الاقتصاد العالمي بين مؤشرات الاستقرار ومخاوف التباطؤ

تاريخ النشر

رام الله-أخبار المال والأعمال- شهدت الأسواق العالمية تحسنا ملحوظا في المعنويات نهاية الأسبوع الماضي بعد إعلان هدنة تجارية بين الولايات المتحدة والصين لمدة 90 يوما، شملت خفض الرسوم الجمركية، وهو ما دعم بشكل مؤقت حالة التفاؤل في وول ستريت وساهم في تحقيق مؤشر S&P 500 خمس جلسات متتالية من المكاسب.

غير أن هذا التفاؤل لم يدم طويلا، إذ فاجأت وكالة موديز الأسواق بقرارها خفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة من Aaa إلىAa1، وهو ما اعتُبر تطورا سلبيا في توقيت حرج. هذا القرار غير المتوقع أعاد القلق إلى الأسواق المالية، لا سيما في ظل هشاشة الثقة، حيث يُتوقع أن يؤدي إلى موجة بيع جديدة في سوق السندات الأميركية، وربما يزيد الضغط على الدولار نتيجة تنامي المخاوف من تدهور الوضع المالي للولايات المتحدة.

وفي خضم هذه التطورات، أظهر الاقتصاد الأميركي تباينا واضحا في المؤشرات. فعلى الرغم من استمرار تماسك سوق العمل وارتفاع معدلات التوظيف، واصل التضخم تجاوز هدف الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2%، ما يعزّز حالة عدم اليقين بشأن مستقبل السياسة النقدية.

ورغم أن الفيدرالي يتوقع أن يُبقي أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعه المقبل، فإن استمرار تباطؤ النمو في الربع الأول من عام 2025 قد يدفعه إلى خفض الفائدة خلال فصل الصيف. وتزداد المخاوف من تأثير العوامل الأخرى، مثل استمرار التعريفات الجمركية المرتفعة وتداعياتها السلبية على قطاع التصنيع، إضافة إلى الأثر للتخفيضات الضريبية التي أقرتها إدارة ترامب في وقت سابق، والتي قد تُعمّق الضغوط على المالية العامة.

وعلى صعيد المؤشرات الاقتصادية، ورغم بعض مظاهر الاستقرار في الإنتاج الصناعي ومبيعات التجزئة، فإن البيانات التفصيلية كشفت عن جوانب ضعف في عدة قطاعات، فقد تباطأ نمو مبيعات التجزئة في نيسان/ أبريل، وتركّز التحسن في قطاع الإسكان في الوحدات متعددة الأسر دون غيرها. كما سجلت ثقة قطاع الأعمال الصغيرة تراجعا، حيث انخفض مؤشر NFIB إلى 95.8 نقطة، وهو أدنى مستوى منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2024. كما أظهرت بيانات جامعة ميشيغان هبوطا في ثقة المستهلكين إلى 50.8 نقطة في أيار/ مايو، متأثرةً بتدهور الأوضاع المالية للأسر الأميركية وتزايد القلق من السياسات التجارية.

على الصعيد الدولي، أظهرت اقتصادات متقدمة مثل المملكة المتحدة والنرويج وسويسرا أداء قويا خلال الربع الأول من عام 2025، حيث تجاوزت معدلات النمو التوقعات، ما يشير إلى وجود مرونة اقتصادية رغم حالة عدم اليقين العالمية.

في المقابل، جاءت بيانات الاقتصاد الياباني مخيبة للآمال، إذ سجل انكماشا فاق التوقعات، مما زاد المخاوف من دخول البلاد في دورة ركودية جديدة. وفي الاقتصادات الناشئة، شكّل تراجع معدل التضخم في الهند مفاجأة إيجابية، حيث فتح المجال أمام البنك المركزي لاتباع سياسة أكثر مرونة، بينما خفّض البنك المركزي المكسيكي سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس ليصل إلى 8.50%، مع الإشارة إلى إمكانية إجراء المزيد من التيسير النقدي في الأشهر المقبلة.

