واشنطن-أخبار المال والأعمال- ركّز المرشحان الجمهوري دونالد ترامب ونائبة الرئيس الأميركي الديمقراطية كاملا هاريس خلال مناظرة رئاسية محتدمة، فجر اليوم الأربعاء، على الاقتصاد، وهي القضية التي أظهرت استطلاعات الرأي أنها تصب في صالح ترامب.
هاجمت هاريس نية ترامب فرض رسوم جمركية عالية على السلع الأجنبية، وهو الاقتراح الذي شبهته بضريبة المبيعات على الطبقة المتوسطة، في حين روجت لخطتها لتقديم مزايا ضريبية للأسر والشركات الصغيرة.
انتقد ترامب هاريس بسبب التضخم المستمر خلال فترة إدارة بايدن، رغم أنه بالغ في تقدير مستوى ارتفاع الأسعار. وقال إن التضخم: "كارثة على الناس وعلى الطبقة المتوسطة وعلى كل الطبقات".
لا تؤدي المناظرات الرئاسية بالضرورة إلى تغيير آراء الناخبين، لكن قد يكون لها عواقب وخيمة، فقد دفع الأداء الكارثي لبايدن أمام ترامب في حزيران/يونيو إلى الانسحاب من الحملة في 21 تموز/يوليو.
وضعت نائبة الرئيس الأميركي الديمقراطية كاملا هاريس ترامب في موقف دفاعي فيما يتعلق بمدى ملاءمته للمنصب ومشاكله القانونية العديدة، بينما سعى الاثنان إلى اقتناص لحظة لإقناع الناخبين بالتصويت لهما في انتخابات متقاربة.
في دفعة لحملة هاريس، قالت نجمة البوب تيلور سويفت لمتابعيها البالغ عددهم 283 مليونا على إنستجرام في منشور بعد المناظرة مباشرة إنها ستدعم هاريس ومرشحها لمنصب نائب الرئيس تيم والز في انتخابات الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر. وحظي المنشور بإعجاب ما يقرب من مليوني شخص في غضون 25 دقيقة.
تجادل المرشحان حول قضايا الهجرة والسياسة الخارجية والرعاية الصحية، لكن المناظرة لم تتضمن الكثير من التفاصيل السياسية المحددة. إلا أن نهج هاريس القوي نجح في توجيه التركيز إلى ترامب ليشعر حلفاؤها بالابتهاج ويعترف بعض الجمهوريين بالتحديات التي يواجهها ترامب.
قال وال مارك شورت الذي شغل منصب كبير موظفي مايك بنس نائب ترامب السابق: "أضاع ترامب فرصة تحويل التركيز إلى سياسات بايدن وهاريس بشأن الاقتصاد والحدود، وبدلا من ذلك وقع في فخها وتشتت تركيزه بين إنكار نتيجة الانتخابات السابقة ومسألة المهاجرين الذين يأكلون حيواناتنا الأليفة".
أظهر موقع بريدكت لتوقعات انتخابات الرئاسة أن احتمالات فوز ترامب انخفضت خلال المناظرة من 52% إلى 47% بينما تحسنت فرص هاريس من 53% إلى 55%. وفي إشارة إلى الثقة في نتيجة المناظرة، تحدت حملة هاريس ترامب على الفور لتنظيم مناظرة ثانية.
كرر ترامب خلال المناظرة إدعاءه بأن هزيمته في انتخابات عام 2020 كانت بسبب التزوير، ووصف هاريس بأنها "ماركسية"، وزعم أن المهاجرين تسببوا في موجة جرائم عنيفة. ومع بقاء 8 أسابيع على الانتخابات وأيام قليلة حتى بدء التصويت المبكر في بعض الولايات، شكلت المناظرة فرصا وكذلك مخاطر لكل مرشح، إذ تابع الحوار عشرات الملايين من الناخبين عبر شاشات التلفزيون.
انطلقت المناظرة بمصافحة مفاجئة بين الخصمين اللذين لم يلتقيا من قبل. واقتربت هاريس من ترامب عند منصته وقدمت نفسها بالاسم، وهي أول مصافحة في مناظرة رئاسية منذ عام 2016، وكان اللقاء مهما بشكل خاص لهاريس إذ أظهرت استطلاعات الرأي أن أكثر من ربع الناخبين الذين لم يحسموا أمرهم بعد يشعرون أنهم لا يعرفون ما يكفي عنها. ودخلت هاريس السباق قبل 7 أسابيع فقط بعد انسحاب الرئيس جو بايدن.
مواجهات على مواقع التواصل بعد مناظرة هاريس وترامب
تابع عشرات الملايين من الأميركيين المناظرة الرئاسية بين مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب ومرشحة الحزب الديمقراطي كاملا هاريس على شاشات التلفزيون في وقت مبكر اليوم، بينما اندلعت مواجهة أخرى على مواقع التواصل الاجتماعي استخدم أطرافها مقاطع مصورة أصلية وأخرى محررة تتناول لحظات بارزة في المناظرة.
قال مستشارون في وقت سابق إن هاريس، نائبة الرئيس الأميركي، كانت تستهدف استفزاز ترامب ليتفوه بما يمكن استخدامه في صنع مقاطع مصورة تتنشر على نحو سريع وكبير على مواقع التواصل الاجتماعي، ويبدو أن تلك الإستراتيجية أتت ثمارها.
انتشرت على وسائل التواصل بسرعة صور لتعبيرات وجه هاريس وهي حائرة أحيانا ومتشككة ومنزعجة أحيانا أخرى، بينما كان ترامب يردد سلسلة من الإدعاءات المتكررة مفادها أن المهاجرين من هايتي في سبرينجفيلد بولاية أوهايو يأكلون الكلاب والقطط.
في الوقت نفسه ركّز أنصار ترامب على تصريحاته خلال المناظرة عن خطة هاريس الاقتصادية قائلا إنها سطحية ومستنسخة من أجندة الرئيس جو بايدن.
يؤكد الخبراء أن وسائل التواصل الاجتماعي تلعب دورا أكثر أهمية في انتخابات العام الجاري مقارنة بالانتخابات الماضية. وحرص كل من الحزبين الديمقراطي والجمهوري على الاستعانة بصنّاع محتوى أو مؤثرين للترويج لسياساتهما ومرشحيهما.
المصدر: وكالات