كاليفورنيا (الولايات المتحدة)-أخبار المال والأعمال- احتفلت شركة نايك الأميركية العملاقة للملابس والأدوات الرياضية بالصفقة المفاجئة التي أبرمتها مع الاتحاد الألماني لكرة القدم، والتي ستنهي شراكة استمرت أكثر من 70 عاما بين الاتحاد وشركة أديداس الالمانية.
وجاء إعلان الاتحاد الألماني لكرة القدم، الخميس، عن تغيير الشركة الموردة لملابس ومستلزمات المنتخب الألماني "الماكينات" اعتبارا من عام 2027 بمثابة مفاجأة لعالم الساحرة المستديرة نظرا للمكانة المميزة لأديداس في ألمانيا.
وقال جون دوناهو، الرئيس التنفيذي لشركة نايك في مؤتمر عقد عبر الهاتف مع محللين بعد عرض أحدث الأرقام الخاصة بميزانية الشركة "لقد كان جهدا جماعيا رائعا ودليلا عظيما على أنه عندما تقدم نايك أفضل ما لديها، لا يمكن لأحد أن يهزمنا".
وأضاف: "نشعر بالفخر والامتياز لشراكتنا مع الاتحاد الألماني لكرة القدم، بدءا من عام 2027".
ولم يتم الكشف عن تفاصيل مالية، لكن صحيفة "هاندلسبلات" الألمانية، كشفت نقلا عن مصادر في الصناعة، إن نايك ستدفع للاتحاد الألماني لكرة القدم، الذي يعاني من ضائقة مالية أكثر من 100 مليون يورو (108 ملايين دولار) سنويا بين عامي 2027 و2034، في الوقت الذي تبلغ فيه قيمة صفقة أديداس 50 مليون يورو سنويا، وفقا لصحيفة "بيلد" الألمانية.
وودع منتخب ألمانيا للرجال آخر نسختين لكأس العالم من دور المجموعات، كما عانى فريق السيدات من نفس المصير في المونديال الذي جرى العام الماضي، ما أدى لتقلص إيرادات الاتحاد الألماني لكرة القدم.
وقال رئيس نايك إن الشركة، التي استحوذت على قمصان منتخبي فرنسا وإنجلترا عامي 2012 و2013 على الترتيب، أثبتت قدرتها على تحويل المنتخب الألماني مرة أخرى إلى "علامة تجارية عالمية" وتحويل لاعبي كرة القدم إلى "أبطال عالميين".
في المقابل، لم يكن الساسة الألمان سعداء بقرار الاتحاد الألماني لكرة القدم.
واتهم روبرت هابيك، نائب المستشار الألماني ووزير الاقتصاد، الاتحاد الألماني بعدم الوطنية، في حين أعرب ماركوس زودر، رئيس وزراء ولاية بافاريا الذي أبرم ناديه المحلي بايرن ميونخ صفقة كبيرة مع شركة أديداس، التي تتخذ من بافاريا مقرا لها، بالذعر من انتهاء قصة نجاح عمرها 70 عاما.
وكتب السياسي المنتمي للاتحاد الاجتماعي المسيحي على حسابه بمنصة إكس (تويتر سابقا): "من الخطأ، ومن العار، وغير المفهوم أيضا أن تنتهي هذه القطعة من التاريخ الآن".
وأضاف "يلعب المنتخب الوطني بثلاثة خطوط، وكان ذلك واضحا مثل أن الكرة مستديرة والمباراة تستمر لمدة 90 دقيقة. كرة القدم الألمانية ليست بيدقا في معارك الشركات الدولية. التجارة ليست كل شيء".
وصرح فريدريش ميرز، زعيم المعارضة الألمانية "هذا قرار غير مفهوم على الإطلاق بالنسبة لي. ويجب أن أكون صادقا، إنه أيضا غير وطني".
في غضون ذلك، اكتفى متحدث باسم المستشار الألماني أولاف شولتس بالقول إن القرار يعود للاتحاد الألماني لكرة القدم، رافضا الإدلاء بمزيد من التعليقات.
أما بوريس راين، رئيس وزراء ولاية هيسن، الذي تعد ولايته مقر الاتحاد الألماني لكرة القدم في مدينة فرانكفورت، فقال "الخطوط الثلاثة تسير جنبا إلى جنب مع النجوم الأربعة التي نرتديها على صدورنا. أبطال العالم يرتدون ملابس أديداس، وليس بعض العلامات التجارية الأميركية الخيالية".
وشدد "لهذا السبب أعتقد أن ما يفعله الاتحاد الألماني لكرة القدم يعد تغييرا كبيرا. أشعر بالأسف الشديد لذلك ولا أستطيع أن أتخيل أن الاتحاد الألماني لكرة القدم سيكون قادرا على الالتزام بالصفقة الجديدة".