وشهدت إسرائيل في نيسان/ أبريل 2025 ارتفاعا حادا في التضخم، حيث ارتفع مؤشر الأسعار بنسبة 1.1% ليرتفع المعدل السنوي إلى 3.6%، مدفوعاً بزيادة في أسعار النقل والسكن والمواد الاستهلاكية، بينما استمرت أسعار الإيجارات والمنازل في الصعود على مستوى جميع المناطق.

في المقابل، أبقت وكالة S&P على التصنيف الائتماني لإسرائيل عند A مع نظرة سلبية، محذّرة من تداعيات التصعيد الجيوسياسي على الاقتصاد والمالية العامة. وفي ظل ذلك، ارتفعت احتياطيات النقد الأجنبي إلى مستوى قياسي بلغ 222 مليار دولار، مدفوعة بإعادة تقييم أصول، رغم تدخلات الحكومة في سوق العملات.

الأرقام الاقتصادية لهذا الأسبوع

الإثنين، 19 أيار/ مايو 2025
• الولايات المتحدة: كلمة عضو الفيدرالي بوستيك
• الولايات المتحدة: كلمة عضو الفيدرالي ويليامز
• الولايات المتحدة: المؤشر القيادي (شهري، نيسان/ أبريل) 
• الصين: سعر الفائدة الأساسي للقروض

الثلاثاء، 20 أيار/ مايو 2025
• ألمانيا: مؤشر أسعار المنتجين (شهري، نيسان/ أبريل)
• المملكة المتحدة: كلمة عضو بنك إنجلترا بيل
• الولايات المتحدة: مخزون النفط الخام حسب معهد البترول الأميركي
• الولايات المتحدة: كلمة عضو الفيدرالي ديلي

الأربعاء، 21 أيار/ مايو 2025
• المملكة المتحدة: مؤشر أسعار المستهلكين (سنوي، نيسان/ أبريل)
• منطقة اليورو: اجتماع السياسة غير النقدية للبنك المركزي الأوروبي
• ألمانيا: كلمة عضو البنك المركزي الألماني بالز
• منطقة اليورو: تقرير الاستقرار المالي للبنك المركزي الأوروبي
• الولايات المتحدة: مخزونات النفط الخام
• الولايات المتحدة: مخزونات النفط في كوشينغ

الخميس، 22 أيار/ مايو 2025
• ألمانيا: مؤشر مديري المشتريات الصناعي (أيار/ مايو) 
• منطقة اليورو: مؤشر مديري المشتريات الصناعي (أيار/ مايو) 
• الولايات المتحدة: مؤشر مديري المشتريات المركب (أيار/ مايو)
• الولايات المتحدة: مؤشر مديري المشتريات الصناعي (أيار/ مايو)
• منطقة اليورو: محضر اجتماع السياسة النقدية للبنك المركزي الأوروبي
• الولايات المتحدة: طلبات إعانة البطالة المستمرة

الجمعة، 23 أيار/ مايو 2025
• المملكة المتحدة: مبيعات التجزئة (شهري، نيسان/ أبريل)
• ألمانيا: الناتج المحلي الإجمالي (فصلي، الربع الأول) 
• الولايات المتحدة: تصاريح البناء (نيسان/ أبريل)
• الولايات المتحدة: مبيعات المنازل الجديدة (شهري، نيسان/ أبريل)

التحليل الفني: (المؤشرات الفنية تفقد دلالتها عند ارتفاع نسبة التذبذب نتيجة أحداث كبيرة)

