ريم كمال الشيخ.. نموذج سيدة أعمال فلسطينية ناجحة

تاريخ النشر
الرئيس التنفيذي لمجموعة "واصل" ريم كمال الشيخ

رام الله-(الحياة الجديدة)- ميساء بشارات- من المتعارف على مجتمع الأعمال الفلسطيني قوة الرجال فيه، والسيطرة على الاقتصاد بشكل عام، رغم وجود سيدات كثر يعملن في القطاع الخاص وبعضهن في الإدارات العليا للشركات والمؤسسات، لكن يبقى مطلوب منها بذل جهود مضاعفة في ظل هذه السيطرة.

في 21 أيلول 2021 تم الإعلان عن تعيين ريم كمال الشيخ، بمنصب الرئيس التنفيذي لمجموعة واصل، لتكون حاليا المرأة الوحيدة في هذا المنصب العالي لشركة مساهمة عامة متداولة في بورصة فلسطين.

"الحياة الاقتصادية" التقت الشيخ في شهر المرأة، حيث ترى أنه إذا بذل الرجل جهدا واحدا في العمل، على المرأة ان تبذل جهدا مضاعفا لكي تثبت نفسها وتكون الخيار الوحيد في حال سنحت فرصة للتقدم لمنصب أعلى بشكل دائم.

وتضيف "بفضل العمل الدؤوب الذي قمت به في السنوات الأخيرة في عملي، وصلت إلى هذا المنصب الإداري العالي الذي يطمح للوصول اليه كل شخص منا، لكن ذلك لا يعني الاكتفاء والبقاء مكاننا، بل العكس تماما مضاعفة العمل والتركيز أكثر هو المطلوب، لم لا وبإمكاني الوصول إلى أكثر".

الكثير من النماذج النسائية المشرفة طوال السنوات الماضية في فلسطين، حققن العديد من النجاحات في شتى المجالات وتبوأن مناصب رفيعة المستوى.

الشيخ عضو في مجلس إدارة مجموعة "واصل"، ومجلس إدارة الغرفة التجارية الفلسطينية الأميركية، ومؤسسة إنجاز فلسطين، وشركة واصل للتأجير السياحي، وهي حاصلة على ماجستير العلاقات الدولية والتنمية من جامعة بيت لحم، وبكالوريوس في إدارة الأعمال من جامعة بيرزيت.

البدايات

تعتبر الشيخ نفسها محظوظة بمسيرتها المهنية، اذ شغلت منصب مدير الشؤون الإدارية والموارد البشرية في المجموعة، ولديها خبرة واسعة تزيد على 15 عاماً في تطوير الأعمال، وإدارة المشاريع، والموارد البشرية، والسياسات، وتنظيم الشركات، واستراتيجية الاتصال وإدارة الأحداث. وقبل انضمامها إلى مجموعة "واصل"، عملت في شركة فلسطين للتنمية والاستثمار – باديكو القابضة، وشركة بيتي للاستثمار العقاري - مدينة روابي، وغيرها من المشاريع الممولة من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID).

تقول:" تمر المرأة بصعوبات عند توليها المناصب الإدارية العليا، والتي تحتكر أغلبها من قبل الرجال، تتمثل بداية في غياب الثقة وانعدامها من قبل البعض خاصة الموظفين الرجال، بسبب التراكمات والنظرة الخاطئة التي يرى المجتمع بها المرأة والصورة النمطية لديه عنها".

وتضيف: "نحن كنساء نريد تغيير الصورة النمطية والمتمثلة بالشك في قدراتنا على تولي المناصب الإدارية العليا، لذلك يقع على عاتقنا جميعا جهد مضاعف ومثابرة أكبر من الرجال".

وتتابع "لا بد من وجود صعوبات تتمثل في خلق توازن بين العمل والمنزل، وهي صعوبة يومية تتحداها المرأة يوميا، وهو ما يجعلها أيضا تحتاج إلى بذل وقت وجهد مضاعف لاثبات وجودها والقيام بمهامها والتميز فيها".

التسلح بالعلم والمعرفة

وتؤكد الشيخ، أن جميع الصعوبات تتذلل بالجهد والإرادة والمثابرة والعزيمة على تحقيق ما نطمح اليه، والثقة بالنفس والتسلح بالعلم والمعرفة هو أساس النجاح.

والشيخ حاصلة على العديد من الدورات لتكون على دراية واطلاع بكل ما يتعلق بعملها، تقول: "كان لا بد أن أتعلم كل شيء يخص العمل، سعيت لامتلاك المعرفة بكل ما يمكن أن يفيدني بمجال عملي، لتزيد خبرتي وأتميز بمجال عملي وأحقق النجاح، قرأت الكتب واشتركت في دورات عملية وورش عمل وسجلت في محاضرات مختصة، وحصلت على العديد من الدورات المالية وقراءة الميزانيات والبيانات والبورصة، وقانون الشركات والقانون الفلسطيني".

وتشير إلى أن تحمل المسؤولية دفعها لتعلم كل ذلك أيضا، لتحافظ على الشركة وتبقى على اطلاع بما يجري، وتكون على قدر من المسؤولية.

