واشنطن/الرياض (رويترز) - قال البيت الأبيض يوم السبت إن العاهل السعودي وعد الرئيس دونالد ترامب بأن المملكة ستزيد إنتاج النفط إذا لزم الأمر وبأن لديها القدرة على إنتاج مليوني برميل يوميا إضافية.
وقال البيت الأبيض إن ترامب أبلغ الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود بأن سوق النفط قد يستفيد من زيادة الإنتاج عندما تحدث الزعيمان يوم الجمعة. وأضاف البيت الأبيض في بيان أن الملك مستعد لزيادة الإنتاج عند الحاجة.
وقال البيان ”استجابة لتقييم الرئيس للعجز في سوق النفط، أكد الملك سلمان أن المملكة تحتفظ بقدرة إنتاجية إضافية مليوني برميل يوميا وستستخدمها بحكمة إذا لزم الأمر لضمان توازن السوق“.
ويخالف بيان البيت الأبيض تغريدة سابقة لترامب قال فيها إن العاهل السعودي وافق على طلبه زيادة الإنتاج.
وغرد ترامب قائلا ”تحدثت لتوي إلى العاهل السعودي الملك سلمان وأوضحت له أنني أطلب أن تزيد السعودية إنتاج النفط بما قد يصل إلى مليوني برميل بسبب الاضطرابات والخلل في إيران وفنزويلا، وذلك لتعويض الفارق... الأسعار مرتفعة جدا! وقد وافق!“
وفي تغريدة أخرى، قال ترامب إن النفط السعودي الإضافي سيساعد في تعويض انخفاض المعروض من إيران، بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في مايو أيار وتحركها لإعادة فرض العقوبات النفطية.
ولم يتضح مستوى الإنتاج الذي يشير إليه ترامب أو موعد تطبيقه.
ولدى السعودية طاقة إنتاجية قصوى مستدامة تصل إلى 12 مليون برميل يوميا، لكن المملكة لم تختبر أبدا هذا المستوى المرتفع من الإنتاج.
وتخطط الرياض لزيادة الإنتاج في يوليو تموز إلى 11 مليون برميل يوميا، وهو أعلى مستوى في التاريخ، مقارنة مع 10.8 مليون برميل يوميا في يونيو حزيران، وفقا لما قاله مصدر على دراية بخطط الإنتاج السعودي لرويترز هذا الأسبوع.
وقالت أمريتا سين كبيرة محللي النفط لدى إنرجي أسبكتس ”سنكون في وضع غير واضح المعالم. بينما لدى السعودية الطاقة (الإنتاجية) من الناحية النظرية، فإن إنتاج هذه البراميل (الإضافية) يحتاج مالا ووقتا قد يصل إلى عام“.
والأسبوع الماضي، وافقت أوبك بقيادة السعودية وحلفائها ومن بينهم روسيا على زيادة إمدادات النفط، بعد أن ظلت تقلص الإنتاج منذ عام 2017 لتعالج تخمة في المعروض بالأسواق العالمية.
وخلال إفادات منذ ذلك الحين، أشار مسؤولو أوبك إلى أن الإنتاج الإضافي سيكون في مستوى ما بين 700 ألف إلى مليون برميل يوميا. ومطالبة ترامب بإضافة مليوني برميل يوميا تمثل مثلي توقعات السوق على الأقل.
وذكرت وسائل الإعلام الرسمية في المملكة أن ترامب والملك سلمان أكدا خلال الاتصال الهاتفي على ضرورة المحافظة على استقرار أسواق النفط والمساعي التي تقوم بها الدول المنتجة لتعويض أي نقص محتمل في الإمدادات.
ولم يحمل البيان الذي نقلته وسائل الإعلام السعودية أي إشارة إلى أن السعودية، أكبر مصدر نفط في العالم، تعتزم زيادة الإنتاج بما يصل إلى مليوني برميل يوميا. ولم يعلق مسؤولو نفط سعوديون على الفور.
وبلغ سعر خام القياس العالمي مزيج برنت نحو 79 دولارا للبرميل يوم الجمعة، وأظهر استطلاع للرأي أجرته رويترز أن الأسعار ستظل قوية فيما يبدو خلال الفترة المتبقية من العام بسبب تعطل إمدادات في دول من بينها ليبيا وفنزويلا، والخام الإضافي من أوبك لا يغطي الطلب المتزايد.
والتقى وزير الطاقة السعودي خالد الفالح بوزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في واشنطن يوم الخميس لمناقشة أمن الطاقة.
وتضغط إدارة ترامب على الدول من أجل وقف جميع وارداتها من النفط الإيراني بداية من نوفمبر تشرين الثاني عندما تعيد الولايات المتحدة فرض عقوبات على طهران، بعد أن انسحب ترامب من الاتفاق النووي الذي جرى التوصل إليه في عام 2015 بين إيران وست قوى كبرى، واصفا إياه بأنه اتفاق ”معيب“.
وكان الاتفاق يسعى إلى فرض قيود على قدرات طهران النووية مقابل رفع بعض العقوبات. وأمر ترامب بإعادة فرض العقوبات الأمريكية ضد إيران بعد أن كان قد جرى تعليقها بموجب الاتفاق.
ويضغط مسؤولون أمريكيون على حلفاء في أوروبا وآسيا والشرق الأوسط من أجل الالتزام بالعقوبات، التي تهدف إلى الضغط على إيران للتفاوض على اتفاق جديد لوقف برامجها النووية.
وقال مسؤولون في وزارة الخارجية الأمريكية الأسبوع الماضي إن الولايات المتحدة مستعدة للعمل مع كل دولة على حدة لمساعدتها على تقليص واردات النفط الإيراني وأشارت إلى إمكانية الموافقة على بعض الاستثناءات.
واتهم الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي واشنطن يوم السبت بمحاولة تأليب الإيرانيين على حكومتهم.
ونقل موقع خامنئي الإلكتروني عنه يوم السبت قوله ”يمارسون ضغوطا اقتصادية لإحداث فرقة بين الأمة والنظام... سعى ستة رؤساء أمريكيين قبله لتحقيق هذا لكنهم يئسوا“، مشيرا إلى ترامب.
وفقد الريال الإيراني ما يصل إلى 40 بالمئة من قيمته منذ الشهر الماضي عندما انسحب ترامب من الاتفاق النووي.
واتهم حسين كاظم بور أردبيلي ممثل إيران في مجلس محافظي أوبك الولايات المتحدة والسعودية بمحاولة رفع أسعار النفط وقال إن البلدين يعملان ضد مؤسسة أوبك.
وأبلغ رويترز قائلا ”إذا حدث هذا، (فهو) يعني أن ترامب يطالب السعودية بالخروج من أوبك“.
وأضاف ”أنا واثق أن السوق سترتفع إلى 100 دولار في الوقت الذي قالت فيه السعودية إنهما يخططان لزيادة في يوليو... هذا الأمر جرى تدبيره بمعرفة الاثنين لسرقة ما في جيوب بقية العالم“.