رام الله-أخبار المال والأعمال-قال رئيس حكومة تسيير الأعمال رامي الحمد الله، "أصبحنا اليوم قادرين على توطين التدريب، ونقل خبراتنا إلى زميلاتنا وزملائنا الموظفين في الدول الشقيقة، والصديقة، والاستفادة في نفس الوقت من خبراتهم القيمة، هذا انجاز وطني، يحتسب للمدرسة الوطنية، ولديوان الموظفين العام، بل ولفلسطين بأسرها".
وأشاد الحمد الله بالدور المميز الذي يقوم به رئيس ديوان الموظفين العام موسى أبو زيد، في تطوير الإدارة والنقلة النوعية التي تشهدها، متمنيا أن يحذو جميع رؤساء مؤسساتنا حذوه.
جاء ذلك خلال كلمته في حفل إطلاق" البرنامج التدريبي العربي" الذي تنظمه المدرسة الوطنية للإدارة، اليوم الأحد، في رام الله، بحضور رئيس ديوان الموظفين العام موسى أبو زيد، وعدد من الوزراء والشخصيات الرسمية، وأعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح، وعدد من السفراء والقناصل واسرة المدرسة الوطنية، والمتدربين من عدد من الدول العربية الشقيقة.
وقال: في عدوان آخر أقدمت إسرائيل على اقتطاع رواتب عائلات الأسرى والشهداء من أموال المقاصة الفلسطينية للمزيد من خنق وحصار شعبنا ماليا واقتصاديا، وتقويض قدرتنا على الوفاء بالتزاماتنا، لقد أكدنا ونؤكد أننا، بالالتفاف الشعبي وبالاصطفاف حول فخامة الرئيس محمود عباس، قادرون على تخطي الأزمة الحالية وتحصين مشروعنا الوطني، ونقول لهم ان اول رواتب سندفعها بتوجيهات الرئيس محمود عباس هي رواتب الشهداء والأسرى، اليوم او غدا، وقريبا بالصبر والتعاون سنتمكن من دفع جزء من رواتب الموظفين".
وأضاف الحمد الله: تدركون جميعا حجم التحديات التي تواجه شعبنا وهو يتصدى لممارسات ومخططات الاحتلال الإسرائيلي لتغيير الوقائع، خاصة في القدس في محاولة لانتزاع هويتها العربية والإسلامية، وتفريغها من سكانها الأصليين ومن رموزها، وعزلها عن محيطها والاعتداء على مقدساتها، حيث قررت الحكومة الإسرائيلية إعادة إغلاق باب الرحمة في تعد جديد على قدسية وتاريخ المكان وفي محاولة لاقتلاع وانتزاع هويته كجزء لا يتجزأ من الأقصى.
وتابع: إن الوضع المتفاقم الذي يعيشه شعبنا في غزة والقدس والخليل والأغوار، وفي كافة أماكن الصمود والثبات الفلسطيني، لا يقبل التراخي أو التباطؤ، إنما يستدعي موقفا دوليا شجاعا يتصدى للسياسة الإسرائيلية، التي من شأنها إنهاء حل الدولتين وجلب المزيد من الصراع والعنف إلى منطقتنا والعالم.
وأردف الحمد الله: تحضرني كل السعادة، وأنا أشارككم إطلاق "البرنامج التدريبي العربي"، أحد أهم البرامج التدريبية في المدرسة الوطنية للإدارة، فهذا البرنامج يعد دليلا على وصول فلسطين إلى مرحلة متقدمة أصبحت فيها وطنا ومصدرا للخبرة المتنوعة في الإصلاح الحكومي وفي تأهيل موظفي القطاع العام القادرين على إحداث التغيير والنهوض بالخدمات العامة، وانتزاع ثقة المواطنين بمؤسسات دولتهم وبقدرتها على إدارة شؤونهم ومصالحهم.
