رام الله-أخبار المال والأعمال- حذرت هيئة تنظيم قطاع الاتصالات، من المخاطر الاقتصادية والسياسية لتوسيع سلطات الاحتلال الإسرائيلي شبكات الاتصالات في المناطق المحاذية للضفة الغربية وقطاع غزة، في الوقت الذي تُحرم فيه الشبكات الفلسطينية من التطوير والتوسع.
ويأتي ذلك عقب الإعلان عن تشغيل برج جديد لشركة اتصالات خلوية إسرائيلية في مستعمرة "بيت إيل" المقامة على أراضي المواطنين شمال مدينة البيرة، بحضور وزير الاتصالات في حكومة الاحتلال شلومو قرعي.
وقال المدير التنفيذي للهيئة ليث دراغمة، إن هذه سياسة اجتياح تقني تنتهجها حكومة الاحتلال بذريعة اقتصادية، لتعزيز الاستعمار، والسيطرة على السوق الفلسطيني، والتضييق على الشركات الفلسطينية من خلال السيطرة على الفضاء والترددات وحجز النطاق، وهذه أهداف غير معلنة، وإنما سياسات عنصرية تسعى إلى إحكام السيطرة على الضفة الغربية، ودعم المستعمرات غير الشرعية، ضمن إستراتيجية الضم الزاحف لها.
وأشار إلى أن تغلغل شبكات الاحتلال ينعكس على الاقتصاد الفلسطيني، إذ إنها تُعتبر كأنها مشغّل خلوي ثالث، وذلك نظرا لأنها تستحوذ على حصة سوقية كبيرة وتعمل دون تراخيص، إذ تقدّر عدد الشرائح الإسرائيلية أكثر من 600 ألف شريحة تعمل في الأراضي الفلسطينية، في محاولة لاستباحة المناطق والأسواق الفلسطينية، ما يُلحق خسائر كبرى في دخل شركات الاتصالات الفلسطينية، وبالتالي ستفقد الخزينة الفلسطينية موردًا هاما من الضرائب.
وأكد دراغمة أن الهيئة بصفتها التنظيمية تسعى إلى حماية المواطن الفلسطيني والشركات الفلسطينية، من الفجوات الأمنية والتقنية التي تسببها هذه الشبكات من جانب الاحتلال، كما تسعى الحكومة الفلسطينية إلى تقديم المساعدة والتدخلات المطلوبة لدعم الشركات الفلسطينية وتقوية تغطية شبكاتها، وتطوير قدراتها التقنية.
وناشدت الهيئة المؤسسات والمنظمات الدولية كافة التدخل الفوري، ومساعدة الشركات الفلسطينية في ظل العدوان والاستهداف الإسرائيلي الذي تتعرض له.
وكانت شركة الاتّصالات الخلوية الإسرائيلية "سيلكوم"، قد أعلنت مؤخرا عن تشغيل برج خلوي جديد في مستعمرة "بيت إيل".
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية العامّة عن مصدر في وزارة الاتصالات الإسرائيلية قوله: "في نهاية عملية طويلة وجهد مشترك، قامت شركة سيلكوم بإنشاء البرج الجديد الذي يهدف لتحسين الاتصالات الخلوية بشكل كبير في جميع أنحاء وسط الضفة الغربية".
وقال وزير الاتصالات الإسرائيلي شلومو قرعي: "افتتحنا اليوم برجًا للهاتف الخليوي في بيت إيل، وهي خطوة صغيرة في خطة التغطية والاستقبال في الضفة الغربية التي وجّهتُ بتعزيزها في وزارة الاتصالات، وخطوة كبيرة لمستوطني بيت إيل ومنطقة رام الله".
وأضاف قرعي: "في نهاية الطريق سيكون هناك بثٌّ كامل وعالي الجودة لشبكات الخليوي الإسرائيلي، في إسرائيل، وفي كل مناطق الضفة الغربية".
وأشار وزير الاتصالات الإسرائيلي إلى أنّ وزارته خصصت بالتعاون مع وزارة المالية 50 مليون شيقل لهذا البرنامج، وسيتم قريبًا ضم البرج الحالي إلى عشرات أخرى في أنحاء الضفة الغربية.