موسكو-وكالات-يستعد جميع عشاق كرة القدم في كل مكان لإستقبال الحدث الأهم في تاريخ اللعبة عندما تنطلق مساء اليوم الخميس بطولة كأس العالم 2018 في روسيا.
ومن المفترض أن يعود تنظيم البطولة بعوائد اقتصادية كبيرة على روسيا وإعادة تنشيط الاقتصاد الراكد في مناطق بالبلاد، من خلال تدفق للسياح والانفاق. حيث توقعت دراسة أجرتها لجنة الفيفا المنظمة لبطولة كأس العالم 2018 أن تعزز البطولة نمو الاقتصاد الروسي بنحو 3 مليارات دولار سنويا على مدى السنوات الخمس المقبلة.
وتبين من البطولات الأخيرة أن البلد المستضيف لكأس العالم يجني منافع اقتصادية كبيرة، حيث عادت البطولة على جنوب إفريقيا بنحو 5 مليارات دولار، وتم خلق 66 ألف وظيفة جديدة، وزار البلاد ما يصل إلى نصف مليون سائح أجنبي.
وأنفقت روسيا 3 أضعاف ما أنفقته جنوب إفريقيا، حيث بلغت تكاليف كأس العالم ما يقارب 13.2 مليار دولار، لتصبح بطولة كأس العالم في روسيا الأغلى في التاريخ، حيث تم بناء وتجديد 12 ملعب في 11 مدينة، كما تم تحديث البنية التحتية للنقل، بما في ذلك المطارات والطرق والسكك الحديدية، وتم بناء 27 فندقًا جديدًا في المدن التي ستستضيف البطولة.
ومن المتوقع أن ينفق المشجعين على السكن والطعام نحو 5 مليارات دولار، كما يعول منتجو وبائعو الهدايا التذكارية أن ينفق 1.5 مليون سائح أجنبي يتوقع أن يزوروا روسيا قرابة 1.5 مليار دولار، أي بمعدل 100 دولار للشخص.
ظهر جليًا أن التنافس الشديد بين الدول من أجل استضافة المونديال، يعكس الفوائد الاقتصادية التي تجنيها الدول المنظمة، حيث تشير تقارير سابقة أن كوريا واليابان اللذين استضافا كأس العالم عام 2002، حققا مكاسب تقدر بحوالي 9 مليارات دولار، بينما ألمانيا التي استضافت نسخة 2006 حققت مكاسب قد تصل إلى 12 بليون دولار، في حين حققت جنوب إفريقيا مكاسب تقدر بقيمة 5 مليارات دولار، بينما أنعش كأس العالم عام 2014 الاقتصاد البرازيلي بمبلغ يقرب من 30 مليار دولار، فهل ستحقق روسيا الاستفادة القصوى من استضافة كأس العالم؟
روسيا تتوقع دخل 14 مليار دولار دخلاً من كأس العالم
شهدت العديد من أسواق موسكو انتعاشاً ملحوظاً منذ بدء وصول الفرق المتنافسة وعشاق كرة القدم إلى المدن الروسية، من بين الأسواق الأكثر رواجاً، حسب وكالة الأناضول، سوق إسماعيلوف التاريخي في العاصمة الروسية موسكو، الذي شهد إقبالاً كبيراً من قبل عشاق كرة القدم، قبيل انطلاق بطولة كأس العالم 2018، التي تستضيفها روسيا ابتداء من اليوم.
وتوقعت روسيا في دراسة صدرت الشهر الماضي أن تنعش الدورة الكروية الاقتصاد الروسي وأن تحقق دخلاً يقدر بنحو 867 مليار روبل روسي، أي ما يزيد على 14 مليار دولار أميركي. وقال أركادي دفوركوفيتش، نائب رئيس الحكومة الروسية، ورئيس اللجنة التنظيمية لمونديال "روسيا - 2018"، "إنه رقم ضخم. يمكنني القول إنه لو لم تكن هناك بطولة كأس العالم، ما كان الاقتصاد ليسجل النمو الذي نلاحظه الآن".
وأوضح أن نمو الناتج المحلي الإجمالي المتصل بالتحضيرات للمونديال، كان خلال السنوات الخمس الأخيرة يتحرك صعوداً، أي أن النمو يتزايد، وبلغ خلال العام الحالي الحد الأقصى بنسبة 0.4%. ورصدت وكالة الاناضول في تقرير أمس، انتعاش الأسواق في موسكو والمدن التي يقام فيها المونديال، وقالت إن سوق إسماعيلوف، يتصدر الأماكن السياحية الأكثر زيارة في موسكو، بسبب طرازه المعماري وأجوائه الفريدة، ونوعية المتاجر والمطاعم، حيث يضم العديد من متاجر الهدايا الروسية والأوزبكية والقرغيزية.
وأبدى العديد من مشجعي المنتخبات المشاركة في البطولة، إعجابهم بالسوق، الذي بُني وفق طراز العصور الوسطى.
ويرى خبير الاقتصاد والأستاذ في كلية العلوم الاقتصادية والاجتماعية الروسية، يفغيني يتاكوف، أن الأموال الموظفة في تنظيم البطولة ستعود على اقتصاد البلاد بتأثير مضاعف، حيث يتوقع الخبير أن يدر كل روبل تم إنفاقه نحو 4.5 روبلات.
ويقدر يتاكوف العائد الاقتصادي للبطولة بـ 1.6 ترليون روبل، وهو أكثر بنحو 2.5 مرة من الأموال المستثمرة في هذه البطولة. من جهتها، تقول الخبيرة في مجال السياحة، غالينا ديختيار إن السائح الأجنبي الواحد الذي سيزور روسيا خلال البطولة سيساهم في خلق 5 فرص عمل في قطاع الفنادق والمطاعم.