جنيف-وكالات-طرأت هذه السنة تبدّلات تستحق الوقوف عندها في خريطة الدول وترتيبها، بما تقدّمه للمقيمين فيها من أموال مقابل الوظائف والأعمال التي يؤدّونها للشركات والمؤسسات على اختلافها.
سويسرا احتلت صدارة الدول على هذا الصعيد، متقدّمة 7 مراتب، بعدما قبعت في المركز الـ8 سنة 2018، في قائمة تصنيف تُعدّه سنويًا المجموعة المصرفية العملاقة "اتش.إس.بي.سي" HSBC ونشرته الخميس شبكة "بلومبيرغ" الأميركية.
في المقابل، تراجعت سنغافورة من المرتبة الأولى التي شغلتها 4 سنوات متتالية، إلى الثانية، مفسحة المجال أمام سويسرا، لتتقدّم كندا من الرابعة إلى الثالثة.
بعض الدول كان نصيبها وافرًا من تحقيق قفزات كبيرة إلى الأمام. إسبانيا، مثلًا، تقدّمت من الموقع الـ13 إلى الرابع، بينما انتقلت تركيا بهامش أكبر باحتلالها الموقع السابع سنة 2019، بدلًا من المركز الـ22 في العام الماضي. كما حلّت فييتنام عاشرة بتقدّمها من المركز الـ18.
ويُلاحَظ أن نيوزيلندا تأخرت من المركز الثاني إلى الخامس، وألمانيا من الثالث إلى الثامن، بينما استقرت أستراليا في المركز السادس بلا تغيير، وكذلك الإمارات التي لم تتزحزح من المركز التاسع. واللافت جدًا هو تأخّر المملكة المتحدة إلى المرتبة الـ27 كنتيجة متوقّعة من "ضعف الاستقرار الاقتصادي والسياسي" على وقع تطوّرات الخروج من الاتحاد الأوروبي (بريكست).
سويسراً التي هي موطن لأكبر المصارف الخاصة وتجارة السلع وشركات الأدوية، حصلت على تصنيف أفضل مكان للعيش والعمل، مستفيدة من نيلها أعلى درجات الاستقرار والقدرة على تحقيق المكاسب.
يبلغ متوسّط الراتب في سويسرا 111587 دولارًا، ما يعني أنه أعلى بنسبة 47% من متوسط الرواتب البالغ 75966 دولارًا في 33 دولة شملها استطلاع المجموعة المصرفية، في إصداره الثاني عشر ضمن تصنيف البلدان الأكثر جذبًا للمغتربين. فقد أفاد 7 من أصل كل 10 مغتربين مشمولين بالدراسة، بأنهم أصبحوا يحققون دخلًا أكبر بعدما انتقلوا إلى سويسرا.
ومع ذلك، فإن سويسرا بلد منتجعات التزلج الشهيرة، من "زيرمات"Zermatt و "فيربييه" Verbier إلى "سانت موريتز" St. Moritz، التي أحرزت نتائج جيدة في ما يتعلق بجودة الحياة، تبيّن في الوقت ذاته أنها ليست المكان المناسب للإحساس بالرضا أو لتكوين الصداقات، وهما معياران احتلّت فيهما المرتبتين 31 و24 على التوالي. إلا أنها تبقى مكانًا رائعًا لتربية الأطفال والإقامة على المدى الطويل.
رئيس السوق في قسم "اتش.إس.بي.سي" للخدمات المصرفية الخاصة في سويسرا، جان فرانسوا بونلون، قال: "يؤكد البحث ما نسمعه من العملاء، حيث ينتقل الكثير منهم إلى سويسرا من أجل جودة حياة عالية وآفاق عمل جيدة واستقرار اقتصادي وسياسي".
تقدّم تركي... تراجع بريطاني
من بين أكبر الرابحين تركيا التي قفزت، كما سبقت الإشارة، من الموقع 22 إلى المرتبة السابعة، لحصولها على أعلى الدرجات لناحية الانفتاح الاجتماعي والمعاملة الترحيبية وسهولة الاستقرار التي يراها الوافدون إليها.
كذلك، قفزت إسبانيا 9 مراتب إلى المركز الرابع، بعدما احتلت المرتبة الأولى في الفئات الفرعية للجودة، أي الحياة والرفاه الجسدي والعقلي.
أما المملكة المتحدة فقد تراجعت 7 مراكز إلى المرتبة 27، في بلد تعصف به الشكوك المحيطة بعملية "بريكست" Brexit، والتي خفضت مرتبة بريطانيا إلى موقع بين أدنى 3 مواقع في أسفل لائحة معايير الاستقرار الاقتصادي والسياسي.
لكن مع ذلك، بالنسبة للمغتربين المتّجهين إلى المملكة المتحدة ممّن يحتاجون إلى الراحة، تتصدّر المملكة المتحدة الفئة الفرعية للإنجاز، كما احتلت المرتبة الرابعة في معيار التقدّم الوظيفي.
يبقى أن السويد كانت بين كبار الخاسرين أيضًا، إذ إنها هبطت من المركز السابع إلى العشرين. كما أن درجاتها العالية المرتبطة بالاستقرار الاقتصادي والتوازن بين العمل والحياة، لم تكن كافية لمواجهة الصعوبات التي يواجهها المغتربون في تكوين صداقات وتحقيق إمكاناتهم في هذه الدولة الإسكندنافية.