غزة-وفا-زكريا المدهون-تعكس الشوارع شبه الخالية الا من بعض المركبات في شوارع مدينة غزة، والأطفال الذين يحاولون الفرح ما استطاعوا اليه سبيلا، صعوبة الظروف المعيشية لمواطني القطاع خلال عيد الأضحى المبارك.
دماء الأضاحي لم تسل هذا العيد في شوارع غزة كما الأعياد السابقة، الا من بعض المقتدرين وميسوري الحال والفصائل والجمعيات والمؤسسات الخيرية والانسانية.
شعائر العيد اقتصرت على الشعائر الدينية وصلة الأرحام التي لم يتمكن الكثيرون من تأديتها لقصر ذات اليد، واعتكفوا في منازلهم منعا للإحراج.
فقراء غزة انتظروا عيد الاضحى بشوق كبير، للحصول على بعض اللحم الذي لطالما حرموا من تناوله طوال أيام السنة.
بين الحين والآخر، تصدر ضحكات بريئة لا تعرف ما يدور حولها لأطفال يركبون دراجة نارية ذات ثلاث عجلات (توك توك)، مختلطة بأصوات طبلة يضرب عليها أحد الشبان الذين يسترزقون من ورائها.
في زوايا المخيمات والأحياء الفقيرة انتشرت ألعاب أطفال بسيطة يلعب بها الطفل مقابل نصف شيقل، بينما الغالبية غير قادرين على الذهاب الى الملاهي، ومدن الألعاب لارتفاع أسعارها قياسا بالأوضاع الاقتصادية السائدة.
وألقت الظروف الاقتصادية الصعبة بظلالها على أجواء العيد في قطاع غزة المحاصر منذ أكثر من عقد من الزمن، والتي حرمت الغزيين من الفرحة.
وتبلغ نسبة البطالة في القطاع حوالي 49%، بينما تبلغ نسبة الفقر 60%، وحوالي 80% من السكان (مليونا نسمة) يعتمدون على المساعدات المقدمة من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" ومؤسسات انسانية عربية ودولية أخرى.
يذهب الغزيون خلال أيام العيد لا سيما الفتية والأطفال الى المتنزهات والساحات العامة المجانية مثل: "حديقة الجندي المجهول" في مدينة غزة، التي تزدحم بالألعاب المختلفة التي يؤجرها أصحابها للأطفال مقابل مبلغ مالي زهيد.
سمير الأستاذ (45 عاما) غير قادر على اصطحاب أطفاله الى مدينة للألعاب هذا العيد لعدم قدرته المالية، واصطحبهم الى "حديقة الجندي المجهول".
الأستاذ الذي التقته "وفا" يقول "لم أحيَ في حياتي مثل هذا العيد فهو حزين جدا والوجوه بائسة بسبب الفقر والأوضاع السائدة"، مشيرا الى أنه لم يشتر ملابس العيد لأطفاله ولبسوا ملابس عيد الفطر.
وتابع "جمّعت عيدية الأولاد التي حصلوا عليها من أعمامهم وأخوالهم لأشتري لهم وجبات جاهزة وبوظة في محاولة لإدخال الفرحة على قلوبهم والاحتفال بالعيد رغم الأوضاع البائسة".
العيد في الشريط الساحلي فرصة لأصحاب المطاعم لا سيما "الشاورما" ومحلات العصائر والبوظة ومدن الألعاب والشاليهات السياحية للبيع الوفير حيث تزدحم بالمواطنين.
يحاول أرباب الاسر قدر المستطاع اسعاد أطفالهم خلال العيد، بينما آخرون فرض عليهم الفقر اقامة جبرية في منازلهم ولم يذهبوا حتى لزيارة أرحامهم.
أطفال لبسوا ملابس قديمة وحرموا من فرحة العيد، وآخرون حتى حرموا من عيدية آبائهم التي ينتظروها طوال العام.
انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة، سيؤدي الى تلف لحوم الأضاحي التي يضطر اصحابها لصناعة "الكباب" منها عند محال الجزارة التي امتلأت بالعشرات الذين ينتظرون دورهم للحصول على وجبة غذائية دسمة.