واستدرك: نيابة عن الرئيس محمود عباس، أحيي الأخوات والإخوة المشاركين في هذا البرنامج، ضيوفنا الكرام، من موظفي الإدارة الوسطى والعليا في الوزارات والمؤسسات الحكومية من الأردن والعراق ومصر وتونس والمغرب والصومال وعمان وجيبوتي وموريتانيا والبحرين، نرحب بكم في فلسطين، وفي رحاب "المدرسة الوطنية الفلسطينية للإدارة"، إن حضوركم ومشاركتكم في هذا التدريب، لهو تعزيز لأواصر الأخوة والترابط بين شعوبنا وحكوماتنا، وهو تضامن مع مسيرة فلسطين الملهمة في تطوير إدارتها العامة والارتقاء بقدرات وطاقات قطاعها العام.
وقال: أتمنى عليكم اخوتي المتدربين أن تنقلوا إلى شعوبكم وحكوماتكم صعوبة الأوضاع في فلسطين وضرورة بلورة جبهة عربية موحدة تدافع عن القدس وشعبها الصامد ومقدساتها، فالبعد العربي لا يزال البعد الأهم والأعمق لقضيتنا، بل هو صمام الأمان وخط الدفاع الأول عنها.
وأوضح الحمد الله: يعد برنامج التدريب العربي واحدا من ثمرات حراكنا السياسي والدبلوماسي، الذي يقوده السيد الرئيس، فهو يأتي في إطار ترؤس فلسطين لمجموعة (77 والصين)، التي هي أكبر مجموعة دولية في الأمم المتحدة، إننا ننظر إلى هذا البرنامج، باعتباره أداة لتعزيز التعاون الأفقي بين بلادنا والدول العربية ومؤسساتها ومدارسها الوطنية ومعاهد الإدارة العامة ودواوين الخدمة المدنية فيها لإحداث تأثير تنموي وتطويري في البنية المؤسسة الحكومية، إن جهودنا الوطنية في التدويل والتطوير قد حققت واحدة من أهم أهدافها، باستضافة هذا الوفد العربي وكسر الحصار والعزلة التي يريدها لنا الاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف: نعتز بمدربي وخبراء هذا البرنامج من موظفينا، الذين تم إعدادهم بالتعاون مع كوريا الجنوبية على أحدث أساليب التدريب، ويعتبر برنامج التدريب العربي، ثاني تطبيق عملي دولي لهم بعد برنامج التدريب الأفريقي الذي عقدناه في آب الماضي، إن كفاءتكم وطاقاتكم الحيوية أوصلتنا إلى هذه المرحلة من الانفتاح بتجاربنا في التنمية الإدارية، إذ تنقلون معها بلادكم من متلقية للخبرات إلى ناقلة لها على مستوى الإقليم والعالم.
وتابع: وكباقي مؤسساتنا الفلسطينية، نهضت "المدرسة الوطنية للإدارة" من وسط الصعاب، واستطاعت في فترة وجيزة أن ترسخ حضورها محليا وعربيا ودوليا، وأن تتكامل مع جهودنا في تطوير القدرات والكوادر البشرية التي هي رأسمالنا الوطني، وبما يساهم في ربط المسار التدريبي بالوظيفي، وتصميم البرامج وفق المتطلبات الفلسطينية، وبالتالي خفض النفقات وتوطين التدريب، نشكر في هذا السياق، "كوريا الجنوبية"، على دعم إنشاء مقر المدرسة وتجهيزه وإعداد المدربين والبرامج.
واختتم رئيس حكومة تسيير الأعمال بالقول: أشكر المتدربين من الدول العربية الشقيقة والصديقة على مشاركتهم لنا في مسيرة تطوير الإدارة العامة والنهوض بأداء المؤسسات الحكومية، ونشكر تضامن ودعم شعوبكم ودولكم مع قضية شعبنا التي لم ولن يطويها النسيان أو تقتلعها الممارسات الإسرائيلية، أتمنى لكم كامل النجاح في هذا البرنامج، وطيب الإقامة في بلدكم فلسطين.
