رام الله-اطلق اتحاد شركات أنظمة المعلومات الفلسطينية "بيتا"، اليوم الاثنين، فعاليات أسبوع فلسطين التكنولوجي "اكسبوتك" بنسخته الخامسة عشرة.
وحضر إطلاق الفعاليات اعضاء من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، ومستشارة رئيس الوزراء خيرية رصاص، ووزراء الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات علام موسى، والتربية والعليم العالي صبري صيدم، والعمل مأمون ابو شهلا، ورئيس ديوان الموظفين العام موسى ابو زيد، وعمار العكر الرئيس التنفيذي لمجموعة الاتصالات الفلسطينية، الراعي الرسمي لـ"اكسبوتك 2018"، وعدد كبير من رجال الاعمال وممثلي الشركات العاملة في قطاع تكنولوجيا المعلومات، وخبراء من دول عربية وأوروبية والولايات المتحدة واميركا اللاتينية.
وقالت المستشارة رصاص، خلال كلمة لها نيابة عن رئيس الوزراء رامي الحمد الله، "إننا نعمل على التحول الالكتروني للمؤسسات والدوائر الحكومية وتعزيز المعرفة الرقمية في مجتمعنا من خلال تهيئة وتجهيز بنية تكنولوجية قوية متطورة".
وأضافت "لقد حاصرت إسرائيل، قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بالكثير من الممارسات القمعية لتقويض فرص نموه واستقلاله، وعطلت لأعوام طويلة، إطلاقنا لخدمات الجيل الثالث، إلا أنه أثبت قدرة هائلة على تحدي هذه القيود الاحتلالية، وتقدم بخطى ثابتة، وواكب التقدم العلمي والتكنولوجي المتسارع في العالم، كي يخدم ويستنهض القطاعات الأخرى، ويرفد الخدمات الحكومية ويحفز اقتصادنا الوطني، ويعتبر "اكبسوتك"، الذي يستمر في عامه الخامس عشر على التوالي، صورة أخرى للحراك والانفتاح على العالم، ونموذجا لحالة النهوض الوطني وبث الريادية والإبداع خاصة، بين شبابنا النابض بالإمكانيات والطاقات".
وتابعت مستشارة رئيس الوزراء: "نواجه في كل جبهات العمل الوطني أعتى الصعاب، حيث يشتد الحصار المالي والسياسي من حولنا، وتمعن الإدارة الأمريكية في مواقفها المعادية وغير القانونية، وتصعد إسرائيل من انتهاكاتها وتتوسع في استيطانها وفي مصادرتها للأرض والموارد، وتستمر في التضييق على أبناء شعبنا في كل مكان".
واستطردت: "ولإننا ندرك تماما أن العمل الحكومي بكافة قطاعاته، يشكل المربع الأول لمواجهة هذه التحديات وتحقيق الصمود الشعبي، فقد كان لزاما على الحكومة التحرك بثبات لرفد جهود إنهاء الاحتلال، وتنفيذ المزيد من المشاريع التنموية والتطويرية، والنهوض بجودة الخدمات العامة لتكون مستجيبة لاحتياجات أبناء شعبنا، خاصة في المناطق المهمشة والمهددة من الجدار والاستيطان، ولتعزيز هذا التوجه، فإننا نعمل على التحول الالكتروني للمؤسسات والدوائر الحكومية، وتعزيز المعرفة الرقمية في مجتمعنا من خلال تهيئة وتجهيز بنية تكنولوجية قوية متطورة".
