رام الله-أخبار المال والأعمال- أعلنت سلطة النقد الفلسطينية، اليوم الأحد، استقالة المحافظ عزام الشوا من منصبه.
وقالت سلطة النقد في بيان رسمي تلقى موقع BNEWS نسخة عنه، إن "معالي السيد عزام الشوا، قدم استقالته لسيادة الرئيس محمود عباس (أبو مازن) من منصبه كمحافظ لسلطة النقد لأسباب شخصية، وقبلها سيادة الرئيس".
وأضاف البيان: "شكر السيد عزام الشوا سيادة الرئيس على رعايته الكريمة وتوجيهاته الحكيمة خلال رئاسته لسلطة النقد على مدار الخمسة أعوام الأخيرة".
وعُيّن الشوا من قبل الرئيس محمود عباس بمرسوم رئاسي محافظاً لسلطة النقد الفلسطينية ورئيساً لمجلس إدارتها في 20 تشرين الثاني من عام 2015، وصدر مرسوم رئاسي بالتجديد له لولاية ثانية في 20 تشرين الثاني من عام 2019 تمتد حتى عام 2023. كما وترأس اللجنة الوطنية لمكافحة غسل الأموال ومجلس إدارة المؤسسة الفلسطينية لضمان الودائع والمعهد المصرفي.
وحافظ الشوا على استقرار الجهاز المصرفي الفلسطيني وتطوير الأنظمة والتشريعات والقوانين لضمان حمايته وتمتينه. وعزز مكانة سلطة النقد وجهوزيتها للتحول إلى البنك المركزي الفلسطيني من خلال إنجاز النسخة النهائية من قانون البنك المركزي الفلسطيني. وفي 29 نيسان 2018 مُنح جائزة "وسام الاتحاد الذهبي للإنجاز" من اتحاد المصارف العربية، ليكون أول محافظ لسلطة النقد يحصل على هذه الجائزة تقديراً لجهوده في دعم القطاع المصرفي الفلسطيني بالرغم من كل التحديات المحيطة به.
وشغل الشوا في عام 2003، منصب وزيرً الطاقة والموارد الطبيعية في السلطة الوطنية الفلسطينية، حيث أمضى أكثر من ثلاث سنوات بمنصبه. واستهل الشوا مرحلة تأهيله القيادي بتوليه رئاسة التنظيم الطلابي المعروف بالاتحاد العام لطلبة فلسطين في الجامعة التي درس فيها بالولايات المتحدة الأمريكية.
ولد الشوا في مدينة الكويت في عام 1963، وفي نفس العام انتقل وعائلته إلى مدينة غزة في فلسطين. وقد أنهى تعليمه من كلية ليموين - أوين(Lemoyne-Owen College) في مدينة ممفيس في ولاية تينيسي الأمريكية عام 1988، حيث حصل على شهادة البكالوريوس في الرياضيات.
ويعتبر الشوا مصرفيّا بارزاً بحكم خبرته المبكرة والريادية الطويلة في هذا المضمار. فقد بدأ مسيرته العملية فور عودته لبلده من دراسته بالخارج. فانضم إلى بنك فلسطين في عام 1989 حيث شغل منصب مدير العلاقات الدولية إضافة إلى عدة وظائف ومسؤوليات أخرى تولاها وعمل من خلالها على الارتقاء بمكانة المصرف ودوره وتعزيز شبكة علاقاته في فلسطين وخارجها. وفي عام 1994، عُيّن الشوا منسق فروع غزة بالبنك العربي -فلسطين، والذي يمثل أكبر مجموعة مصرفية في فلسطين، ويعتبر من أهم أعضاء الشبكة المصرفية العربية والإقليمية الواسعة التابعة للبنك العربي (عمّان) الأم.
وشهد العام 2007 ذروة انخراط الشوا في خضم العمل المصرفي بتوليه منصب المدير العام لبنك القدس، فعمل على تطوير البنك بإعادة هيكلة أهم دوائره لتتمكن من مجاراة انطلاقة البنك الجديدة التي اعتمدت على إطلاق منتجات وخدمات مصرفية مستحدثة مما عزز من دور وصورة البنك في الوسط المصرفي. وفي عام 2012، ترأس الشوا مجلس إدارة جمعية البنوك في فلسطين حيث فعّل بشكل ملموس دورها في خدمة البنوك الأعضاء والقطاع المصرفي بصورة عامة.
وفي آذار 2013، انضم الشوا إلى البنك التجاري الفلسطيني كمديره العام، فعمل منذ البداية على توسيع رقعة خدماته المصرفية وحصته السوقية مما أثمر زيادة ملحوظة في قاعدة معتمديه. وفي عام 2014، اتخذ الشوا خطوة رائدة برفع رأس مال المصرف عن طريق إصدار سندات قابلة للتحويل (Convertible Bonds)، مما اعتبر مبادرة جديرة وغير مسبوقة في القطاع المصرفي بفلسطين، أسهمت بصورة ملموسة في تطوير وتعميق السوق الرأسمالية المحلية.
ومنذ تأسيسه في عام 2002، ظل الشوا عضواً بارزاً بمجلس إدارة صندوق الاستثمار الفلسطيني، الذي يمثل صندوق الدولة السيادي وذراعها الاستثماري. وهو يعمل كمؤسسة استثمارية مستقلة تهدف إلى المساهمة الفعّالة في التنمية الاقتصادية المستدامة بتوجيه جلّ استثماراتها الى الداخل وجذب الاستثمارات الاجنبية، وتعظيم العوائد الاستثمارية طويلة الأجل لصالح الصندوق والشعب الفلسطيني بصورة عامة.
كما يشغل الشوا رئاسة مجلس إدارة مؤسسة فلسطين المستقبل للأطفال، ورئاسة اتحاد رفع الأثقال الفلسطيني، وعضوية مجلس أمناء جامعة القدس المفتوحة. كما أنه عضو ناشط في مجالس إدارة عدة منظمات ومؤسسات محلية ودولية، أهمها: جمعية رجال الأعمال، مؤسسة القيادات الشابة (Young Presidents Organization YPO)، وشركة توليد الطاقة الفلسطينية (Palestine Power and Generating Company)، ومؤسسة التعاون، ومؤسسة محمود عباس، ومؤسسة التعليم من أجل التوظيف (Education for Employment)، ومؤسسة ياسر عرفات. كما أن الشوا عضو في اتحاد المصارف العربية. كما ترأس سابقاً مجلس إدارة عدة مؤسسات أهمها مؤسسة ريف للإقراض، وشركة "نات هيلث NatHealth"، ونادي غزة الرياضي، وجمعية أطفالنا للصم.