نابلس-وفا-بسام أبو الرب- ينتشر عدد من باعة الخضار على جوانب الطرقات والأرصفة، خاصة على طول الطريق الواصلة بين مدينتي نابلس وطولكرم، محاولين عرض بضاعتهم بعيدا عن مراكز التجمهر والأسواق، عقب قرار الحكومة تقييد حركة المواطنين، والحد من الاكتظاظ، لمكافحة انتشار فيروس "كورونا" المستجد.
محافظ نابلس اللواء إبراهيم رمضان، كان قد قرر إغلاق السوق الشرقي لبيع الخضار والمواد الغذائية في المدينة، كإجراء وقائي، ومنعا للتجمهر والاكتظاظ.
يقول محمد البيعة بائع خضار من مخيم العين، "كنا نبيع في السوق المخصص، وعقب قرار تقييد الحركة نقلنا الموقع من وسط المدينة إلى طريق نابلس- طولكرم، في محاولة لتسويق البضاعة".
ويضيف "نحن كعائلة نبيع الخضار منذ عشرات السنوات، وذلك حسب السلع المتوفرة والموسمية، اليوم، أصبحنا نوفر كافة أنواعها على هذه البسطة، لتكون في متناول الجميع."
ويتابع البيعة: "هناك تغير في طرق بيع الخضار والكثير من التجار غادروا أماكنهم في الأسواق باتجاه مداخل المدن، عقب قرار تقييد حركة المواطنين والحد من الاكتظاظ في الأسواق".
اما البائع مصطفى يعيش من نابلس، فقد اتخذ موقعا له بالقرب من إحدى الإشارات الضوئية، ويؤكد: "الحال تغير في ظل انتشار الفيروس، وعادات الناس الشرائية تغيرت في ظل التخوفات من الاختلاط والاكتظاظ".
ويشير "كنا نبيع صنفا واحدا من الخضار على عربة متنقلة بالقرب من دوار الشهداء، اليوم انتقلنا إلى المدخل الغربي للمدينة، ونوفر أصنافا عديدة، في محاولة توفير السلع للمواطنين في المناطق والتجمعات القريبة".
الخبير والمحلل الاقتصادي نصر عبد الكريم، يشدد على أن هناك تغير متوقع في خريطة البيع والاستهلاك، في ظل تقييد حركة المواطنين وتقييد حركة النشاط التجاري الرسمي.
ويبيّن في حديثه لمراسل "وفا"، أنه "من الطبيعي ظهور عمل تجاري في إطار بيع الخضار، وبشكل غير رسمي، كما الباعة المتجولين، خاصة أن الحركة بين المدن والقرى وداخل المدن مقيدة؛ وفي ظل قرارات إغلاق بعض أسواق الخضار المركزية في بعض المدن كما حدث في مدينة رام الله".
ويضيف عبد الكريم، أن العادات الاستهلاكية والعلاقات التجارية تغيرت، وهذا سلوك مؤقت وليس استراتيجي الى حين عودة الأمور إلى طبيعتها، وانتهاء أزمة انتشار فيروس "كورونا".
وأصدر رئيس دولة فلسطين محمود عباس، يوم الجمعة، مرسوما رئاسيا بتمديد حالة الطوارئ في جميع الأراضي الفلسطينية لمدة ثلاثين يوما، لمواجهة تفشي الفيروس.
وتجاوز عدد المصابين بفيروس كورونا في فلسطين حاجز الـ200 إصابة، مع تسجيل حالة وفاة واحدة.
وفي إطار الإجراءات الوقائية، أغلق أيضا سوق الخضار المركزي في محافظة رام الله والبيرة المعروف بـ"الحسبة"، كما أغلقت الأسواق في مختلف المحافظات منعا للتجمهر والاكتظاظ.