لقاء يبحث مشروع إنشاء "القرية المستدامة للأحذية" في الخليل

تاريخ النشر
جانب من اللقاء

الخليل-أخبار المال والأعمال- نظمت منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو)، يوم الثلاثاء، لقاء جمع وفدًا إيطاليًا رفيع المستوى من العاصمة روما، وممثلين عن الوكالة الإيطالية للتعاون الإنمائي AICS في كلٍ من روما والقدس، والقنصلية الإيطالية العامة في القدس، مع وزارة الاقتصاد الوطني، ورجال الأعمال وممثلي القطاع الخاص في الخليل.

وعُقد اللقاء في مقر غرفة تجارة وصناعة الخليل، حيث استقبل الوفد وزير الاقتصاد الوطني خالد العسيلي، وممثلي اليونيدو: رئيس قسم الطاقة في المقر العام للمنظمة في ڤينا طارق إمطيره، ورئيس مكتب برنامج اليونيدو في فلسطين أحمد الفرا.

وضم الوفد الإيطالي مدير عام الوكالة الايطالية للتعاون الإنمائي في روما لوكا مايستريبياري، ومدير الوكالة الايطالية للتعاون الانمائي في فلسطين جوليالمو جيوردانو، ونائبة القنصل العام الإيطالي في القدس، بالإضافة إلى ممثلي القطاعات الرئيسية في الوكالة، وبشكل خاص القطاعين الاقتصادي والإنشائي.

وشكّل اللقاء فرصةً للاحتفال بنتائج الشراكة المستمرة بين اليونيدو وإيطاليا وفلسطين لدعم الصناعات الإبداعية في تعاون وثيق على مدار السنين، وخاصة لدعم سلسلة القيمة لقطاع صناعة الأحذية والجلود. وتخلله الإعلان عن مشاريع جديدة استراتيجية لدعم هذا القطاع الواعد، سيتم البدء بتنفيذها قريبًا كجزء من الاستراتيجية الوطنية للعناقيد الصناعية، وبشكل خاص عنقود الخليل الصناعي.

وقد تم تطوير الاستراتيجية الوطنية للعناقيد الصناعية بالشراكة ما بين وزارة الاقتصاد الوطني ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) بهدف تعزيز التنمية الصناعية الشاملة والمستدامة في دولة فلسطين، حيث تم تضمين عنقودين صناعيين وطنيين في هذه الإستراتيجية، وبشكل رئيس في كل من الخليل ونابلس، كمراكز صناعية في فلسطين.

وناقش اللقاء مشروع إنشاء "القرية المستدامة للأحذية" في الخليل، باعتبارها أحد الركائز الأساسية لتنفيذ استراتيجية العناقيد الصناعية في الخليل.

2


وفي كلمته خلال اللقاء، أكد الفرا على الشراكة الناجحة والمثمرة وطويلة الأمد التي تجمع إيطاليا واليونيدو في جميع أنحاء العالم، وخاصة في فلسطين، مشيرًا إلى أن أهمية مشروع إنشاء "القرية المستدامة للأحذية" في الخليل، لتحفيز هذه الصناعة وتطويرها، وفتح آفاق جديدة وصولا للأسواق المحلية والإقليمية.

ولفت الفرا إلى أن هذا المشروع يبني على النجاح الكبير الذي حققه مشروع دعم وتطوير سلسلة القيمة الصناعية للأحذية والجلود والذي أطلق عام 2018، منوهًا إلى أن مشروع القرية المستدامة يتكون من ثلاثة تدخلات رئيسية تشتمل على مكونات الهدف الاستراتيجي التاسع للتنمية وهي البنية التحتية، الابتكار والصناعة. وبين الفرا أن منهجية التنفيذ تشجّع مفهوم الشراكة بين القطاعين الخاص والعام، بما يمكّن من تحقيق استمرارية حقيقية للنتائج وتحقيق النمو المنشود في سلاسل القيمة المستهدفة.

من جهته، أعرب إمطيره عن مدى سعادته بوجوده في محافظة الخليل، وأثنى على هذه الشراكة الاستراتيجية بين الأطراف الثلاثة.

وقال إمطيرة إن تعزيز مهارات التصميم والإبداع، وتقوية القدرات الفنية، وخلق بيئة قادرة على الجمع بين مختلف المستفيدين في سلسلة العناقيد الصناعية، كانت المكونات الأساسية لأي مشروع تنفذه اليونيدو في فلسطين وقد حققنا نتائج ملموسة ومذهلة.

