كيف تنوع محفظتك الاستثمارية في ظل اضطرابات الأسواق؟

تاريخ النشر

واشنطن-أخبار المال والأعمال- شكلت ميامي بيتش ملاذاً مثالياً للمهتمين بالشؤون المالية، إذ تجمع حشدٌ يضم حوالي 2500 من المستشارين والعاملين في الصناعة، لتقديم إجابات على جميع الأسئلة المتعلقة بالاستثمار.

إذا كنت تتساءل عن كيفية نقل الثروة بفعالية، أو سبل التدقيق في استثمارات في السوق الخاصة، أو كيفية مواجهة التضخم وعدم اليقين العالمي.

في مؤتمر "فيوتشر بروف سيتي وايد" (Future Proof Citywide) الذي عُقد في وقت سابق من هذا الأسبوع، كان الجواب على الأرجح على بعد خطوات قليلة.

سادت المؤتمر أجواء إيجابية، حيث استقطبت جلسة نقاشية حول بتكوين، قدمها الرئيس التنفيذي في شركة "استراتيجي" (Strategy)، مايكل سايلور، أكبرَ حشد من الحضور. يخالف ذلك إلى حد ما المزاج السائد في السوق مؤخراً.

أدت الانخفاضات الكبيرة في أسهم التكنولوجيا الأبرز إلى توتر العديد من المستثمرين والمحافظ، مع استمرار حالة عدم اليقين السياسي، ومخاوف الركود في التأثير على الاقتصاد.

انخفض مؤشر بلومبرغ للعائد الإجمالي لأسهم العظماء السبعة بنحو 14% منذ بداية العام، وهو متراجع بنحو 18% عن ذروته في كانون الأول/ ديسمبر.

ومع دفع أسهم التكنولوجيا مؤشر "إس أند بي 500" للانخفاض، يسعى المستثمرون إلى تنويع محافظهم الاستثمارية.

إليكم لمحة موجزة عن فرص الاستثمار التي نوقشت في ميامي بيتش، مستخلصة من حلقات نقاشية ولقاءات مع خبراء استثمار في الفعالية الأحدث.

التركيز على أوروبا واليابان

في حين أن الأسهم العالمية أبلت بلاء حسناً منذ بداية العام، إلا أن هناك مجالاً أكبر للنمو، وفقاً لغابرييلا سانتوس، كبيرة استراتيجيي السوق للأميركيتين في "جيه بي مورغان لإدارة الأصول" (J.P. Morgan Asset Management).

أشارت سانتوس إلى مؤشر "إم إس سي آي إيه سي دبليو آي" باستثناء الولايات المتحدة (MSCI ACWI ex USA)، وهو مؤشر دولي واسع النطاق، حيث "يبلغ الخصم إلى مؤشر إس اند بي 500 الآن 30% مقابل 40% في بداية العام، فيما يبلغ متوسط ​​20 عاماً 15%".

تعتبر سانتوس التوجه الأخير نحو الأسهم الدولية "إعادة تنظيم كبيرة في المحافظ"، أطلقتها موجة تصحيح في أسهم العظماء السبعة، وليس بسبب المخاوف بشأن دخول الولايات المتحدة في ركود.

تُفضل سانتوس أوروبا واليابان بشكل خاص، حيث قالت إنهما لم تحظيا باهتمام كافٍ من المستثمرين الأميركيين.

أضافت سانتوس أن الأسهم المالية في أوروبا واليابان جذابة، نظراً لانتهاء الانكماش وعودة أسعار الفائدة الإيجابية. وقالت إنه في أوروبا، فإن الأسهم الصناعية محل تركيز نظراً للزيادة الهائلة في الإنفاق الدفاعي في ألمانيا وأوروبا عموماً.

أما في اليابان، فإن زيادة نمو الأجور والاستهلاك المحلي تدفعها إلى تفضيل الشركات ذات التوجه المحلي.

