رام الله-أخبار المال والأعمال- تسعى الحكومة الفلسطينية بالشراكة مع القطاع الخاص، إلى زيادة مساهمة الطاقة الشمسية في قطاع الكهرباء لتصل إلى 20% من مجمل الاستهلاك، عبر مشاريع قائمة وأخرى يجري العمل على تنفيذها بالشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص.
وقال عازم بشارة المدير التنفيذي لشركة "مصادر" التابعة لصندوق الاستثمار الفلسطيني في مقابلة مع رويترز، "أطلقنا برنامجا للتطوير بما يعادل 200 ميغاواط من الطاقة الشمسية في فلسطين".
وأضاف، "نفذنا محطتي طاقة شمسية كبيرتين.. واحدة في أريحا تنتج 7.5 ميغاواط، والثانية في كفر دان قضاء جنين تنتج 5 ميغاواط".
وذكر بشارة أن لدى الشركة حاليا مشروعين قيد التنفيذ، الأول في بلدة رمون في محافظة رام الله والبيرة سينتج 4 ميغاواط، ومحطة أخرى في بلدة بيت ليد قضاء طولكرم من المقرر أن تنتج 5 ميغاواط.
وقال، "فلسطين عضو في اتفاقية الأمم المتحدة للمناخ وفي إطار هذه الاتفاقية هناك أهداف تم وضعها وفلسطين تشارك فيها من خلال الطاقة الشمسية".
وتابع، "وبالإضافة إلى ذلك، فإن مشاريع الطاقة الشمسية مجدية اقتصاديا وتعزز أمن الطاقة في فلسطين لأنه في الوضع الحالي غالبية مصادر الكهرباء هي مصادر خارجية يتم استيرادها من إسرائيل بالأساس، وهذا الوضع غير صحي لأمن الطاقة في فلسطين".
وبحسب التقرير السنوي الأخير لصندوق الاستثمار الفلسطيني، تستورد فلسطين حاليا ما يزيد على 98% من استهلاكها من الكهرباء، البالغ حوالي 1300 ميغاواط.
وتعتبر إسرائيل المصدر الرئيسي للكهرباء في الأراضي الفلسطينية، بالإضافة إلى كمية أخرى يتم الحصول عليها من الأردن ومصر وما تنتجه المحطة الوحيدة لتوليد الكهرباء في قطاع غزة، والتي لا تعمل بكامل طاقتها.
وأوضح بشارة أن الشركة تنفذ مشروعا لوضع ألواح شمسية على أسطح المدارس العامة لإنتاج 35 ميغاواط.
وقال، "حتى الآن، نفذنا منه تقريبا 14 ميغاواط. نطمح لبناء أنظمة طاقة شمسية على (أسطح) 500 مدرسة، ولغاية الآن أنجزنا 140 مدرسة".
وأشار بشارة إلى أن هذا المشروع يعمل على تغطية احتياجات هذه المدارس من الكهرباء وبيع الفائض بأسعار منافسة لشركات توزيع الكهرباء.
وخصص صندوق الاستثمار الفلسطيني، الذراع الاستثمارية للسلطة الفلسطينية برأسمال يقترب من مليار دولار، حوالي 200 مليون دولار للاستثمار في قطاع الطاقة الشمسية.
ولا يقتصر الاستثمار في قطاع الطاقة الشمسية على صندوق الاستثمار الفلسطيني، حيث توجد استثمارات للقطاع الخاص، أو حتى على مستوى محطات صغيرة يمكن مشاهدتها على أسطح المنازل.
ويبدو أن الاستثمار في هذا القطاع الحاصل على إعفاءات ضريبية من الحكومة يستقطب المزيد من المستثمرين.
وأعلن رئيس الوزراء محمد اشتية، مؤخرا، عن استثمارات جديدة في هذا المجال تهدف لإنتاج 93 ميغاواط لتغطية احتياجات المخيمات الفلسطينية من الكهرباء.
وقال خلال جلسة للحكومة خلال الشهر الحالي، "أعلنا عن استدراج اهتمام المستثمرين في الطاقة الشمسية لإنتاج حوالي 93 ميغاواط لخدمة المخيمات الفلسطينية".
وأضاف، "سوف نتعاون مع اللجان الشعبية في المخيمات، ودائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير، لإنجاز هذا الموضوع".
ويواجه الاستثمار في الطاقة الشمسية في الأراضي الفلسطينية مجموعة من العقبات تحول دون التوسع في القطاع.
وأوضح بشارة في مقابلته مع رويترز، "هدف الوصول إلى إنتاج 20% من حاجتنا للكهرباء من الطاقة الشمسية ممكن الوصول إليه ولكن هناك معوقات رئيسة من المهم أن نتطرق لها".
وقال، "هناك عقبات في فلسطين تمنعنا من القيام بمشاريع بحجم كبير وأهمها إمكانية الوصول إلى مساحات من الأراضي".
وأضاف، "غالبية المشاريع حصلت في مناطق تحت سيطرة السلطة الفلسطينية المباشرة.. مناطق (ألف وباء)، وغالبية الأراضي المتوفرة لعمل مشاريع عليها تقع في المناطق (جيم) تحت السيطرة الإسرائيلية المباشرة ولا يوجد إمكانية للوصول إليها".
وتابع، "هذا يحد من ناحية كم وقدرة المشاريع التي يمكن تنفيذها".
ويقول بشارة، إنه نتيجة السيطرة الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية "ليس هناك شبكات ضغط عال لنقل الكهرباء. إقامة مشاريع كبيرة تتطلب شبكات ضغط عال لنقل الكهرباء من مكان الإنتاج في مراكز نائية إلى مراكز الأحمال والاستهلاكات".
وأضاف، "إذا تم التغلب على هذين المعوقين، بالإمكان نعمل أكثر بكثير".
وتسعى بلدية مدينة أريحا، المعروفة بسطوع الشمس وارتفاع درجات الحرارة فيها لانخفاضها عن مستوى سطح البحر، إلى تقديم نموذج في الاستفادة من الطاقة الشمسية.
وقال رئيس بلدية أريحا عبد الكريم سدر، "أريحا من أولى البلديات التي بدأت في إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية التي تساهم في معالجة موضوع المناخ".
وأضاف، "قبل حوالي ثماني أو تسع سنوات، بدأت بلدية أريحا في أول مشروع لها للطاقة الشمسية بإنتاج اثنين ميغاواط بالتعاون مع شركة كهرباء القدس صاحبة الامتياز في المنطقة".
وتابع، "لدينا أيضا مشروع جديد تم توقيعه مع شركة القدس لإنتاج ميغاواط واحد لاستخدامها في إنارة الشوارع".
ويأمل سدر أن تشهد الفترة القادمة زيادة إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية "من خلال تشجيع المنازل على تركيب وحدات خلايا شمسية".
وقال، "نحن نبحث عن الإمكانيات التي من الممكن أن نساهم بها كبلدية حتى يقل استخدام الطاقة الكهربائية المأخوذة من شبكة الكهرباء الإسرائيلية".
تاريخ النشر