من جانبه، رحب العسيلي بالشركاء الإيطاليين في مدينة الخليل، مشيرًا إلى أنها ليست فقط واحدة من أقدم المدن في فلسطين وبلاد الشام بأسرها، بل ما تزال معروفة بتراثها التاريخي والثقافي المهم، وتعتبر مركزًا للتجارة، وواحدة من أكبر المحافظات الصناعية في فلسطين، والمعروفة في البلاد وخارجها بالجهد الكبير لسكانها وحيوية أعمالها.

وقال العسيلي: "لطالما كانت صناعة الأحذية الفلسطينية واحدة من أكثر القطاعات ديناميكية في الاقتصاد الفلسطيني. ومع ذلك، فقد واجهت طاقتها الإنتاجية تحديًا في السنوات الأخيرة بسبب عدة عوامل من أبرزها المنافسة الشرسة التي أغرقت البلاد بمنتجات منخفضة الجودة ومنخفضة الأسعار".

وأكد العسيلي أن الاستلهام من النموذج الإيطالي، وبناءً على نتائج مشروع اليونيدو الأول في تطوير سلسلة القيمة لصناعة الأحذية والجلود الذي نفذته في الخليل بتمويل من الوكالة الإيطالية للتعاون الإنمائي، يمكن أن يكون نموذج "القرية المستدامة للأحذية" فرصة عظيمة لعكس المسار وتحفيز سلسلة التوريد الصناعية لدينا من خلال الابتكار والتصميم والبنية التحتية الصناعية المستدامة والحديثة، مشيرًا إلى أنه من خلال الجمع بين أطراف سلسلة التوريد في مكان واحد، ستوفّر القرية مركزًا للصناعة بفضل بنيتها التحتية وفرص الوصول إلى السوق التي سيتم تدريب ممثليها على توليدها.

بدوره، أكد مايستريبيري بأن الوكالة الإيطالية للتعاون الانمائي ستستمر في دعمها لقطاع التنمية الصناعية المستدامة، وخاصة في قطاع التصنيع من خلال العمل وتطوير الخبرة الإيطالية وبالتعاون مع منظمة اليونيدو في هذا القطاع الذي يعتبر أحد أهم القطاعات في فلسطين.

ومن الجدير ذكره ان مرافق القرية ستعتمد على الاستدامة في مصادر الطاقة النظيفة، كما وستكون متاحة لجميع المستفيدين، رجالًا ونساءً. هذا وسيتم تطوير بنية تحتية تمكينية في الموقع لدعم فعالية وكفاءة المرافق المشتركة، بما في ذلك توفير الآليات وتوفير الخبراء في مراحل الإنتاج وإدارة الطاقة المستدامة والتصميم. كما وستعمل القرية على تحسين وتطوير خطوط الانتاج من خلال تطوير المهارات والدعم الفني، إضافة الى تعزيز القدرة التنافسية للمنتجات من خلال تقديم حلول وتقنيات مستدامة. وصولاً لرفع مستوى الإنتاجية لسلسلة القيمة لصناعة الأحذية والجلود من خلال الاستثمار في آليات وتقنيات جديدة لتعزيز الابتكار.

وفي نهاية اللقاء، لفت الوزير العسيلي إلى أن وزارة الاقتصاد الوطني تتطلع إلى رؤية النتائج التي ستحققها "القرية المستدامة للأحذية"، شاكراً الشركاء الإيطاليين ومن اليونيدو على دعمهم لهذه البنية التحتية الصناعية الطموحة والمواكبة للتطور.

وأضاف أن منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) استطاعت أن تعكس رؤيتها الصناعية المبتكرة في هذا المشروع المحفز من جديد، ويسر الوزارة تجديد شراكتها معها بشكل مستمر.

وقد شارك في اللقاء العديد من رؤساء مؤسسات القطاع الخاص والاتحادات الصناعية المتخصصة وبمشاركة حثيثة من رئيس غرفة تجارة وصناعة محافظة الخليل عبده إدريس، ورئيس الإتحاد العام للصناعات الفلسطينية نورالدين جرادات، ورئيس ملتقى رجال الأعمال الفلسطيني عامر العسيلي، وممثلي أصحاب المصانع العاملة في سلسلة القيمة لصناعة الأحذية والجلود وسلالسل القيمة الأخرى ذات العلاقة.