الدولار الأميركي

واصل مؤشر الدولار تعافيه التصحيحي من القاع المُسجّل عند 97.90 خلال الأسبوع الماضي، لكنه بدأ يُظهر علامات ضعف مع اقترابه من المتوسط المتحرك لـ55 يوما، والذي يقع حاليا عند مستوى 102. رغم أن احتمال تسجيل ارتفاع إضافي لا يمكن استبعاده، فإن الصعود المُرجّح سيبقى محدودا عند مستوى 102.60، والذي يُمثّل تصحيح فيبوناتشي بنسبة 38.2% للهبوط الممتد من 110.15 إلى 97.90. على الجانب الهابط، فإن كسر مستوى الدعم 99.20 يُعيد إشارة على استئناف الاتجاه الهابط الرئيسي، مع احتمالية إعادة اختبار القاع السابق عند 97.90، بل وتجاوزه نحو مستويات أدنى.

مستويات الدعم والمقاومة:
مستوى دعم أول 100.00، مستوى دعم 99.20، مستوى دعم ثالث 97.90.
مستوى مقاومة أول 102.10، مستوى مقاومة ثاني 102.6، مستوى مقاومة ثالث 103.6.

اليورو الأوروبي
شهد زوج اليورو مقابل الدولار تراجعا خلال الأسبوع الماضي إلى مستوى 1.1065، لكنه تعافى بالقرب من مستوى الدعم المهم عند 1.1040، والذي يُمثّل تصحيح 38.2% من الموجة الصاعدة بين 1.0175 و1.1570. من المتوقع أن يُشكّل هذا المستوى دعما قويا قد يُنهي التصحيح إذا صمد. في المقابل، فإن اختراق مستوى 1.1290 سيُعزّز احتمالات العودة إلى الاتجاه الصاعد وإعادة اختبار القمة السابقة عند 1.1570. أما في حال كسر الدعم 1.1040 بشكل واضح، فقد يُضعف هذا السيناريو ويدفع الزوج نحو هبوط أعمق يستهدف مستوى 1.0710، وهو تصحيح 61.8%.

مستويات الدعم والمقاومة:
مستوى دعم أول 1.1040 مستوى دعم ثاني 1.096، مستوى دعم ثالث 1.0710.
مستوى مقاومة أول 1.1290، مستوى مقاومة ثاني 1.1570، مستوى مقاومة ثالث 1.17.

الشيقل الإسرائيلي
يشير التحليل الفني لزوج الدولار/شيقل (USD/ILS) إلى أن السعر ارتد من مستوى 3.53 وصعد حتى 3.83، إلا أن هذا الارتداد قد انتهى. ويقع مستوى تصحيح 50% فيبوناتشي للحركة الصاعدة من 3.05 إلى 4.08 عند 3.55، وهو يُمثّل مستوى دعم فني مهم في الوقت الحالي. في حال كسر السعر هذا المستوى أو الإغلاق دونه، فمن المتوقع أن يستمر التراجع باتجاه مستوى 61.8% فيبوناتشي عند 3.44. هذا السيناريو يُرجّح مزيدا من الضعف للدولار مقابل الشيكل على المدى القريب، خاصة في حال استمرار الضغط البيعي دون منطقة 3.55.

مستويات الدعم والمقاومة:
مستوى دعم أول 3.55، مستوى دعم ثاني 3.53، مستوى دعم ثالث 3.44.
مستوى مقاومة أول 3.64، مقاومة ثاني 3.67، مستوى مقاومة ثالث 3.70.

الذهب
قف سعر الذهب مقابل الدولار عند نقطة تحوّل فنية مهمة. تشير حركة الأسعار الحالية إلى احتمال اكتمال التصحيح الهابط الذي أعقب الارتفاع إلى مستوى 3500. وقد تراجع المعدن الأصفر نحو مستويات فنية رئيسية، من أبرزها المتوسط المتحرك لـ55 يوماً عند 3153، بالإضافة إلى مستوى تصحيح فيبوناتشي 38.2% للموجة الصاعدة من 2585 إلى 3500، والذي يقع عند 3150. وتشير هذه المستويات إلى إمكانية تشكّل دعم قوي يُعيد الزخم الصعودي للسوق. وفي حال حدوث اختراق واضح لمستوى المقاومة 3263، فمن المرجّح أن نشهد موجة ارتفاع جديدة تستهدف منطقة المقاومة بين 3435 و3500. أما في حال فشل الأسعار في الثبات أعلى 3150، فقد نشهد مزيدا من التراجع نحو مستويات دعم أدنى.

