غزة-الأيام-حامد جاد-قلّل الخبير الاقتصادي د. سمير عبد الله، مدير الأبحاث في معهد أبحاث السياسات الاقتصادية "ماس"، من فرص نجاح مؤتمر المانحين المزمع عقده في نيويورك، الإثنين المقبل، بحشد التمويل اللازم لإنهاء الأزمة المالية التي تعاني منها وكالة الغوث "الأونروا".
واعتبر عبد الله، في حديث لـ "الأيام"، أن "الأونروا" تتعرض لمؤامرة من قبل إسرائيل وبمساندة من الولايات المتحدة؛ بهدف تفكيكها وتقليص خدماتها، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة الأميركية كانت في السابق تمول نحو ثلث ميزانية "الأونروا"، وفي عهد الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب توقف هذا التمويل، الأمر الذي أفضى إلى أزمة غير مسبوقة لدى هذه المنظمة الأممية.
وقال عبد الله: "لا أتوقع أن ينجح مؤتمر المانحين في إنقاذ "الأونروا" من أزمتها المالية رغم الفرص المتاحة لحصول المؤتمر على تمويل محدود من بعض الدول المشاركة فيه، إلا أن التأثير الأميركي على العديد من الدول والجهات المانحة سيحد من حجم التبرعات المتوقعة حيث يعتبر الطرف الأميركي أن هذه التبرعات والمساعدات المالية موجهة للفلسطينيين الذين لديهم تحفظات على خطته في المنطقة".
وأعرب عبد الله عن أمله في أن تساهم الدول العربية "الخليجية" وبعض الدول الأوروبية بتبرعات مجدية تكفل حل أزمة "الأونروا" وتمكنها من مواصلة مشاريعها وبرامجها، خاصة المشاريع التي تستهدف تحسين الأوضاع المعيشية والإنسانية في قطاع غزة.
وأكد أهمية الدور الذي يلعبه منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف، تجاه حث العالم على تقديم المساعدات لحل أزمة "الأونروا"، والتحذير من خطورة التداعيات الكارثية المترتبة حال انهيار الخدمات التي تقدمها "الأونروا" في مناطق عملياتها بشكل عام، وعلى وجه الخصوص في الأراضي الفلسطينية.
وكان ميلادينوف أشار في تصريحات، صدرت حديثاً عنه إلى أن "الأونروا" تواجه عجزاً غير مسبوق يزيد على 250 مليون دولار، موضحًا أن كافة الأطراف المعنية بحل هذه الأزمة تبذل قصارى جهدها لضمان استمرار"الأونروا" في تقديم خدماتها المختلفة، وأن مؤتمر نيويورك يستهدف بالدرجة الأولى حشد التمويل اللازم لسد هذا العجز وتمويل برامج ومشاريع "الأونروا".
وحذر ميلادينوف من خطورة استمرار العجز المالي الذي تواجهه "الأونروا"، لافتاً إلى أن استمرار هذه الأزمة قد يدفع بالأمم المتحدة لاتخاذ خطوات مؤلمة قد تشمل تقليص أو تأجيل صرف مخصصات جزء من العاملين لحسابها.
ويذكر أن مؤتمر نيويورك للمانحين يعد الثاني خلال ثلاثة أشهر ويهدف إلى إيجاد مصادر تمويل جديدة لـ"الأونروا"، حيث نجح مؤتمر روما للمانحين، الذي عقد في شهر آذار الماضي، في جمع 100 مليون دولار لـ "الأونروا"، لكنه لم ينجح في جمع 446 مليون دولار تحتاجها المنظمة لمواصلة مشاريعها وبرامجها المختلفة.