رام الله-أخبار المال والأعمال-عقدت وزارة الزراعة ومركز التجارة الفلسطيني "بال تريد" وجهاز الإحصاء المركزي، اليوم الأربعاء، لقاء في مقر الوزارة برام الله، لمجموعة العمل التي تم تشكيلها بهدف إعداد خطة لإنعاش وحماية الصادرات الزراعية الفلسطينية، بمشاركة ممثلين عن وزارة الاقتصاد الوطني والمصدّرين الزراعيين والمجالس والاتحادات التخصصية.
وبحث اللقاء المكونات الأساسية للخطة التي أعدها "بال تريد" بالشراكة مع مختلف المؤسسات، حيث من المتوقع أن يتم إنجاز الخطة خلال الأيام القادمة، قبل رفعها إلى طاولة مجلس الوزراء لمناقشتها واعتمادها.
وأجمع المشاركون على ضرورة البدء في تنفيذ أهم التدخلات العاجلة لتعزيز آليات الإنتاج والتصدير الزراعي، بما يسهم في تمكين هذا القطاع الحيوي، وأكدوا على أهمية البيانات الاحصائية التي يوفرها جهاز الإحصاء لأغراض دراسات الجدوى وتوسيع القاعدة التسويقية.
وتتضمن الخطة بحسب بيان صدر عن الزراعة، التركيز على الإنتاج النوعي وإنعاش العملية الإنتاجية الزراعية، مع إمكانية الاستفادة من خطة العناقيد التي أعدتها وزارة الزراعة على المستوى الإنتاجي، حيث أن أحد دروس أزمة كورونا هو إعادة النظر في بعض جوانب الإنتاج الزراعي وتغيير النمط وفق الأولويات التصديرية وأولويات السوق المحلي.
وتؤكد الخطة أن توفير بنية تحتية قوية هو أمر حيوي وأساسي للنشاط التصديري ويجب العمل على بنائها، وعلى ضرورة تطوير سياسات تُعنى في تخفيض تكلفة الإنتاج كون السعر هو أحد أهم عناصر المنافسة في الأسواق الدولية.
وتشدد الخطة على ضرورة توفير مدخلات الإنتاج بطريقة تخفّض الاعتماد المفرط على المورّد الإسرائيلي، إلى جانب تطوير النمط التسويقي الحالي بما يخدم تنمية صادراتنا الزراعية بشكل مباشر.
ولفت وزير الزراعة رياض العطاري إلى أهمية العمل المشترك بين مختلف الأطراف، مؤكدا ضرورة الإسراع في حماية وإنعاش الصادرات الزراعية.
وثمن جهود مركز التجارة وكافة الشركاء في تقديم مبادرات نوعية والمحاولة لقراءة المشهد القادم والتحضير له، مشيرا إلى أن جائحة "كورونا" ضربت مفهوم العولمة بشكل واضح، مما يقتضي مواكبة كافة المتغيرات والتطورات الحاصلة على مستوى العالم.
من ناحيته، قال الرئيس التنفيذي لـ "بال تريد" محمد نسيبة إن المركز منذ اللحظات الأولى للأزمة، عمل على إعداد خطط لإنعاش صادراتنا السياحية والزراعية والصناعية، انطلاقا من دوره المتمثل في تنمية الصادرات الفلسطينية، بالشراكة مع كافة الجهات ذات العلاقة من القطاعين العام والخاص.
وتطرق إلى الخطة الخاصة بقطاع السياحة والتي أنجزها المركز بالشراكة مع وزارة السياحة والقطاع الخاص، وتم اعتمادها من قبل الوزارة، موضحا أن هذا اللقاء يأتي لبلورة خطة خاصة بالصادرات الزراعية بالشراكة مع وزارة الزراعة وكافة الشركاء.
وأوضح أن المركز سيبدأ العمل قريبا على خطة خاصة بالصادرات الصناعية بالشراكة مع وزارة الاقتصاد والاتحاد العام للصناعات، معربا عن أمله بأن يتم تنفيذ هذه الخطط لتحقيق الأهداف المرجوّة منها.
واستعرض مدير السياسات في "بال تريد" شادي شاهين أهداف الخطة والسيناريوهات المتوقعة وكافة التدخلات الاستراتيجية والعاجلة، مؤكدا أن هذه الخطط لا تنحصر في الإنعاش من تبعات كورونا، بل تتجاوز ذلك لتشمل الجاهزية لمجابهة أي أزمات أخرى.
وأضاف شاهين "إن فلسطين عرضة للأزمات وهذا يقتضي أن نبقى في حالة تفكير وتنفيذ إحترازي متواصل، لأن إنعاش الصادرات لا يكون فقط من خلال تدخلات قصيرة المدى ولكن هناك العديد من المسائل الاستراتيجية التي يجب إدخالها حيز التنفيذ".
وتابع: "نحن نتعامل مع صادرات والسوق لا يقبل الفراغ، ويجب تحويل الواقع الى فرص ينبثق عنها نقطة تحول في القطاعات التصديرية".
وأوضح أن التدخلات ستكون على ثلاثة مراحل: عاجلة وتحضيرية وتنفيذية، وهي بمثابة بوصلة لكافة المانحين بأن هذه أولوياتنا للفترة المقبلة.