مستويات الدعم والمقاومة:
مستوى دعم أول 3200، مستوى دعم ثاني 3150، مستوى دعم ثالث 3070.
مستوى مقاومة أول 3263، مستوى مقاومة ثاني 3340، مستوى مقاومة ثالث 3380.

الفضة 
شهدت أسعار الفضة مقابل الدولار تداولات متقلبة خلال الفترات اللحظية الأخيرة، إذ تراجعت بعد ثباتها دون مستوى المقاومة المهم عند 32.70 دولار. يأتي هذا التراجع وسط استمرار الضغط السلبي نتيجة تداول السعر دون المتوسط المتحرك البسيط لفترة 50، مما يعزز توقّعات ضعف الزخم الصاعد. كما لوحظ تكوّن دايفرجنس سلبي في مؤشر القوة النسبية، الذي وصل إلى مناطق تشبّع شرائي مفرط، ما يشير إلى احتمالية انعكاس أو تصحيح. 

مستويات الدعم والمقاومة:
مستوى دعم أول 32، مستوى دعم ثاني 31.10، مستوى دعم ثالث 29.70.
مستوى مقاومة أول 33.50، مستوى مقاومة ثاني 34.20، مستوى مقاومة ثالث 34.50.

النفط
شهدت الأسعار يوم الخميس تسارعاً قوياً في تراجعها من قمة التعافي عند 63.50، وذلك بعد فشل متكرر في اختراق حاجز فيبوناتشي المهم عند 63.40، وهو يمثل نسبة 50% من حركة السعر بين 72 و54.80. هذا الضعف الجديد أدى إلى كسر مستويات دعم قوية في منطقة 60.30–60.00، والتي تمثل تصحيح 38.2% لموجة التعافي بين 55.10 و63.50، بالإضافة إلى كونها مستوى نفسيا مدعوما بالمتوسط المتحرك لعشرة أيام. اختراق هذه المنطقة بشكل واضح قد يُشكّل إشارة هبوطية جديدة تدفع السعر إلى مزيد من الانخفاض.

مستويات الدعم والمقاومة:
مستوى دعم أول 58.75، مستوى دعم ثاني 56.5، مستوى دعم ثالث 55.00.
مستوى مقاومة أول 62.2، مقاومة ثاني 63.40، مستوى مقاومة ثالث 64.50.

اخلاء مسؤولية: هذا التقرير هو لأغراض المعلومات فقط ولا يأخذ في الاعتبار الظروف الخاصة لأي مستلم، ولا يعتبر بأي شكل من الأشكال كتقديم مشورة في مجال الاستثمار، ولا يقصد به أو ينبغي تفسيره على أنه توصية أو عرض أو طلب للحصول على أي من الأدوات المالية و/أو الأوراق المالية المذكورة في هذا التقرير، ولا يعتبر المضمون أو جزءا من هذا التقرير بمثابة عقد أو التزام على الإطلاق، حيث يجب على المستثمرين طلب المشورة المهنية بشكل مستقل واستخلاص استنتاجاتهم فيما يتعلق بأية معاملة بما في ذلك أي منفعة اقتصادية و/أو المخاطر والآثار القانونية والتنظيمية والائتمانية والمحاسبة والضريبة. وبناء عليه لا يتحمل البنك الوطني أي مسؤولية قانونية ناتجة عن ذلك كما يخلي البنك الوطني مسؤوليته عن أي استخدام للمعلومات الواردة في التقرير.

المصدر: نشرات البنك الوطني