التنويع وتوزيعات الأرباح

قال برايان أرمور، مدير الاستراتيجيات الخاملة في "مورنينغ ستار" (Morningstar)، إن الاضطرابات الحالية في السوق تُمثل فرصةً للعودة إلى الأساسيات.

أضاف أرمور "مع بلوغ نسبة الأسهم الأميركية من المحافظ الاستثمارية أحد أعلى مستوياتها على الإطلاق، يُعد هذا وقتاً مثالياً لتنويع المحفظة. هذا لا يعني بيع الأسهم الأميركية، بل التنويع بالاستثمار في السندات والأسهم الدولية".

تابع "لا نعرف ما سيحدث، لذا لا تحاول التخمين. فقط احتفظ بمحفظة استثمارية متنوعة وواجه التحديات ليوم آخر. كن مملاً".

أشار إلى أن من بين القطاعات الأقل خطورة في السوق، التي يُمكن للمستثمرين استكشافها صناديق المؤشرات المتداولة التي تُركز على الشركات التي تنمو توزيعات أرباحها.

وذكر أن صندوق المؤشرات المتداولة "فانغارد ديفيداند أبريشيشن" (Vanguard Dividend Appreciation ETF) "يركز على الشركات التي تحقق نمواً في توزيعات الأرباح على المدى الطويل، ويقلص الشركات التي تحقق أعلى عوائد لتوزيعات الأرباح".

(قد يكون ارتفاع توزيعات الأرباح مؤشراً على أن الشركة تمر بضائقة مالية). هناك نسخة دولية من صندوق المؤشرات المتداولة (الرمز: VIGI). خيار آخر هو "صندوق شواب الأميركي لتوزيعات الأرباح" (Schwab US Dividend Equity ETF) الذي يركز على عائد وجودة توزيعات الأرباح.

الشركات متوسطة الحجم

تُعتبر الشركات متوسطة الحجم الخيار الأمثل في الأسهم، وفقًا لإميلي رولاند، الرئيسة المشاركة للاستثمار في "جون هانكوك إنفستمنت مانجمنت" (John Hancock Investment Management).

وقالت: "تُتداول هذه الأسهم بخصم 30% مقارنة بأسهم الشركات الكبيرة، وهي ذات جودة أعلى من أسهم الشركات الصغيرة -فهي أكثر ربحية، وتحقق أرباحاً أفضل، وتدفقات نقدية أكبر في الميزانية العمومية، ومستويات ديون أقل".

أضافت رولاند "يتمثل التحدي الذي تواجهه أسهم الشركات الكبيرة في التقييمات التي تعادل 20 ضعف الأرباح المستقبلية". "سيكون من الصعب زيادة مضاعفات العائد من الآن فصاعدًا، وقد كان التوسع في مضاعفات العائد هو المحرك الرئيسي لعوائد الأسهم خلال العامين الماضيين".

اشترِ سندات "مملة"

إلى جانب أسهم الشركات المتوسطة، تُعد السندات أيضاً فئة أصول مفضلة لدى رولاند. وقالت إن "السندات المُملة لا تحظى بالتقدير. إنها مُسعرة بشكل خاطئ وتستحق مزيداً من الاهتمام".

بينما تعتقد رولاند أن عوائد السندات يجب ألا تكون مرتفعة كما هي الآن، إلا أنها تحب "مصدر الدخل" الذي توفره للمستثمرين اليوم. وهي تفضل آجال الاستحقاق المتوسطة من سبع إلى عشر سنوات.

وذكرت: "مع عائد لمؤشر السندات الإجمالي يبلغ حوالي 4.7% وسندات الشركات ذات الدرجة الاستثمارية عند حوالي 5.25%، سأقبل هذا طوال الوقت".

أضافت: "يمكنك تأمين تدفق الدخل لعدة سنوات، وتتحمل ثُلث المخاطر مقارنة بالأسهم".

المصدر: بلومبرغ