الدوحة (رويترز) - عينت قطر يوم الأحد الرئيس التنفيذي لأكبر بنوكها وزيرا للتجارة والصناعة وأعادت تشكيل مجلسي إدارة شركة قطر للبترول وجهاز قطر للاستثمار ضمن تعديلات شملت مناصب كبيرة أخرى.
وهذا أول تعديل وزاري في قطر، أكبر منتح للغاز الطبيعي المسال في العالم، منذ أوائل 2016، لكن دبلوماسيين ومحللين قالوا إن التعديلات لا تمثل تحولا كبيرا في السلطة.
وتواجه قطر مقاطعة دبلوماسية واقتصادية من السعودية والإمارات والبحرين ومصر منذ يونيو حزيران 2017. وتتهم الدول الأربع قطر بدعم الإرهاب والتقرب من إيران. وتنفي قطر الاتهامات وتقول إن المقاطعة تستهدف المساس بسيادتها.
وأصدر أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مراسيم لإعادة تشكيل مجلسي إدارة شركة قطر للبترول وجهاز قطر للاستثمار، تاسع أكبر صندوق ثروة سيادي في العالم بأصول نحو 300 مليار دولار.
وشمل التعديل الوزاري تعيين الرئيس التنفيذي لبنك قطر الوطني علي أحمد الكواري في منصب جديد يجمع بين التجارة والصناعة في وزارة واحدة.
وتولى سعد الكعبي، الرئيس التنفيذي لشركة قطر للبترول، منصب وزير الدولة لشؤون الطاقة. وشمل التعديل الوزاري تغييرات بوزارات العدل والعمل والشؤون الاجتماعية والبلدية والبيئة.
ولم ير دبلوماسيون ومحللون غربيون هذه التغييرات على أنها تمثل مؤشرا على حدوث تحول في السياسة بعد نحو 18 شهرا وهي عمر الأزمة الخليجية التي تجاوزتها قطر بالاعتماد على طرق جديدة للتجارة وفي ظل ارتفاع أسعار النفط التي ساعدتها على تحقيق فائض في الميزانية هذا العام.
وقال ماجد الأنصاري المحلل وأستاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة قطر ”كان من المتوقع حدوث التغيير الوزاري في وقت مبكر عن ذلك، لكنه تأجل على ما يبدو في ظل انشغال البلاد بمواجهة آثار الحصار والآن ومع نجاح معالجة التداعيات فقد آن أوانه“.
وأضاف ”لا يشير (التعديل) إلى تغيير في السياسة أو السلطة في الحكومة“.
ولم يتضح ما إذا كان الكواري سيحتفظ بمنصبه في بنك قطر الوطني أكبر بنك في الشرق الأوسط من حيث الأصول والمملوك بنسبة 50 بالمئة لجهاز قطر للاستثمار. ولم يرد البنك على طلب للتعقيب من رويترز.
والكعبي مهندس تلقى تعليمه في الولايات المتحدة وترقى ليصبح رئيسا تنفيذيا لقطر للبترول في 2014 وهو أيضا عضو في مجلس إدارة جهاز قطر للاستثمار.
وحظى الكعبي بسمعة طيبة بين المسؤولين التنفيذيين في كبرى الشركات العالمية مثل إكسون وشل وتوتال كشريك يعتمد عليه في مشروعات الطاقة التي جعلت من قطر التي يقطنها 2.6 مليون نسمة أكبر مصدر للغاز المسال في العالم.
وعُين عبد الله عبد العزيز السبيعي وزيرا للبلدية والبيئة، وهو منصب ينظر له كمنصب مهم للاستعدادات الخاصة باستضافة البلاد لنهائيات كأس العالم لكرة القدم عام 2022.
وكان السبيعي يشغل منصب العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة السكك الحديد القطرية التي يتوقع أن تدشن أول خط لقطارات الانفاق في الدوحة هذا العام.
وصدر يوم الأحد قرار أميري منفصل بتعيين محمد بن حمد آل ثاني رئيسا لمجلس إدارة هيئة قطر للأسواق المالية.