واستدركت: "في ظل هذا، يعتبر قطاع تكنولوجيا المعلومات وما ترتبط به من تطبيقات حديثة وكوادر مختصة، البنية التحتية لكل هذه الجهود، فنحن ننظر إليه على أنه المشغل الواعد والمستقطب للرياديين والمستثمرين خاصة من الشباب، وسبيلنا للنهوض بالتعليم والصحة والخدمات الحكومية برمتها، وهو البوابة لإنفاذ خدمات إلكترونية فعالة، ولهذا، صادق مجلس الوزراء العام الماضي على إطلاق عشرة خدمات حكومية إلكترونية، ووافق على عقد حزمة حوافز استثمارية وتشجيعية لشركات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ليستفيد منها أكثر من سبعين مشروعا لشركات ناشئة وصغيرة ومتوسطة، كما أصدر قرارا بالموافقة على مشروع "الحوسبة السحابية وإنشاء موقع "مكان" الاستعادة من الكوارث، والذي يعد مشروعا حيويا لتوفير منصة موحدة وآمنة للخدمات الإلكترونية وتوفير نظام احتياطي للبيانات الوطنية. هذا وقد أسست وزارة الاتصالات، وحدة المصادقات الإلكترونية، تطبيقا لقانون المعاملات الإلكترونية، وتسهيلا للمعاملات النقدية والقضائية وتعزيز التوجه نحو التجارة الإلكترونية".
وأوضحت مستشارة رئيس الوزراء: "لمكافحة الانتهاكات والاعتداءات ضد المواطنين وحقوقهم الشخصية والمالية في العالم الافتراضي، وضمان سلامة الدولة الأمنية والمالية، اصدر رئيس دولة فلسطين قرار بقانون الجرائم الالكترونية بتاريخ 29/ 4/2018 بناء على تنسيب مجلس الوزراء، وتناول هذا القرار بقانون تجريم الأفعال غير المشروعة التي ترتكب بوسائل الكترونية، وضمان الاستخدام القانوني للشبكات الالكترونية، وحماية البيانات والمعلومات والمستندات والمعاملات الالكترونية، وضمان حقوق المواطنين وحرياتهم الأساسية وتحقيق التوازن بين حماية الحقوق ومكافحة الجريمة التي ترتكب من خلال وسائل تكنولوجيا المعلومات، ويعتبر هذا القانون من التشريعات المتوائمة مع الاتفاقيات والمعايير الدولية".
وأضافت: "نيابة عن دولة رئيس الوزراء، أشكر الخبراء والرياديين وممثلي شركاتنا الوطنية، الذين أثروا مسيرة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في فلسطين وأوصلوها إلى مكانة هامة في الخارطة الدولية، وستعمل الحكومة، كما دأبت دائما، على دعم هذا التطور وتوطين التكنولوجيا وتحفيز الاستثمار فيها".
واطلق رئيس اتحاد شركات انظمة المعلومات يحيى السلقان، رؤية الاتحاد لقطاع التكنولوجيا خلال المرحلة المقبلة، بهدف مواكبة التطورات المتسارعة في هذا القطاع على مستوى العالم، وتتضمن مبادرة تدريب وتحفيز 500 ريادي خلال السنوات الثلاث المقبلة ومساعدتهم في اقامة مشاريعهم الريادية.
كما تضمنت رؤية الاتحاد مبادرة أخرى للشراكة بين الشركات العاملة في هذا القطاع والقطاعات الاقتصادية الأخرى، وخصوصا البنوك، للاستثمار في هذا القطاع الحيوي للاقتصاد.
وأشار إلى أن البنوك الفلسطينية تستخدم تكنولوجيا أنظمة المعلومات لكن للخدمات البنكية فقط، وهذا جيد لكن غير كاف، مبينا أن كافة بنوك العالم تطلب أفكارا جديدة وابداعية من ريادي أنظمة المعلومات، وأيضا يقومون بالاستثمار في هذه الشركات، وكذلك الأمر يجب أن يكون في فلسطين.
ودعا السلقان الشركات الفلسطينية الكبيرة والبنوك للاستثمار والمشاركة مع شركات أنظمة المعلومات والرياديين، للحصول على التكنولوجيا العالمية.
وقال: الاقتصاد المعرفي أساسه الابداع، ومشاركة كافة القطاعات في النجاح والتطور، ولا بد من مواكبة التطور بشكل أسرع، خاصة أن الفجوة بين الجيلين الكبير والصغير بدأت تتسع بشكل كبير، ولا بد من جسر هذه الهوة.
