واشنطن (رويترز) - قال مسؤولون في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لرويترز إنه من غير المتوقع أن تفرض الإدارة عقوبات على قطاع النفط الخام والوقود المكرر في روسيا بسبب مخاوف بشأن التضخم والأضرار التي يمكن أن تلحقها بحلفائها الأوروبيين وأسواق النفط العالمية والمستهلكين الأمريكيين.
تراهن الولايات المتحدة على أن السماح باستمرار تدفق النفط من روسيا، ثالث أكبر منتج للنفط الخام في العالم، حتى لو عمد الرئيس فلاديمير بوتين إلى غزو أوكرانيا غزوا شاملا، سيساعد في الحد من ارتفاع الأسعار العالمية ويساعد في حماية المستهلكين الأمريكيين من زيادة أسعار البنزين.
ويعتمد المسؤولون الأمريكيون أيضا على إمدادات النفط المحلية الهائلة- فالولايات المتحدة هي أكبر منتج للنفط في العالم- وستساعد الجهود المنسقة مع الدول الحليفة لزيادة الإمدادات في تخفيف تأثير الأزمة الأوكرانية.
وقال مسؤول لرويترز لم يكشف عن هويته لأنه غير مصرح له بالحديث علانية عن المسألة "نظرا لأن أسواق النفط عالمية- ولأن الولايات المتحدة هي نفسها دولة منتجة للنفط- فهناك سبب للاعتقاد بأننا سنكون قادرين على تجاوز هذا (الأزمة الأوكرانية) دون الكثير من الضرر، ولكن بالتأكيد هذا شيء سنواصل مراقبته عن كثب".
وقال مسؤولون أمريكيون إن هناك مجموعة من الخيارات المتعلقة بالنفط قيد الدراسة إذا نفذت روسيا غزوها- ومنها إيقاف ضريبة البنزين الأمريكية مؤقتا والاستفادة من احتياطيات النفط الاستراتيجية للبلاد وتقييد صادراتها النفطية.
وقال المسؤول دون الخوض في التفاصيل إن "جميع الخيارات" ما زالت مطروحة.
* مخاوف من زيادة شح المعروض
واقتصاد الطاقة الضخم في روسيا، والذي عززه ارتفاع أسعار النفط في الآونة الأخيرة، هدف قوي للعقوبات الأمريكية مثل تلك المفروضة على فنزويلا وإيران والتي تقيد مبيعات النفط الخام من قبل أعضاء أوبك.
لكن القيام بذلك من شأنه أن يقلص الإمدادات في سوق النفط، الذي يعاني بالفعل شحا في المعروض وارتفعت الأسعار فيه إلى أعلى مستوياتها منذ عام 2014، ويؤدي إلى مشاكل سياسية محلية محتملة لبايدن وهو يسعى للحد من التضخم.
وقال الكرملين في يناير كانون الثاني إن إيرادات روسيا من النفط والغاز زادت 51 بالمئة في 2021 إلى 119 مليار دولار مع ارتفاع الأسعار، وشكل النفط الخام نحو خمس إجمالي الصادرات.
وحتى لو فرضت الولايات المتحدة عقوبات على النفط الروسي، فقد تظل روسيا تجد سوقا لخامها. فقد باتت الصين وجهة التصدير الروسية الأولى بعد تطبيق العقوبات عقب الاستيلاء على شبه جزيرة القرم عام 2014.
وسجلت العقود الآجلة لخام برنت القياسي العالمي أعلى مستوياتها منذ سبتمبر أيلول 2014 وهي على وشك تجاوز حاجز 100 دولار للبرميل. ويبلغ متوسط سعر جالون البنزين في الولايات المتحدة 3.53 دولار، ارتفاعا من 2.64 دولار قبل عام.
وقال بايدن يوم الثلاثاء إنه من "الأهمية بمكان" أن تعمل إدارته على الحد من أي زيادة في أسعار الغاز الأمريكية بسبب الأزمة الأوكرانية.
وأضاف في تصريحات بالبيت الأبيض "أريد الحد من الألم الذي يشعر به الشعب الأمريكي في محطات التزود بالوقود... فهذا أمر بالغ الأهمية بالنسبة لي".