بدوره، قال أبو زيد: إن دولة فلسطين أصبحت اليوم محط تقدير واحترام لدى جميع مؤسسات الإدارة على مستوى العالم، وليس فقط الدول العربية، نظرا لامتلاكها الخبرة الكافية في مجال الإدارة ونقلها لكافة الدول، مشيرًا الى أن فلسطين لو لم تتوفر فيها مقومات الدولة الجديرة والتي تتمتع بكل معايير ومقومات الدولة الحقيقية، لما كنا على جاهزية لأن نبدأ برامج التدريب للدول العربية بهذه السرعة.
وأضاف، استطعنا خلال السنوات الماضية أن نراكم مجموعة من التجارب التي تحولت الى نتائج عمل ومرتكزات نوعية تمكننا من التصرف بإبداع وتميز في مجال الإدارة العامة والخدمة المدنية، وكل ذلك يتم بالتعاون والشراكة والتواصل الحقيقي بين الموارد البشرية كافة في مؤسسات الدولة الفلسطينية".
وتابع: لا يكفي اليوم أن نحقق انجازات على المستوى المحلي، لأن وجودنا في مجموعة "الـ77 والصين" تمكننا من أن نساعد في تحقيق أهداف التنمية الاقتصادية التي تسعى اليها هذه المجموعة، إضافة الى التفاعل بين الدول، وتعزيز قدراتها لتكون قادرة على تحقيق فرص متكافئة مع باقي دول العالم".
وشدد على ضرورة إعطاء المؤسسات الحكومية كافة دورا في هذ المجال الى جانب القيادة السياسية، لكي نبين أن فلسطين بإمكانها أن تغني تجارب العالم، وأن تساهم في بناء مشهد الحكم الرشيد في هذه الدول، والاستفادة من التجارب النوعية والاستثنائية في العالم، مؤكدا ضرورة التعاون لتبادل الخبرات.
بدورها، قالت مدير عام الادارة العامة للعلاقات العامة والاستشارات في المدرسة الوطنية للإدارة زينا عبد الهادي "إن انشاء المدرسة الوطنية ما هو الا نتاج نمو وتطور سريع للإدارة العامة لدولة فلسطين خلال الأعوام الثمانية الماضية، وما تبعه من توسيع العلاقات والشراكات الدولية والتي سمحت لنا الاضطلاع والمشاركة في التجارب العالمية الرائدة في الإدارة العامة، ما دفعنا الى مزيد من العمل الدؤوب، ووصل النهار بالليل، للوصول لما نحن عليه اليوم.
وأشارت الى أن المدرسة عملت على اعداد نقلة نوعية في الجهاز الاداري في فلسطين، رغم حداثة انشائها، وفق برامج تدريبية صممت من خلال فريق متنوع من الخبراء والمدربين المحليين والدوليين، من أجل المساهمة في تطوير مؤسسات الدولة عبر تنفيذ الرؤية الوطنية، والخطط الاستراتيجية لتطوير قطاع الموظفين العموميين، وربط المسار الوظيفي بالمسار التدريبي، وتخريج القادة القادرين على تحقيق الأثر الإيجابي لتحسين آليات صنع القرار في مؤسسات الدولة، كل ذلك بتوافق وتماشٍ مع أهداف التنمية المستدامة، وأجندة السياسات الوطنية والتي تعتبر أساس العمل للمصلحة الوطنية.
وبينت أن المدرسة قامت بإطلاق العديد من البرامج التدريبية الفريدة والتي تعمل على تطوير الأداء وتنفيذ الخطة الوطنية للتدريب.
من جانبه، أشاد نائب وزير العمل والشؤون الاجتماعية في الصومال صقر إبراهيم بالإنجازات التي حققتها فلسطين، سواء في إعداد البرنامج، أو في تدريب مجموعة من الدول، وبالتالي نقل الخبرات، والاستفادة منها، وأيضًا ترؤس فلسطين لـ"مجموعة 77 والصين"، معتبرا أن ذلك يعتبر انجازًا سياسيا وحدثا تاريخيا بامتياز.