رام الله-مكان-بعد فترة طويلة حققت فيها العملة الإسرائيلية ارتفاعا كبيرا وحطمت أرقاما قياسية، تغير الاتجاه منذ مطلع هذا الأسبوع حيث تجاوز الدولار حاجز ال 3.60 شواكل محققا ارتفاعا بنسبة 3% خلال أسبوعين.
ويأتي ارتفاع العملة الامريكية بعد فترة طويلة حاول فيها بنك إسرائيل تخفيض قيمة الشيكل مما كان سيخدم قدرة المصدرين الإسرائيليين على التنافس في الأسواق العالمية. وفي إطار هذه المساعي حاول البنك المركزي اغراق السوق بالشواكل من خلال شراء مبالغ طائلة من الدولارات. غير ان هذه المساعي لم تفلح في رفع سعر الدولار.
التوتر الامني يساهم في التهافت على الدولار
ويعزو المحللون ارتفاع سعر الدولار خلال الأسبوعين الماضيين الى التصعيد الأمني الأخير في سوريا والتوتر الذي بات يسود المنطقة الشمالية إضافة الى اقدام رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على كشف النقاب عن الخطط النووية الإيرانية.
ماذا يريد بنك إسرائيل؟
ان البنك المركزي يعتبر تراجع الشيكل مقابل الدولار في مستواه الحالي امرا مرحبا به. البنك يرى ان الطريق للحفاظ على الاقتصاد الإسرائيلي القوي يمر عبر تشجيع التصدير وعليه فاذا كان الشيكل قويا مقارنة مع الدولار فمن شان ذلك ان يجعل اسعار المنتوجات الإسرائيلية المصدرة اكثر غلاء مما قد يقلص الطلب عليها.
ومن هذا المنطلق فان بنك إسرائيل يرغب في إبقاء سعر الدولار عاليا نسبيا ويعتقد ان المصرف المركزي يريد ان يستقر السعر على 3.80 شواكل.
اتجاه عالمي نحو تقوية العملة الامريكية
كما يرى المحللون ان هناك اتجاها عالميا يساهم في ارتفاع سعر الدولار حيث انخفض سعر اليورو مقابل العملة الامريكية الى ادنى مستوى له منذ مطلع العام الحالي اذ انه يبلغ حاليا 1.20 دولار لليورو الواحد
ارتفاع الدولار يمس بالأسواق النامية.
ان التهافت على الدولار يضر بالدرجة الأولى بأسواق الدول النامية. وقد هوت العملة التركية منذ مطلع الأسبوع الحالي بنسبة 4% كما بلغت نسبة هبوط هذه العملة منذ مطلع العالم الحالي 12%. وسجلت العملتان البرازيلية والأرجنتينية انخفاضا بنفس النسبة.
ويثير انخفاض سعر العملات في هذه الدول قلقا من حروج التضخم المالي عن السيطرة مما قد يزيد بدوره من عدم الاستقرار الاجتماعي فيها ويؤدي الى موجة من الاحتجاجات الشعبية. اما في إسرائيل فقد قوبلت الطفرة التي حققها الدولار الأمريكي بالترحاب املا في ان يؤدي هذا الارتفاع الى تخفيف العبء عن المصدرين.