إلى متى سيتحمل المسافرون ارتفاع أسعار التذاكر؟

تاريخ النشر
صورة توضيحية-تصوير وكالات

باريس-أخبار المال والأعمال- سجل معرض باريس الجوي الأسبوع ما قبل الماضي أعلى مستوى من طلبيات الشركات لشراء الطائرات منذ 15 عاما.

نعم، لقد جاءت أغلبية هذه الطلبيات من شركتي طيران هنديتين مع تخطيط أن تكون عمليات التسليم على مدار العقد المقبل.

لكن يبدو أن المشاعر القوية التي قادت هذه الطلبات منتشرة عبر العالم حيث يتجاهل الركاب ارتفاع أسعار تذاكر الطيران والتضخم القياسي والمخاوف بشأن الركود المحتمل للحجز لعطلاتهم.

بعد ثلاثة أعوام رهيبة، يستمتع المديرون التنفيذيون لشركات الطيران بالحجوزات الوفيرة وبتسامح جمهور المسافرين جوا الواضح مع أسعار التذاكر الأعلى من أي وقت مضى.

ولكن إلى متى؟ تخميني هو أنه ليس إلى وقت طويل. وفقا للبيانات التي استشهد بها مجلس المطارات الدولي الأوروبي، كانت أسعار الرحلات الجوية العالمية في أيار/مايو أعلى 36 في المائة تقريبا مما كانت عليه في 2019.

وبحسب تقديرات تطبيق هوبر الأمريكي للسفر، ارتفعت الأسعار من الولايات المتحدة إلى أوروبا 23 في المائة عن 2019. تقول شركة فيرجن أتلانتيك إن أسعار شمال الأطلسي على خطوطها ارتفعت 35 في المائة خلال الفترة نفسها.

ورغم ذلك، ما زال الركاب يحلقون. يتوقع الاتحاد الدولي للنقل الجوي أن تتجاوز حركة الركاب مستويات 2019 العام المقبل، على الرغم من الرياح المعاكسة لارتفاع الأسعار والتضخم وعدم اليقين الاقتصادي.

وفقا لإد باستيان، الرئيس التنفيذي لشركة دلتا أيرلاينز، فإن هذا أكثر مما يسمى بالسفر الانتقامي بعد أعوام من قيود كوفيد- 19. قال مازحا في نيسان/أبريل، "إننا في فترة تعاف متعددة الأعوام من الجائحة وسيكون أعلى بكثير من أي شيء يتوقعه أي شخص".

يعود السبب في ارتفاع الأسعار جزئيا إلى نقص السعة، حيث تؤثر مشكلات سلاسل التوريد في عمليات تسليم الطائرات وصيانتها. لكن التكاليف الإجمالية للسفر، بما فيها الفنادق، آخذة في الارتفاع أيضا، وأي شخص يراهن على أن الركاب أصبحوا محصنين ضد الأسعار قد يكون مقدما على مخاطرة كبيرة للغاية.

يقول مخططو الطيران إن التنبؤ بالطريقة التي سيتصرف بها المستهلكون أصبح أكثر تعقيدا بكثير في مرحلة ما بعد الجائحة. تمكنت التوقعات السابقة من استغلال عقود من البيانات التي توضح بالتفصيل ما يسمى بالمرونة السعرية للطلب - وهي في جوهرها، العلاقة بين مستوى أسعار تذاكر الطيران والظروف الاقتصادية الأوسع والميل إلى السفر، وفقا لأحد المتنبئين.

لكن "تلك الافتراضات كانت تستند إلى سوق تطورت في اتجاه واحد، وهو أن التذاكر أصبحت أرخص بثبات"، كما يقول. الأمر ليس كذلك الآن.

يقول روب موريس، رئيس الاستشارات العالمية في "أسيند"، ذراع شركة سيريوم، "ماذا سيحدث عندما تنتهي مدخرات كوفيد، وإذا أصبحت البطالة أعلى؟ لا أحد يعرف".

علاوة على ذلك، استفادت بعض شركات الطيران من عدم تطابق العرض والطلب بعد كوفيد للضغط من أجل تحصيل إيرادات أكثر من المسافرين بينما تعرض خدمات أقل، ما يجعل التكلفة الحقيقية للطيران أقل شفافية ويزيد من متاعب السفر.

لم تعد حقيبة المقصورة مشمولة في السعر الأساسي لشركات طيران كثيرة - سواء أكانت شركات الطيران منخفض التكلفة أو القديمة.

وإذا لم تدفع مقابل تخصيص المقاعد، فقد تجد رفيقك جالسا في أقصى نهاية الطائرة - حتى لو كنتما محاطين بمقاعد فارغة، كما حدث معي في رحلة إلى دبلن كنت على متنها أخيرا.

إن هذا الذي يسمى بالتسعير بالتنقيط، وهو مستخدم في كثير من الصناعات الترفيهية، يخضع الآن للمراقبة الحكومية في المملكة المتحدة. فإذا شعرت الحكومة بأنها مضطرة للتصرف، فهذه بالتأكيد علامة على أن المستهلكين وصلوا إلى حدود طاقة تحملهم.

هناك إشارات إنذار أخرى تومض. وفقا لـ"هوبر"، عدد عمليات التحقق من الأسعار قبل الحجز قد ارتفع بنسبة تراوح بين 25 و50 في المائة في الربع الأول من 2023 مقابل 2019. يتطلع مسافرون كثيرون أيضا إلى السفر من الإثنين إلى الأربعاء، عندما تكون الأسعار أرخص.

تقول هايلي بيرج، كبيرة الاقتصاديين في هوبر، "إن هذا يوضح لي أن الرغبة في السفر لا تزال موجودة، لكن هناك أيضا ضغطا على المحافظ".

إن النقل الجوي، الذي في الأغلب ما يكون مؤشرا لحركة المسافرين، آخذ في التباطؤ أيضا. تعتقد ماري أوينز تومسن، كبيرة الاقتصاديين في الاتحاد الدولي للنقل الجوي، أن النمو الحالي للطلب قد يتباطأ في المستقبل القريب.

"2023 كان للطيران وقت رائع"، كما قالت لي. "إن لدى الناس دخلا وهذا أهم من حقيقة أن القوة الشرائية آخذة في التناقص. سأضع نقطة نهاية لذلك عندما تبدأ البطالة في الارتفاع مرة أخرى. ويمكن أن يحدث ذلك في نهاية العام".

قد تكون الخطوط الجوية ناجحة جدا الآن، لكنها تعرف المخاطر. حتى شركة دلتا قلصت السعة المخططة على الطرق عبر الأطلسي بدءا من أيلول (سبتمبر) كإجراء احترازي، ما يساعد أيضا بشكل ملائم على ثبات الأسعار.

يقول كبير المسؤولين التجاريين في شركة فيرجن أتلانتيك، يوها يارفنين، إنه لم ير أي علامة على تباطؤ الطلب.

مع ذلك، قد يكون مجال زيادة الأسعار قد وصل بالفعل إلى منتهاه. "إذا كانت هناك أزمة متنامية في تكلفة المعيشة (...) سيكون لذلك تأثير في إنفاق الناس وينبغي أن نكون مستعدين للتكيف".

المصدر: فاينانشال تايمز