المرأة هي اللمسة السحرية في العمل

"يوجد من بين حوالي 9-11 عضوا في مجالس إدارة الشركات التي أحضر اجتماعاتها امرأة واحدة او اثنتين، وهو عدد ضئيل جدا، ومن حق النساء الفلسطينيات الحصول على الفرص بالتساوي مع الرجال في تولي مناصب عليا في القطاع الخاص" تقول الشيخ.

وتضيف أن الشخص المناسب يجب ان يوضع في المكان المناسب، بغض النظر عن جنسه، ولا يجب إقصاء النساء، بل الاطلاع فقط على الخبرة والمستوى التعليمي والكفاءة، والشركة التي تفقد وجود المرأة فيها تفقد الكثير من اللمسات والتفاصيل الدقيقة، وقادرة على القيام بالمهام الملقاة على عاتقها.

وتشير إلى أن فكرة الرجل يستطيع والمرأة لا تستطيع، عفى عليها الزمن، وفاقدة للقيمة، والمطلوب من النساء اثبات ذلك عبر إصرارهن على النجاح والوصول إلى مراكز عليا.

وحسب بيانات ديوان الموظفين العام حتى شهر شباط 2022، بلغت مساهمة النساء في القطاع المدني 47% من مجموع الموظفين، وتبرز الفجوة في نسبة الحاصلات على درجة مدير عام فأعلى التي بلغت 14% للنساء مقابل 86% للرجال.

وبحسب جهاز الإحصاء المركزي، بلغت نسبة مشاركة النساء في القوى العاملة للعام 2021 17% من مجمل النساء في سن العمل، مع العلم أن نسبة مشاركة الرجال في القوى العاملة بلغت 69% لنفس الفترة. 

النتائج المالية التي حققتها

تشير الشيخ إلى أن مجموعة "واصل" قفزت قفزة قوية خلال فترة توليها منصبها الجديد رغم أن الفترة قصيرة وصعبة بسبب جائحة كورونا وتداعياتها، وتمكنت الشركة من تحقيق أرباحا ونجاحا، وقدمت خدمات متنوعة وسريعة.

ومجموعة "واصل" هي شركة قابضة عامة تدير خمس شركات تابعة، وتقدم خدمة شاملة لزبائنها من شركات وأفراد في مجالات التوصيل، والخدمات اللوجستية، والأمن، وإدارة المرافق وحلول تكنولوجيا المعلومات، وخدمات التأجير التمويلي إضافة إلى نقل الأموال، وتدرس حاليا تطوير هذه الخدمات ومواكبة التطور العالمي وإضافة خدمات جديدة عليها.

وتضيف أن نجاح الشركة انعكس على البيانات المالية للسنة المنتهية في 31/12/2021، حيث بلغ صافي الأرباح التشغيلية 114 ألف دولار، بصورة مغايرة للبيانات المالية في العام 2020 التي شهدت صافي خسائر تشغيلية بمقدار 356 ألف دولار.

وتشير الشيخ إلى أن واصل تعزز ثقة المساهمين فيها والبالغ عددهم أكثر من 13 ألف مساهم من خلال تطبيق مبادئ الحوكمة لجذب المستثمرين إلى المجموعة، إضافة إلى التكامل في المهام بين مجلس الإدارة والإدارة التنفيذية، ووضوح الاستراتيجية والرؤية التي تنتهجها "واصل"، والاجتماعات الدورية والتقارير السنوية والافصاح عن البيانات المالية والربح، وهذا يأتي مع الواقع الملموس على الأرض، فنجاح الشركة وتحقيق الايرادات والأرباح السنوية يلعب دورا مهما في تعزيز هذه الثقة لدى المساهمين.

وتتابع "منذ استلامي المنصب عملت على إعادة هيكلة الشركة ودراسة الخدمات التي نقدمها للسوق، وعملت على تنويعها وتطويرها وزيادتها لتواكب التطور العالمي".

ويعمل تحت إدارة الشيخ في مجموعة "واصل" أكثر من 800 موظف، في عدة فروع موزعه على كافة أنحاء الضفة الغربية والقدس وغزة.

تطلعات والمستقبل

تتطلع الشيخ إلى إثراء هذه المسيرة والمراكمة عليها خلال العام الحالي 2022، من خلال العودة إلى تحقيق الأرباح والمكاسب بعد فترة من الخسائر التي تسببت بها كورونا، بالتعاون مع زملائها كافة في الإدارة التنفيذية وأيضا في مجلس الإدارة، لأنها عملية تكاملية يجب على الجميع التكاتف للنجاح معا.

وتختم الشيخ: "أتمنى لنفسي النجاح في إدارة فريق مجموعة واصل خلال الفترة المقبلة، للاستمرار في الربحية وزيادتها إن شاء الله، وأتمنى أن أكون من النساء الفلسطينيات الناجحات وقدوة لغيري، كما أن غيري قدوة لي.. النجاح يولد نجاح لذلك ثقتي بنفسي كبيرة وسأكون في أعلى المناصب الإدارية في أكبر الشركات العالمية.