وأضاف إن شعار "نحو مستقبل أفضل"، الذي ينظم تحته "اكسبوتك 2018" جاء تأكيدا على دور التكنولوجيا في تحسين وتفعيل كافة القطاعات الاقتصادية، والنهوض بالاقتصاد الفلسطيني بشكل عام، إضافة الى دوره في توفير فرص عمل وخلق آفاق جديدة بالعمل.
وأشار إلى أن الشركات الفلسطينية ستتمكن من بحث فرص الاستثمار المشترك مع نظيراتها من الشركات الدولية والخبراء العالميين، خلال فعاليات "اكسبوتك" الذي ستبدأ غدا الثلاثاء وتستمر ليومين، وسيشكل مناسبة لجذب كبريات الشركات العالمية، بغية الاستفادة من خبراتها.
من جهته، قال العكر إن هذا الحدث السنوي الذي يجمع كافة القائمين والمهتمين في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في فلسطين، يشكل منصة هامة وجسراً بين الرياديين والمبدعين والخبراء في مجال التكنولوجيا العالمية الحديثة .
واضاف: ينعقد اكسبوتك هذا العام تحت عنوان "نحو مستقبل أفضل" وهو ما نسعى إليه كشركات متخصصة في قطاع التكنولوجيا، لما يلعبه هذا القطاع من دور في تحسين و تفعيل كافة القطاعات الاقتصادية، على الرغم من جميع التحديات المفروضة علينا من الجانب الاسرائيلي لمحاربة تطور قطاع التكنولوجيا في فلسطين.
وشدد العكر على اهمية الدور الأساسي الذي يلعبه قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في عملية التنمية والتطور الاقتصادي، مشيراً إلى آخر التحديات التي يتعرض لها قطاع الاتصالات في فلسطين هو قرار الحكومة الاسرائيلية الأخير بالدعم المباشر للشركات الاسرائيلية لتقوية شبكاتها في جميع مناطق الضفة الغربية، بحجة تحسين الخدمة للمستوطنين، تمهيداً لإعادة السيطرة على سوق الاتصالات الفلسطيني، ومنافسة الشركات الوطنية بشكل غير شرعي، وتعزيز الاستيطان، داعيا الى التحرك، رسمياً ودولياً و قانونياً، مع وزارة الاتصالات والحكومة وأصحاب القرار لوضع خطة واضحة لمواجهة هذا القرار "والذي يهدد قطاع الاتصالات الفلسطيني بصورة مباشرة".
وعلى هامش حفل اطلاق الاسبوع التكنولوجي، وقع السلقان ونقيب المهندسين جلال الدبيك اتفاقية تعاون وشراكة بين الاتحاد والنقابة، لتنفيذ مشاريع للمهندسين حول قطاع التكنولوجيا.
كما كرم الاتحاد الفائزين بالمسابقة الرقمية التي اطلقها واستهدفت الطلبة الرياديين في تكنولوجيا المعلومات وهم: أيهم بدر عن مشروع لإعادة تدوير النفايات الإلكترونية، ووفاء حموضة عن مشروع تطوير ألعاب للأفراد المصابين بالتوحد، وجمانة سعد عن مشروع استخدام تكنولوجيا الواقع المعزز في التعليم، وربيع ضراغمة عن مشروع تحليل وتشخيص مرض الجيوب الأنفية بشكل أوتوماتيكي بالاعتماد على صورة أشعة، وسوزان عطا الله عن فكرة تكنولوجيا الزراعة الحديثة (منتجات الهيدروبونيك التي تعمل على الطاقة الشمسية وبطريقة إلكترونية).
وستنطلق فعاليات "اكسبوتك 2018" رسميا، غدا الثلاثاء، بمؤتمر دولي بمشاركة خبراء محليين ومن كل من: بريطانيا، واميركا، واليابان، والارجنتين، والاردن، والامارات العربية المتحدة، ويهدف الى تبادل الخبرات وعرض فرص للاستثمار المشترك في قطاع التكنولوجيا الفلسطيني. وفي اليوم التالي، ستعرض حوالي 40 شركة في الضفة الغربية وقطاع غزة، حلولا تكنولوجية تستهدف الشركات وقطاع الاعمال.