غزة-الأيام-محمد الجمل-شهدت أسعار البلح الأحمر المنتج محلياً في قطاع غزة انخفاضا كبيرا هذا العام، ووصل إلى مستويات قياسية لم يصلها من قبل.
قد انخفض ثمن الكيلو الواحد من البلح إلى ما دون الشيكل، في حين بيع الرطب الناضج مقابل 1,5 شيكل للكيلو الواحد، مع توقعات بحدوث مزيد من الانخفاض، نظراً لتواصل جني المحصول.
نشاط وإحباط
وشهدت المنطقة الساحلية الممتدة من مدينة رفح جنوباً وحتى مخيم دير البلح وسط القطاع، مروراً بمنطقة مواصي محافظة خان يونس، نشاطا كبيرا، وجنيا متواصلا للمحصول، حيث تقع آلاف أشجار البلح الأحمر، والتي اعتاد المزارعون على تسميتها "الذهب الأحمر"، نظراً لما كانت تدره عليهم من دخل جيد في كل عام.
وقال المزارع خالد سلمان وكان ينقل كمية من البلح جناها من حقله في منقطة خان يونس، إنه رغم جودة الإنتاج هذا العام، إلا أنه لا يشعر بالفرحة، فضعف الأسواق وانخفاض الأسعار بصورة غير مسبوقة أصابتهم بإحباط كبير.
وأكد أن البلح مكدس في أسواق القطاع ولا يجد من يشتريه، كما أن صعوبة التصدير بسبب توالي الأعياد اليهودية التي تغلق المعابر خلالها، والإجراءات الإسرائيلية الصعبة والقاسية على معبر كرم أبو سالم، تحول دون تمكينهم من تصدير البلح بكميات كافية.
وأوضح سلمان أن المزارعين لا يوجد أمامهم سوى حلين، الأول إنزال البلح للأسواق وبيعه بأي ثمن، والثاني الصبر عليه حتى يتحول إلى رطب، ومن ثم تحويله إلى "عجوة تمر مضغوطة"، بعد المرور بعد مراحل، على أمل أن يتم بيعه في شهر رمضان المبارك، لاستخداماته في صنع الكعك، لكن في الطريقة الثانية سيضطر المزارعون للصبر أشهر، وهم بحاجة ماسة للمال.
مزارعون في مهب الريح
أما المزارع أحمد النجار، فأكد أن المشاكل والأزمات تلاحق مزارعي البلح، فهم يخوضون صراعا طوال العام لوقاية أشجارهم من سوسة النخيل الحمراء، والتي تعتبر العدو اللدود لأشجار النخل، ويحاولون حماية أشجارهم منها، بانتظار موسم الحصاد لتدخل الفرحة إلى قلوبهم، فهذا الموسم ينتظرونه بفارغ الصبر، ذاك يريد إكمال بناء مسكن، وهذا يسعى لتزويج ابنه، وثالث ينوي سداد ديونه بما سيعود عليه بعد بيع المحصول.
وأضاف، إنه منذ خمس سنوات يصاب المزارعون بإحباط، لكن هذا العام الوضع كان أصعب من الأعوام الماضية، وأسعار البلح المنخفضة خيبت آمال الجميع.
وبين أن معظم المزارعين لم يتمكنوا من تسويق إنتاجهم حتى الآن، ونضج البلح يتسارع، وهذا يجبرهم على تحويله لعجوة.
أسعار منخفضة
أما المواطن أيمن جراد، فأكد أنه اعتاد وعدد من أقاربه على التوجه في كل عام لأحد مزارعي البلح، ويشترون محصول شجرة كاملة يتراوح عدد قطوفها ما بين 10-14 قطفا، ويقسمونها بينهم، فيكون ثمن القطف ما بين 20-25 شيكلا، لكنهم فوجئوا هذا العام أن المزارع لم يبع شيئا، وأشجاره كانت زاخرة بحملها كما هي.
وأكد أنهم اشتروا شجرة بها 12 قطفا مقابل 100 شيكل فقط، أي بنصف السعر عن العام الماضي، وكل منهم يقوم بتعليق قطف البلح وسط المنزل، ويأكلون الناضج منه.
وكانت وزارة الزراعة بغزة أعلنت عن وقف استيراد البلح الأصفر إلى القطاع، في محاولة لدعم المنتج الوطني، وتمكين المزارعين من بيع محصولهم.
وقال المهندس تحسين السقا، مدير التسويق والمعابر بوزارة الزراعة بغزة، إن إنتاج البلح هذا العام يقدر بحوالي 12 ألف طن، وهي كمية تفوق حاجة المواطنين في القطاع، لذلك سيتم تحويل جزء كبير منه إلى عجوة.
يذكر أن موسم جني البلح وقطفه يبدأ أواخر شهر أيلول من كل عام، ويعتمد الكثير من المزارعين عليه، لتنوع مجالاته التي يستفاد منها، ولاسيما في البيع أو التصنيع.