وحين حاول إصلاحهما عند مختص بإصلاح الأحذية، أخبره أنهما مصنوعان من القماش الرقيق والكرتون، ولا يمكن إصلاحهما.
وأكد أبو حمد أنه يلاحظ منذ فترة امتلاء الأسواق بسلع رديئة، فقبل ذلك اشترى جوارب ثمن الزوجين شيكل واحد، لكنها تلفت بعد غسلها أول مرة، متسائلاً لماذا يتم جلب مثل هذه السلع، التي يهتم مصنعوها بتزيينها، دون الاهتمام بجودتها.
وأوضح أنه بات يبدي حرصاً عند شراء أي سلعة، سواء ملابس أو أحذية أو غيرها، ويتفحصها، ويحاول التأكد من جودتها، كي لا تتلف سريعاً.
ما بائع الأحذية محمود سلطان، فأكد أن السوق في العادة تحوي درجات من السلع حسب الجودة، ولكل درجة ثمنها، لكن في الآونة الأخيرة ونتيجة الوضع الاقتصادي السيئ، أصبح الناس يبحثون عن الرخيص، لذلك تنبه التجار لذلك وأصبحوا يجلبون سلعا رديئة ورخيصة، في محاولة لتنشيط عمليات البيع، والتغلب على الركود، وحتى تجد هذه السلع رواج، يتم الاهتمام بشكلها.
وأشار إلى أن التاجر الرئيسي حين يستورد السلعة من المفترض أنه يعرف مدى جودتها، وفي الغالب صاحب المصنع في الصين أو غيرها من الدول يضع المستورد بين جملة من الخيارات حسب الجودة، لكن غالبية تجارنا يبحثون عن الأرخص، حتى لو كانت جودته منخفضة.
ونصح سلطان المواطنين باتباع ثلاث طرق لمعرفة جودة السلعة، الأولى البحث عن كلمة "نخب أول"، وهي تعني أنها أفضل ما صنعته المصانع من نفس السلعة، والثانية البحث عن بلد المنشأ مدونة بشكل واضح على نفس السلعة، ففي الغالب السلع الرديئة لا يكتب عليها اسم البلد التي صنعت فيها، أما الأمر الثالث تفحص السلعة بالعين، خاصة الأحذية، فالرديء وزنه خفيف، وقماشه يظهر ملمسه رديء، وإن كان الشخص غير قادر على التفحص، يمكنه الاستعانة بشخص لديه خبرة في ذلك.
ضرورة الرقابة
أما المواطن أيمن نصر، فأكد أن الأسواق الشعبية التي كانت تشتهر بجودة السلع فيها ورخص أسعارها، أصبحت مكاناً لأكثر السلع رداءة وسوءاً، وهذا يتطلب من الجهات الحكومية فرض رقابة على عمليات الاستيراد، ووضع حد أدنى لمستوى جودة كل سلعة، وإلزام التجار والمستوردين بعدم النزول عنها.
كما أكد أن الناس بحاجة لتوعية، بأن أي رخيص قد يكون رديئاً، لذلك تفحص أي سلعة قبل شرائها أمر ضروري، مع عدم الانخداع بالمظهر الخارجي.
فيما حذر باعة من أن المواسم هي فرصة لتمرير البضائع الرديئة، خاصة فصل الشتاء، حيث تتوجه العائلات لكسوة أبنائها، لذلك يتوجب الحرص، والتأكد من جودة السلعة حتى قبل السؤال عن ثمنها.
يذكر أن ثمة أسواقاً شعبية تقام يوماً في كل محافظة، على سبيل المثال رفح سوقها يوم السبت، وخان يونس الأربعاء، والوسطى يوم الثلاثاء، وهكذا، وهي أسواق كبيرة تقام في الميادين والشوارع العامة، ويؤمها التجار والباعة من كل القطاع، وتشهد ازدحامات كبيرة، وتشتهر بتنوع السلع ورخص الأسعار فيها، نظرا للمنافسة الكبيرة بين التجار.